freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: الاغتراب النفسي لدى المكفوفين السبت نوفمبر 30, 2013 12:17 am | |
| ينبغي قبل الخوض في موضوع الاغتراب النفسي لدى المكفوفين الإشارة إلى أنني لست طبيبا ،أو عالما اجتماعيا، أو نفسانيا حتى أخوض فيه، ولكني ومن خلال قراءاتي لهذا الموضوع ومن خلال بعض الأنشطة الاجتماعية التي شاركت فيها وكان المكفوفون هم محور هذا النشاط، فقد أحببت الحديث عن هذا الموضوع المهم، خاصة وأن هذه الشريحة الاجتماعية لا تجد الاهتمام اللازم في بلادنا اليمن، معتمدا في ذلك على قائمة المصادر والمراجع المرفقة أسفل هذا المقال. بداية أورد فيما يلي بعض الإحصائيات التي تتعلق بالمكفوفين: • عدد المكفوفين حالياً في العالم يقدر بـ 45 مليون شخص - معظمهم في الدول النامية -،يصل عددهم إلى 75 مليون شخص بحلول العام2020، كا يقدر عدد ضعاف البصر في العالم بـ 135 مليون شخص. • يناهز عدد المصابين باالتراخوما (المسبّبة للعمى) بـ 80 مليون نسمة . • كل خمس ثوان يتحول شخص في العالم إلى مكفوف،وفي كل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى مكفوف . • يشير الجهاز المركزي للإحصاء في تقريره السنوي لعام 2005 إلى أن عدد المكفوفين في الجمهورية اليمنية (76000 كفيف ) . تلك الإحصائيات المهمة أردت أن ابتدأ بها مقالي عن الاغتراب النفسي نظرا لمدى ما تعكسه هذه الأرقام من واقع هذه الشريحة في العالم اجمع، وكيف أن هذه الأعداد الكبيرة من المكفوفين في العالم تتطلب من الجميع إلقاء مزيد من الضوء والدراسات والأبحاث تجاهها، وواقع الحال يقول أن واقع هذه الشريحة يختلف من بلد لآخر، وحتما أن واقعها في البلدان المتقدمة يختلف كثيرا عن واقعها في البلدان المتخلفة، هذا الواقع المتخلف وذلك الواقع الأكثر إشراقا، له بدون شك أثره البين على ما يسمى بالاغتراب النفسي لدى الكفيف، وفي هذا المقال القصير أحاول إلقاء الضوء على هذه القضية المهمة في مجتمعنا اليمني. أولاً: المقصود بالاغتراب: تعتبر ظاهرة الاغتراب النفسي ظاهرة اجتماعية نفسية، ومشكلة إنسانية عامة، شائعة في كثير من المجتمعات، بغض النظر عن النظم والإيديولوجيات والمستوى الاقتصادي والتقدم المادي والتكنولوجي فيها ، و فيها يشعر الفرد بالعزلة ،والضياع ،والوحدة ، وعدم الانتماء، وفقدان الثقة، والإحساس بالقلق والعدوان، ورفض القيم والمعايير الاجتماعية، والاغتراب عن الحياة الأسرية والمعاناة من الضغوط النفسية .هذا عن التعريف اللغوي ،أما عن التعريف الإجرائي للمفهوم ،فيتمثل في شعور الكفيف بعدة مشاعر منها : • العجز وعدم القدرة على المواجهة وانعدم التأثير. • التمركز حول الذات وبعده عم الواقع المحيط به. • اللا معنى وفقدان الحماس للحياة. • التشاؤم وتوقع الفشل في كل ما يقوم به. • التمرد والسخط على كل ما يقوم به. • العزلة الاجتماعية وانفصال الكفيف عن الآخرين وعدم الدخول في علاقات اجتماعية وانخفاض مستوى التفاعل والمشاركة. هذه بعض المشاعر التي يشعر بها الكفيف،إضافةً إليها هناك سمات خاصة بالمكفوفين تزيد من اغترابهم النفسي منها : • شعور الكفيف بان كف البصر مثير ضاغط ومؤلم ويؤدي إلى قلقه المستمر. • خوف الكفيف من المراقبة المستمرة من الآخرين تجعله أكثر عرضه للإجهاد النفسي والشعور بالتوتر وعدم الأمن. • الشعور بالنقص الناتج عن عدم قدرة الكفيف على منافسة زملائه المبصرين. • الاضطرار إلى الاعتماد على الغير وانتظار المساعدة من الآخرين في الحركة،والتنقل وكثير من الحاجات الشخصية مما يؤدي إلى نزعة اتكالية وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الشخصية. هذه السمات التي لدى الكفيف والتي قد لا يكون له دور فيها أي أنها نتجت رغما عن إرادته، وقد تعزز من وجودها بعض التصرفات التي يقوم بها الولدان منها: • أسلوب إثارة الشعور بالنقص AROUSING INERIORIT : يستخدم الآباء لأساليب من شانها تأنيب الأبناء واستثارة مشاعر الذنب لديهم والتقليل من شان كل ما يصدر عنهم من سلوك أو تصرفات. • أسلوب التفرقة: DISCRIMINATION: يلجا بعض الآباء إلى التفرقة بين أبنائهم بسبب الجنس• أو العمر أو اللون...الخ ، وإذا كان هذا الأسلوب يثير الحساسيات والأحقاد بين الأصحاء جسديا فما بالك بين منهم أصحاء وغير أصحاء. • الحماية الزائدة OVERPROTECTION: يظهر في هذا الأسلوب حرص الوالدين أو أحدهما على حماية إبنهما والتدخل في كل شؤونه بما لا يتيح له فرصة اتخاذ القرار المناسب بنفسه. هذه من الأسباب التي تكون متعلقة بالبيئة الداخلية التي يعيش فيها الكفيف،ولكن ماذا عن الأسباب النابعة من البيئة الخارجية التي يعيش في ظلها الكفيف، هناك عدة أسباب تزيد من الاغتراب النفسي لدى الكفيف منها: • النظرة السلبية من المجتمع للكفيف، حيث أن الكثير من الناس ينظرون إلى الكفيف على أنه إنسان عاجز وضعيف، بل وتجوز عليه الصدقة، ورغم أن هذا شعور يعد إنسانيا لكن فيه تعميم ظالم نوعا ما، فليس كل المكفوفين عاجزين ويستحقون الصدقة، هذا الشعور السائد بين الناس يزيد من درجة الاغتراب النفسي لدى الكفيف. • لم يصل الاهتمام بالكفيف في اليمن لدرجة أن تقوم الدولة بتيسير وسائل انتقاله وحركته بيسر وسهولة، ، وحتما لا يوجد أماكن مخصصة لمرور المعاقين في الأماكن العامة، والمحلات والمراكز التجارية، تمكنه من السير فيها. • لا يزال الكفيف الملتحق بالتعليم يعتمد على الوسيلة التقليدية في التعليم المعتمدة على طريقة برايل•،و لا يزال عاجزا عن استعمال وسائل التعليم الحديثة المعتمدة بشدة على الوسائل الالكترونية، والتي سهلت الكثير على المكفوفين في تعلمهم ودراستهم . هذه إشارات سريعة لما يسمى بالاغتراب النفسي للمكفوفين في اليمن، وحتما أن هذا مجرد مقال هدفت من خلاله إلقاء نظرة سريعة على واقع المكفوفين، لاشك أنها مختصرة ومختزلة ، وأتمنى من المتخصصين سواء من الجانب الرسمي أو غير الرسمي المزيد من الاهتمام بهذه الشريحة التي تعد مهمشة في مجتمعنا،وقد يكون واقعها أكثر سوءا حين تجتمع فيها الإعاقة والفقر وعدم الاهتمام، وهو ما لا نجده في دول أخرى أعطت الكثير من الرعاية الإنسانية والمعنوية والمادية لهذه الشريحة.
الدكتور/ سعود محمد الشاوش أستاذ مساعد بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية جامعة صنعاء المراجع:
مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين في سوريا: http://www.caihand.org/na.htm
رابط منظمة الصحة العالمية: http://www.who.int/topics/tropical_diseases/qa/faq/ar/index6.html
مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين في سوريا http://www.caihand.org/na.htm
رابط صحيفة 26 سبتمبر: http://www.26sep.net/news_details.php?sid=56414 جواد محمد الشيخ خليل:الاغتراب النفسي وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلبة الجامعات الفلسطينية في محافظات غزة،ملخص رسالة ماجستير في الموقع: www.jamaa.net/files/ رابط أكاديمية علم النفس السعودية: http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=2076 د. بهجات محمد عبد السميع: الاغتراب لدى المكفوفين: ظاهره وعلاج،(الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،ط1، 2007م) ص 21. د. بهجات محمد عبد السميع: مرجع سابق، ص 83. عبده سعيد محمد احمد الصنعاني: العلاقة بين الاغتراب النفسي وأساليب المعاملة الوالدية لدى الطلبة المعاقين سمعيا في المرحلة الثانوية، رسالة ماجستير،(جامعة تعز: كلية التربية،قسم التربية الخاصة،1930،2009م) ص 62. • الكفيفة تواجه الاغتراب النفسي أكثر من الكفيف في بعض الحالات،وإذا كانت نظرة المجتمع للأنثى المبصرة فيها انتقاص فما بالك إذا كانت أنثى،بل يصل الحال في بعض الأحيان أن نجد البعض يقولون في حال وفاة الأنثى الكفيفة: أن الله قد رحمها وسترها بالموت، وقد أشارت الأخت عزيزة محمد وهي إحدى الكفيفات الدارسات بجامعة صنعاء إلى هذا التوجه الذي يتبناه بعض أفراد المجتمع،وجاءت هذه الإشارة أثناء مقابلة الكاتب لها في المركز الثقافي لمكفوفين بالجامعة بتاريخ 15/1/2011/ م. عبده سعيد محمد احمد الصنعاني: مرجع سابق، ص 60. • أشار المهندس: زيد عبدالله العوذلي،- وهو احد المكفوفين خريجي جامعة صنعاء، كلية الزراعة_أثناء مقابلة أجراها معه الباحث في المركز الثقافي للمكفوفين بتاريخ15/1/2011م، إلى أن هناك الكثيرين من الطلاب المكفوفين الملتحقين بمدارس الدمج غير قادرين على القراءة بطريقة برايل،ويعتمدون فقط على الكتب المسموعة. ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|