(الشعب) تنشر نص تحقيقات نيابة أمن الدولة فى قضية التجسس.. والأمن المصرى يسلم السوريين إيلى كوهين (الثانى)
حصلت "الشعب" على نص التحقيقات فى قضية التجسس المقيدة برقم 650 لسنة 2010 حصر أمن دولة، والمتهم فيها طارق عبدالرازق حسين حسن، صاحب شركة استيراد وتصدير، مصرى الجنسية،، وضابطان صهيونيان بالتجسس لصالح الموساد وتعريض مصالح البلاد لقطع العلاقات مع دول أجنبية. بدأت التحقيقات بمحضر التحريات الذى أعده رجال المخابرات العامة، ولم يحمل أى علامات أو توقيعات للضابط محرر المحضر طبقا للقانون، وانتهت باعتذار من المتهم المصرى عن تجسسه وخيانته لبلاده. جاءت التحقيقات فى 500 ورقة.
كشفت التحقيقات، التى ضمت اعترافات تفصيلية للمتهم بداية من سفره ومغادرته مصر فى 1992، وحتى إلقاء القبض عليه فى مطار القاهرة بمعرفة النيابة ورجال المخابرات، عن نقل المتهم لمعلومات من مسئول فى جهة سيادية مصرية للصهاينة، وتوضح التحقيقات أن ابن هذا المسئول كان يتلقى تدريبات "كونغ فو" على يد المتهم طارق، وأن المتهم أخذ معلومات من الابن ووصّلها إلى الموساد.
وكشفت التحقيقات عن مفاجأة، حيث قال المتهم إن الموساد سجل لقاءات لشخصيات بارزة مصرية حكومية أثناء ظهورهم فى التليفزيون المصرى، وأخذ تلك التسجيلات واستخلص منها بصمة صوتهم واستخدمها فى التنصت على العديد منهم. ولم يذكر المتهم أسماء هؤلاء الأشخاص المسئولين فى مصر، وعلل ذلك بأنه لم يكن مختصاً بذلك، وأن الموساد كان يجند شخصاً آخر غيره لفعل ذلك.
محضر التحريات
تلقت نيابة أمن الدولة العليا محضر تحريات تحرر فى نهاية يوليو المقبل من رجال المخابرات العامة، وطبقا للمتبع لم يشر محضر التحريات إلى الضابط محرره، وجاء فيه أنه بناء على معلومات جمعتها أجهزة الأمن تبين أن المتهم، طارق عبدالرازق حسين حسن، مصرى (37 سنة) صاحب شركة استيراد وتصدير ومقيم فى حدائق القبة، تخابر مع الموساد الصهيونى وعمل مع ضابطين صهيونيين لرصد بعض الموظفين العاملين فى قطاع الاتصالات، كما نقل المتهم معلومات مهمة عن المعامل النووية فى سوريا، وكذلك حزب الله فى لبنان، وأن المتهم أخذ مبالغ مالية من الموساد مقابل ذلك، وأنه يقيم فى الصين وأنشأ موقعاً على الإنترنت لاستقطاب شباب من مصر وسوريا ولبنان وكذلك الأردن، وأن تلك الشبكة تستهدف مراقبة قطاع الاتصالات فى مصر وتلك البلدان، وأن المتهم خضع لجهاز كشف الكذب على يد مسئولين بالموساد واجتازه بنجاح. وأشار المحضر إلى أنه تمت مراقبة المتهم المصرى وتحركاته منذ أكثر من 8 أشهر، ورُصدت أيضا مقابلاته مع أعضاء الموساد فى بلاد مختلفة بالإضافة إلى تقابله مع عميل لصالح الدولة الصهيونية فى سوريا.
محضر الضبط
انتقل المستشار طاهر الخولى، المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا، بصحبة عدد من رجال المخابرات المصرية إلى مطار القاهرة، وبالتحديد صالة ركاب الطائرة المتجهة إلى الصين، وألقى القبض على المتهم أثناء انتظاره فى صالة المطار. وبتفتيشه عثر معه على حقيبة وجهاز لاب توب وفلاشة ميمورى، وتم اصطحابه إلى مقر نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس. وبتفتيشه عثر داخل الحقيبة على جيوب سرية، أرشد المتهم عنها من خلال فك مسامير فى الحقيبة، كما قام بإرشاد النيابة عن الكلمة السرية للجهاز وتم فتحه. وتبين أن بداخله عدداً من الملفات والمخاطبات والرسائل الواردة إلى شخص يدعى إيدى موشيه، وتضمنت تلك الرسائل معلومات عن الملف النووى السورى واليورانيوم وأماكن تواجد تخصيب اليورانيوم فى سوريا.
أولى جلسات التحقيقات
أدلى المتهم ببياناته الشخصية. قال إن اسمه طارق عبدالرازق حسين حسن عمره (37 عاما) حاصل على دبلوم صنايع ويقيم فى منطقة حدائق القبة بالقاهرة. سبق له العمل كمدرب لرياضة "الكونغ فو" بنادى (..... )، سافر إلى دولة الصين فى 2006 للبحث عن عمل، وأثناء تواجده بها بادر من تلقاء نفسه فى بداية عام 2007 بإرسال رسالة عبر بريده الإلكترونى لموقع جهاز المخابرات الصهيونية مفادها أنه مصرى ومقيم فى دولة الصين، ويبحث عن فرصة عمل، ودوّن بها بياناته ورقم هاتفه، وفى شهر أغسطس من العام نفسه تلقى اتصالاً هاتفياً من المتهم الثالث جوزيف ديمور، أحد عناصر المخابرات الصهيونية، إذ اتفقا على اللقاء بدولة الهند ومقابلته بمقر السفارة الصهيونية بالدولة الأخيرة، وجرى استجوابه عن أسباب طلبه العمل مع جهاز الموساد، وسلمه مبلغ 1500 دولار مصاريف انتقالاته وإقامته.
وسافر فى شهر مارس إلى دولة تايلاند بدعوة من المتهم الثالث، حيث تردد عدة مرات على مقر السفارة الصهيونية بدولة تايلاند، وقدمه المتهم الثالث إلى عنصر تابع للمخابرات الصهيونية، هو المتهم الثانى إيدى موشيه، الذى تولى تدريبه على أساليب جمع المعلومات بالطرق السرية، وكيفية إنشاء عناوين بريد إلكترونى على شبكة المعلومات الدولية، كما كلفه بالسفر إلى كل من دول "كمبوديا ولاوس ونيبال" لاستكمال التدريبات، وسلمه جهاز حاسب آلى محمولاً مجهزاً ببرنامج آلى مشفر، مما يستخدم كأداة للتخابر والتراسل السرى فيما بينهما، ويتسم هذا البرنامج بصعوبة اكتشافه أو التعامل معه دون معرفة الخطوات الخاصة باستخدامه، وقد تلقى المتهم الأول تدريباً على كيفية تشغيل هذا البرنامج، كما سلمه أيضاً حقيبة يد للحاسب الآلى تحتوى على وسيلة إخفاء مستندات ونقود وبلوك نوت معالجة كيميائياً وسلمه جهاز تليفون محمولاً به شريحة تابعة لشركة فى هونج كونج.
وأضافت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار هشام بدوى، المحامى العام لنيابات استئناف أمن الدولة، أن الموساد أمد المتهم المصرى بمبلغ خمسة آلاف دولار أمريكى قيمة مصاريف إنشاء شركة استيراد وتصدير مقرها دولة الصين، وكلفه بإنشاء عنوان بريد إلكترونى عبر شبكة المعلومات الدولية على موقع هونج كونج باسم حركى هو خالد شريف بصفته مديراً لهذه الشركة، التى تعمل فى مجال تصدير زيت الزيتون والحلويات والتسويق العقارى لانتقاء من يصلح للتعاون مع المخابرات الصهيونية من دولة سوريا، وتنفيذاً لتكليفات المتهم الثانى سافر المتهم المصرى عدة مرات إلى دولة سوريا، للوقوف على الإجراءات الأمنية فى الشارع السورى، والتقى العديد من أصحاب تلك الشركات متخذاً اسماً حركياً هو طاهر حسن، وأعد تقارير بنتائج زيارته قدمها للمتهم الثانى فى حضور أحد عناصر جهاز الموساد، يدعى أبوفادى، وتولى استجوابه تفصيلياً عن الإجراءات الأمنية داخل مطار دمشق، وكثافة التواجد الأمنى فى الشارع السورى، حيث أنهى له المدعو أبوفادى الإجراءات خلال أحد لقاءاته معه فى وجود صديق له بسوريا يعمل بأحد الأماكن المهمة هناك، كما أشارت التحريات إلى أن المتهم الأول سافر إلى سوريا عدة مرات، والتقى الأخير وحصل منه على معلومات سرية، وكان المتهم الأول يتولى حفظ وتشفير تلك المعلومات من خلال وسيلة التراسل المسلمة له، وهى جهاز الكمبيوتر المحمول، ويتولى تسليم المعلومات إلى المتهم الثانى، وسلم المواطن السورى مبالغ مالية قدرها عشرون ألف دولار أمريكى مقابل تلك المعلومات، كما سلمه شريحة تليفون محمول تعمل على شبكة هونج كونج كوسيلة اتصال بين هذا الشخص وأبوفادى، ضابط الموساد الإسرائيلى، كما أشارت التحريات إلى أن المتهم الثانى كلف المتهم المصرى بوضع إعلانات جاذبة عبر شبكة المعلومات الدولية عن وظائف شاغرة فى جميع التخصصات عن مهندسين يعملون فى شركات الاتصالات بكل من دول مصر ولبنان وسوريا.
وقال المتهم طارق عبدالرازق حسين حسن فى التحقيقات إنه حاصل على دبلوم صنايع فى 1991، وفى شهر فبراير 1992 سافر إلى دولة الصين، حيث التحق بمعهد تدريب رياضة "الكونغ فو" لمدة سنتين، وفى 1994 عاد إلى مصر، والتحق بأحد الأندية كمدرب لرياضة الكونغوفو، ونظراً لمروره بضائقة مالية قرر الهجرة إلى الصين فى يناير 2007، وإزاء تعذر حصوله على وظيفة أرسل من هناك فى شهر مايو من العام ذاته رسالة، عبر بريده الإلكترونى، لموقع جهاز المخابرات الصهيونية، تتضمن أنه مصرى مقيم بدولة الصين، ويبحث عن عمل ودون بها رقم هاتفه، وفى شهر أغسطس عام 2007 تلقى اتصالاً هاتفياً من المتهم الثالث جوزيف ديمور، الذى تحدث إليه بصفته مسئولا بجهاز المخابرات الصهيونية، وطلب منه خلال هذا الاتصال مقابلته فى دولة تايلاند، وإزاء تعذر حصوله على تأشيرة دخوله إلى الدولة المذكورة توجه بتكليف من المتهم الثالث إلى دولة نيبال، ومكث بها قرابة خمسة عشر يوماً إلى أن تلقى اتصالاً هاتفياً من الأخير أبلغه فيه بتعذر سفره إليه، واتفقا على اللقاء فى دولة الهند، وفى سبتمبر 2007 وتنفيذاً لتعليمات المتهم الثالث توجه إلى الهند، وتلقى هناك رسالة منه عبر بريده الإلكترونى طلب فيها حضوره إلى مقر السفارة الصهيونية، فتوجه إليها، واستقبله المتهم الثالث وناقشه فى بعض التفاصيل الخاصة بسيرته الذاتية ومؤهلاته العلمية والوظائف التى شغلها فى مصر، وسلمه مبلغ 1800 دولار مقابل نفقات سفره وإقامته، وأفهمه أن إلحاقه للعمل بجهاز الموساد يستلزم سفره إلى دولة تايلاند لإخضاعه لبعض الاختبارات.
وفى شهر يناير عام 2008 توجه إلى الدولة الأخيرة، وتلقى من المتهم الثالث رسالة عبر بريده الإلكترونى تحتوى على رقم هاتفه، فبادر بالاتصال به، وأنهى إليه خلال هذا الاتصال باللقاء فى السفارة الصهيونية بدولة تايلاند، حيث التقى به وأفهمه أنه يستلزم خضوعه للفحص بواسطة جهاز كشف الكذب، وخلال مدة إقامته تردد عدة مرات على السفارة الصهيونية بدولة تايلاند، والتقى بالمتهم الثالث عدة مرات، وناقشه الأخير فى سيرته الذاتية على النحو السابق، وسلمه مبلغ 1400 دولار مقابل نفقات سفره وإقامته، ثم اصطحبه شخص آخر، وهو الخبير المختص بجهاز كشف الكذب بجهاز الموساد، حيث خضع للفحص بواسطة هذا الجهاز، ووجهت إليه خلال الفحص عدة أسئلة توخى فى الإجابة عنها الصدق والدقة، وأفهمه المتهم الثالث اجتيازه الاختبار وسلمه مبلغ 1000 دولار مكافأة له واصطحبه إلى أحد المطاعم وقدمه للمتهم الثانى.
