قصة يوسف
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=012وصف الله سبحانه وتعالى قصة يوسف بأنها أحسن القصص و انا لي بعض الخواطر حول تلك السوره أود مشاركتكم اياها
أولا أنصح كل من لم يقرأها بقرائتها أولا
لأني لن أعيد سردها
1
هناك الكثير من يتسائل حول نظرية ان كنا مسيرين ام مخيرين .. اي ان كان كل مانفعله في حياتنا هو امر يعلمه الله و كتبه عنده فهل يلغي هذا بطريقة ما إرادتنا؟! .. و إن كان مكتوب لكل منا أن يكون عاصيا أو طائعا إذا ما جدوى الثواب و العقاب!!!!؟
و في أحسن القصص سورة يوسف رد على تلك النقطه
إقرأها ثم أعد قرائتها
هي مختصره و عميقه و معبره..
هل شعرت قوة إرادة رغبة إمرأة العزيز؟؟
هل شعرت بإرادتها في ملاحقة يوسف حتى بعد إكتشاف أمرها؟
هل تخيلت جمالها و سطوتها و شبقها .. هل تخيلت جماله و صراعه النفسي هل تخيلت خوفه و إعراضه ثم ضعفه ثم إستعادته قوته من جديد؟
هل شعرت مدى حقد إخوة يوسف و حيرتهم في أمره؟
هل شعرت رغبتهم في قتله ثم ترددهم و إتفاقهم على إلقاؤه في الجب؟؟
إنك عندما تقرأ تلك المواقف تستشعر إرادتهم حره
تستشعرهم أصحاب قرارهم
تنسى أن هناك قوى عليا تسير البشر و تغرق تماما كإنسان عليم بتلك المشاعر تغرق في مشاغر الحب و الكره .. الرغبه و الاعراض.. الحقد و التآمر .. تشعرها مشاعر نابعه من داخل الشحص ذاته و هو مدرك تماما لما يفعل وهو مدرك كم يخدم ما يفعله مصالحه و أهواءه الشخصيه
لا حظ معي أن بداية القصه هي نهايتها بمعنى أن القصه تبدأ برؤية يوسف " و الرؤى تأتي من عند الله" وتنتهي بتحقيق تلك الرؤيه و كأن الله يقول لك نعم أنا أعلم ماسيحدث و أعلم الخاتمه .. لكن أنظر إن كانوا مسيرين أم مخيرين
إن المتأمل سورة يوسف بروح متفتحه و بصيره واعيه يدرك تماما الفارق بين القدر و الإراده و يدرك كيف " أن الانسان على نفسه بصيره و لو ألقى معاذيره"" إنها مليئه بكل أنواع المشاعر البشريه
2
و في القصه شرح تفصيلي لدور القدر في حياتنا و إلقاء الضوء على الجانب الذي نحن فيه مسيرون فعلا
إنظر معي للقافله التي إنتشلت يوسف
ثم أخذ العزيز له
ثم دخوله السجن " وهو في ظاهره إبتلاء لكنه في باطنه إستجابه لدعاؤه لتنجيته من كيد المرأه و قربه من المعصيه لذا هو في واقع الأمر تنجيه"..
. و إنظر إلى تفسيره حلم صاحبه في السجن ثم تذكر الرجل وصيته في وقت معين
و يبدو أيضا نسيان الرجل ذكر يوسف عند الملك إبتلاء لكنه في الواقع نعمه من الله لأن الله أراد أن يتذكر يوسف في وقت تنفعه فيه تأويله للرؤياو إنظر إلى توليه الخزائن و تمكينه في الأرض ثم أنظر إضطرار إخوته للذهاب إلى مصر
كل تلك الأحداث هي الأحداث القدريه
هي ما يريده الله دون ترتيب منا
لكن إرادتنا هي التي ترسم قصتنا
فبداية كل قدر هو قرار إتخذته إرادة إحدى الشخصيات
بمعنى أنك تختار الطريق و الله يمهده لك أيا كان
لا حظ في البدايه قرار إخوته بإلقاؤه ثم مشيئة الله في القافله
لاحظ قرار رفض يوسف لكيد زوجة العزيز ثم مشيئة الله في دخوله السجن ثم مشيئته في نسيان الرجل ليوسف حتى يذكره عند الملك ساعة رؤيا الملك
و لله المثل الأعلى أنا لا أقول أن إرادتنا تسبق مشيئة الله.. لا ..حاشا لله.. انما أقول أن الله يضعنا في الطريق الذي نختاره نحن و حتى إذا ما أراد هو لنا طريقا آخر فإن ردة فعلنا و طريقة سيرنا منوطه بإرادتنا لا خطوات يرسمها لنا الرب كما يزعم البعض
و أود إستكمال خواطري حول سورة يوسف إن أثارت إهتمامكم إن شاء الله
لقد وعدتكم بقصه و أحببت أبدأ بأحسن القصص
......................................
