يعتقد البروفيسور نذير بومعزة، بجامعة العلوم الإنسانية "غرونوبل" بفرنسا، في أن سعي الحكومة الجزئرية لإسكات المطالبين بسكنات تم على حساب الهوية الجزائرية في العمران والبناء، وهو ما نتج عنه بناءات بلا روح ولا هوية.
وأبرز البروفيسور نذير بومعزة، في تصريح لـ"الشروق" علاقة العمران بالهوية في أية دولة، مؤكدا أن العمران في الجزائر لا يترجم الهوية الوطنية، مثلما كان عليه الشأن بالنسبة لمنازل الجزائريين زمن الحقبة العثمانية، وتأسف البروفيسور لواقع العاصمة في الجزائر التي لم تعد بها بنايات تحاكي الهوية الجزائرية، فما هو موجود حاليا منها هو بطابع عثماني والآخر بطابع استعماري، حيث لم ينتج الجزائريون بناءات تؤرخ للأجيال القادمة الهوية والثقافة الجزائرية.
وقال البروفيسور أنه لأجل تدوين الطابع والهوية الجزائرية على البناءات يستدعي وجود إرادة سياسية تلزم الحكومة والمؤسسات المدنية، بإنشاء مؤسسات تعمل على هذه الاستراتيجية، أي تعمل على خلق مؤسسات تعمل دور همزة وصل بين المواطن والحكومة في مجال العمران.
وقال البروفيسور بومعزة، أن للجزائر طابعا وتاريخا خاصا يُمكنها من تجسيد البناء العمراني بطريقة مبهرة في العالم، وقال أستاذ العلوم الإنسانية بفرنسا، إنه على الدولة أن تولي اهتماما بالغا لتدريس التاريخ بالمؤسسات التربوية وفي الجامعات، وعلّق المتحدث أن دراسة التاريخ والاعتناء به يولّد لدى الأجيال علاقة وطيدة بالتغيير والبناء والتجديد.
وأكد أن الإنسان الجزائري تغير في مراحله، فالإنسان الذي عمل على تغيير واقع ورفضه للاستعمار والقيام بثورة ليس هو الإنسان في عام 1988، وليس هو الإنسان في وقتنا الحالي، وتأسف البروفيسور بومعزة، أن الجزائري أصبح لا يعرف تاريخ بلاده قائلا:" إن التاريخ الذي تٌدرسه المدرسة الجزائرية أصبح بعيدا جدا عن الواقع الجزائري".
البروفيسور نذير بومعزة بجامعة "غرونوبل" بفرنسا
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي