- الفطنــــــــــــــة -

تقدم البحث الطبي خلال السنوات الأخيرة بخطوات عملاقة و إستنتج من خلا ل بحوثاته أنّ للدماغ البشري قدرات جدّ معتبرة في زيادة النشاط العقلي، و أنّنا نحن البشر لم نستعمل منها إلاّ القليل و القليل جدا ..
وأنا أتطلع إلى هذه البحوثات العلمية و الطبيّة تبادر في ذهني أمر الفطنة الذي ما يزال محلّ نقاش لكثير من النّاس؛ فتجدهم يطرحون أسئلة نقاشية حول عدّة أمور قصد التوضيح والمعرفة من بينها:
لماذا لم أتفطن إلى هذا الأمر مع أنّه كان بمقدوري .. ؟؟ لماذا هذا الأخير أكثر فطنة منّي في الملاحظة ؟؟
لما أنا هكذا لا أتفطن للأشياء ؟؟
ومن خلال هذه الأسئلة تبادر في ذهني سؤال وهو : هل قضية الفطنة مكتسبة أم عن فطرة أم هي وراثية ؟ فكثير ما سمعنا أنّ الفطنة نابعة من داخل الإنسان نتيجة توفر قدرات فائقة ليست موجودة لذى الجميع، وأنّها إمّا أن تكون أو لا تكون عند المرء.
و ذهب آخرون لقولهم أنّها هبة من عند الله عزّ وجلّ ينعم بها عمن يشاء.
كما يرى البعض الآخر على أنّها وراثية و نتيجة عادات موجودة في الأصل لدى الوالد فيقال له : مثله مثل أبيه؛ أي بمعنى أنّه فطن كأبيه - و البعض الآخر يؤكد على أنّ أمر الفطنة ما هو إلاّ نتيجة تعاملات مع النّاس، و يروا أنّ التجرية هي سبب تواجدها.
و مع مرور الزمن تتوفر لدى المتعامل مع التجارب إكتشافات ومعلومات توضح له الرؤى الجيّدة للأمور وفهمها وإلاّ لما يقال عن فلان أنّه ذو فطنة واسعة لو لم يكن قد مرّ بتجارب عدّة جعلته يتفطن لها أكثر من الآخر
من خلال التجربة والمطالعة الواسعة في هذا المجال تبيّن أنّ هناك أمور عدّة ساهمت في جعل هذه الأسئلة المطروحة حقيقة معاشة يوميا كما أنّه بمقدور كلّ واحد منّا إكتسابها عن طريق إتباع خطوات منتظمة وثابتة.
فقد يكون من الأحسن إتّخاد من قلّة الكلام حلا لأنّك بهذا يكتسب إمكانية السماع للأشياء وبالتالى الفهم الجيّد لها كذلك هو أمر الرؤية الشاملة وتتمثل في حسن توجيه النظر فقد يكون من المهم التركيز على ما نحتاجه لرؤية الأمور عن قريب أو عن بعيد.
فعلى ما يبدو بات أمر الفطنة قليل عند الكثير من النّاس نتيجة كثرة الضغوطات اليوميّة بما فيها المعيشية والإجتماعية و حتى السياسية .. ممّا يؤِثر سلبا على قواهم العقلية فلا عجب إن تحدّث إليك أحدهم موجها إليك كلمات مقصودة لكنّك لا تتفطن لها و بعد مدّة معيّنة من الزّمن تدرك ما كان يقصده بك فيزيدك غضبا، فتشعر أنّك مصاب بمرض الغباء كونك لا تتفطن لما يدور من حولك من أمور كثيرة هي تحدث لك يوميا فتؤثر فيك سلبا، لذلك من المهم الرجوع إلى ما يخدم تفكيرنا لتخطي مثل هذه الأمور فالله عزّ وجلّ سخّر لنا و أنعم علينا بنعمة نشاط هذا الدماغ العجيب العطّاء الذي ما يزال ينتظر منّا إشارة للإنطلاق، لنعمل على تقوية قدراتنا العقلية بطريقة منتظمة و نتعلم منها كيف نواجه أمورنا الدّنياوية برَويّة وفطنة وأن نخفّف من حدّة غضبنا وقلقنا اللّذان قد يكونا سببا من الأسباب الكثيرة و المتسببة في عدم تفطننا للكثير من الأشياء . فأين نحن من الرياضة ؟
منذ زمن بعيد والرياضة يشهد لها ولقدراتها و تأثيرها على جسم الإنسان و مدى إنعكاسها الإيجابي على الذات و الآن وقد تطور البحث الطبي تبيّن أنّ هذه الرياضة لا تزيد الجسم قوّة في العضلات ونشاط بالجسم فقط بل حتى أنّها تزيد من قدراتنا العقلية و هذا نتيجة إستنشاقنا إلى كمّيات معتبرة من للأكسجين؛ فبتدفق هذا الأخير في الدّماغ تنتج حالة من الإنتعاش الفكري و يصير دماغنا في حالة نشطة حاملا معه رؤى واضحة ممّا يجعلنا أكثر تفطنا للأشياء التي تدور من حولنا . الرياضة في متناول الجميع وبمقدور الكلّ القيام بها لا هي تتطلب أموال ولا هي تتطلب تضحيات كبيرة وإنّما تتطلب توفيرا للوقت مع القليل من العزم و الإرادة فَتنتج العادة.
فهل هذا بكثير مقابل ما نجنيه ؟ نحن في أمس الحاجة لأن نلتفت لأنفسنا ونعطيها حقّها من الراحة و الثقة النفسية والتركيز في أمورنا الحياة أجمل ممّا نحن نتصورها فلنكتشف كلّ ما هو جميل فيها .

موضوع ممتاز و هذا هو الأمر الذي نعمل على إثراءه عند طلابنا الأعزاء حتى نفجر عندهم القدرات الدماغية أكثر ........شكرا مواضيعك مميزة

[quote="freeman"]موضوع ممتاز و هذا هو الأمر الذي نعمل على إثراءه عند طلابنا الأعزاء حتى نفجر عنهم القدرات الدماغية أكثر ........شكرا مواضيعك مميزة
مشكووووووووووووور لمرورك العطر نورت الصفحة والله