إيدى موشيه، وأفهمه أن الأخير سيتولى تدريبه وتعددت لقاءاته مع المتهم الثانى، حيث تولى تدريبه على كيفية إجراء حوار مع أشخاص بعينهم والتواصل معهم، وأمده بموقع بريد إلكترونى للتراسل معه من خلاله، على أن يقتصر استخدامه على ما يجرى بينهما من مراسلات، ونفاذاً لتعليمات المتهم الثانى عاد إلى الصين وأنشأ شركة استيراد وتصدير لتكون ستاراً لنشاطه مع جهاز الموساد الصهيونى، وتكلفت مبلغ خمسة آلاف دولار، تسلم قيمتها من المتهم الثانى بحوالة بنكية، وأبلغه المتهم الثانى بأنه سيتقاضى راتباً شهرياً قدره 800 دولار أمريكى مقابل تعاونه مع جهاز الموساد الصهيونى، بخلاف المكافآت ومصاريف إقامته وانتقالاته.
وأضاف المتهم فى أقواله أنه توجه إلى دولة تايلاند بدعوة من المتهم الثانى فى مايو 2008، حيث التقى به وأمده بموقع إلكترونى والرقم السرى الخاص به وقال له إن جهاز الموساد الإسرائيلى تولى إنشاء هذا الموقع على شبكة المعلومات الدولية كغطاء تحت مسمى شركة (إتش. آر) ويحتوى على وظائف شاغرة فى جميع التخصصات والتسويق للشركات التى تعمل فى مجال تجارة زيت الزيتون والحلويات، بدولة سوريا، وكلفه بفحص المتقدمين لشغل تلك الوظائف، على أن يناط به، أى بالمتهم الأول، مسئولية الإشراف عليه وإعداد تقارير عن الظروف الاجتماعية للمتقدمين ومؤهلاتهم العلمية، لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الصهيونية ونفاذاً لما كلف به كان يطالع الموقع الإلكترونى، ويتولى إعداد تقارير عن المتقدمين من دولة سوريا لشغل تلك الوظائف ويقدمها للمتهم الثانى، الذى انتقى منها عدداً من الأشخاص المتقدمين وأصحاب الشركات وكلفه بالسفر إلى سوريا لمقابلتهم منتحلاً اسماً حركياً هو طاهر حسن، وإعداد تقارير عنهم وعن التواجد الأمنى فى الشارع السورى وعن معلومات أخرى. تنفيذاً لما كلف به سافر إلى سوريا والتقى خلالها عدداً من الأشخاص وأصحاب الشركات، وأعد تقريراً بنتائج زيارته متضمناً الأشخاص الذين التقى بهم وعن التواجد الأمنى فى الشارع السورى وقدمها للمتهم الثانى، وتقاضى منه مبلغ 2500 دولار كمكافأة.
وأضاف أنه فى أغسطس 2008 توجه إلى تايلاند بدعوة من المتهم الثانى، حيث التقى به وقدمه لأحد ضباط جهاز الموساد ويدعى أبوفادى وكلفاه بالسفر إلى دولة سوريا ومقابلة أحد عملاء جهاز الموساد هناك وأمده المتهم الثانى برقم هاتفه وسلمه المبلغ 2500 دولار أمريكى كى يقوم بدوره بتسليمه للسورى و500 دولار لشراء هدايا له ومبلغ 1000 دولار مصاريف إقامته، ونفاذاً لما كلف به سافر إلى دولة سوريا والتقى هذا السورى وقدم له الهدايا التى تولى شراءها، وسلمه مبلغ 2500 دولار أمريكى وعاد إلى دولة تايلاند وأعد تقريراً بنتائج زيارته متضمناً الأشخاص الذين سبق أن التقى بهم والتواجد الأمنى فى الشارع السورى وقدمه للمتهم الثانى الذى سلمه مبلغ 3100 دولار أمريكى راتب شهرين ومكافأة له.