في البوست الأول أشرنا إلى مسألة التخيير و التيسير في قصة يوسف
وصف الله سورة يوسف انها أحسن القصص و قال " لقد كان في يوسف و إخوته آيات للسائلين"و تبدأ القصه برؤية يوسف و خوف أبيه عليه من كيد إخوته و قوله
" إن الشيطان للإنسان عدو مبين"
و الغيره بين الشقاء لأفضلية أحدهم على الآخر موجوده أو لتفضيل الوالدين أحدهم على الآخر
إننا بشر و العدل المطلق من صفات الله وحده
و قد نرى كثيرا أحد الوالدين أو كلاهما يميز أحد أبناؤه دون الآخرين
و في بعض الأحيان تكون أسباب هذا الميل مبرره كأن يكون مريضا مثلا
و في قصة يوسف كان إخوته غير أشقاء له يحسدونه و شقيقه الأصغر _من ام واحده_ ويدعى بنيامين على حب أبيهم لهما
و عند علماء التوراه أن ام يوسف ماتت و هذا سبب حنو يعقوب عليه
لكن في نهاية القصه في السوره
"ورفع أبويه على العرش"
فقال بعض المفسرين أنها لم تمت و عند آخرين أن المقصود خالته
و أيا كان
فإن الشيطان ينفذ ما بين الأخوه من باب الغيره
و في إعتقادي أن كثير من الأباء يكونوا هم من فتحوا باب الغيره للشيطان ببعدهم عن العدل
إننا هنا لسنا بصددإنتقاد سيدنا يعقوب لا سمح الله و لكننا نحاول تأمل حياتنا من خلال مواقف أحسن القصص
تفكر في علاقة الأبوين بالأبناء جميعا و من هذا المنطلق نتفكر في مفهوم العداله الأسريه و ضرورتها
فكلنا راع و كلنا مسئول عن رعيته و الأولى بنا العدل للعمل على إستقامة النفوس و تجنب ضغائنها
مسئولية الوالدين المساواه في الثواب و العقاب
.....................................................
و النقطه الأجدر بالإشاره إليها هي إضمار الشقيق الحقد لشقيقه و كيف يوسوس له الشيطان ليكيد لأخيه
و كله مبني على باطل
أنظر حجة إخوة يوسف في قولهم (إذ قالوا ليوسف و أخيه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبه إن أبانا لفي ضلال مبين)آيه8
اقتلوا يوسف او اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم و تكونوا من بعده قوما صالحين
و انا لا املك تعليقا على هذا غير التعجب من المنطق فإنهم قد نطقوا بسبب خوف ابيهم على يوسف و حبهم له عندما قالوا و نحن عصبه بينا يوسف و اخيه يتيمين صغيري السن
لكنه الحقد يعمي الأبصار
و يجدر الإشاره أن أول جريمة قتل على الأرض كانت بين قابيل و هابيل الشقيقين أولاد آدم عليه السلام
و كان دافعها أيضا الحقد و الغيره
.........
ومما يثير حفيظة النفس أن نسمع عن المكائد عامة فما بالك بين الأخوه
لكنه
إبليس الذي أقسم على نفسه بضلال البشر
و في "يوسف" نجد أن إخوته ألقوه في غيابات البئر و كذبوا بأمره على أبيهم و ذهب يوسف سنون و لم يبرد حقدهم عليه
فلا زالوا يلومون أبيهم لحزنه على أخيهم!!!!ثم عندما قالوا عن بنيامين
" إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل"
فأسرها يوسف في نفسه و لم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا و الله أعلم بما تصفون....آيه77
إذا حتى بعدما تخلصوا من يوسف ظل الحقد
في السورة عظه عن الرضا
و عدم النظر إلى ما في يد الأخ
و لفت إنتباه الأبوين للحرص على العدل بين الأخوه
حتى لا ينفذ الشيطان بينهم
و لمنع الأحقاد و تنمية الحب و المؤاخاه لا بد من الحكمه في التربيه
و الحرص على العداله الأسريه
............................