وأضاف المتهم الأول أنه فى مارس 2010 تلقى تكليفاً من المتهم الثانى، الذى طالبه بالبحث عن أشخاص يعملون فى مجال شركات الاتصالات بمصر سعياً إلى تجنيدهم لصالح المخابرات الصهونية، فأبدى موافقته وأنشأوا موقعاً على شبكة المعلومات الدولية باسم شركة "هوشتك" مقرها مقاطعة هونج كونج كغطاء لجهاز الموساد الإسرائيلى للإعلان عن وظائف شاغرة فى مجال الاتصالات فى مصر، وقال المتهم الأول إن إجمالى المبالغ المالية التى حصل عليها من المتهمين الثانى والثالث بلغ 37 ألف دولار أمريكى مقابل تعاونه مع جهاز المخابرات الصهيونية.
الكشف عن جواسيس فى القاهرة
خلال الاعترافات التى كان يسردها المتهم فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار هشام بدوى المحامى العام لنيابات استئناف أمن الدولة. ومن خلال الأسئلة التى كان يوجهها له المستشار طاهر الخولى، المحامى العام، كشف المتهم أن الموساد طلب منه فى بداية التعامل أن يكون جسوساً لهم فى القاهرة، واختراق الجماعات الإسلامية فى مصر. إلا أن المتهم رفض ذلك معللاً بأنه لا يستطيع ذلك وأن أفراد الجماعات الإسلامية من الصعب اختراقهم. كما أن ذلك يتطلب منه العودة إلى القاهرة وإطلاق لحيته وهو ما لا يريده المتهم. فطلبوا منه بعد ذلك أن يرشدهم عن تجار سلاح فى مصر. ولم يعرف المتهم ماذا كانوا يريدون من تجار السلاح، وأنه أعطاهم أسماء بعضهم من خلال البحث على الإنترنت.
وأضاف المتهم بأن ضابط الموساد ايدى موشيه أحضر له شخصا مصرياً يلقبه بـ"الأستاذ" وأبلغه أن هذا الأستاذ يعمل معهم فى القاهرة. وبالتحديد فى الجماعات الإسلامية. وحاول الأستاذ أن يقنع طارق بالعمل معه كجاسوس فى القاهرة إلا أن طارق رفض. وسألت النيابة المتهم عن المعلومات التى يعرفها عن الجاسوس الملقب بـ"الأستاذ". فقال: "كل ما أعرفه عنه أنه شخص متدين جدا، ويطلق لحيته. وقال لى إذا أردت أن تقابلنى ستجدنى على أحد المقاهى بشارع جامعة الدول العربية فى القاهرة". فسألته النيابة "ما الذى جعلك متأكداً أن هذا الشخص مصرى.. فقد يكون غير مصرى، وأن الموساد يضللك؟. فرد المتهم "أنا جلست معه وهو يتحدث بألفاظ مصرية مائة بالمائة وهو يعرف شوارع القاهرة وحواريها". وأمدت جهات التحقيق جهاز المخابرات بتلك المعلومات. وقال مصدر أمنى إنه قد يكون هذا الشخص يحمل جنسية أخرى غير المصرية. وأنه تم فحص من دخلوا البلاد فى تلك الفترة التى قال المتهم فيها إن "الأستاذ" قابله فى بكين. ولم تتوصل التحريات إلى هذا الشخص بعد.
وأضاف المتهم فى التحقيقات أن الموساد قبل أن يطلبوا منه تجميد نشاطه. كانوا يعدونه لمقابلة مسئول مصرى كان سيحضر إلى الصين. وقال المتهم إن هذا المسئول يعمل فى مجال الاتصالات. وكانوا يعملون على تجنيد هذا المسئول لصالح الموساد. وأكد المتهم أنه لا يعرف اسم هذا المسئول لأن مقابلته توقفت بعد تجميد نشاطه.
وعن المصريين الذين تقدموا بطلبات للعمل فى الشركة التى أعلن عنها المتهم على شبكة الإنترنت، قال إن عددهم 8 فقط، إلا أن التحريات تشير إلى أن عددهم أكثر من ذلك بكثير، وأرشد المتهم عن أسماء هؤلاء الأشخاص. ولم تثبت النيابة أسماءهم فى محضر التحقيقات. وأبلغت جهاز المخابرات العامة المصرية ببياناتهم. لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم.
وقال المتهم إن الموساد طلبوا منه أن يعلن عن الحاجة إلى متخصصين فى مصر وسوريا ولبنان والأردن فى مجال خدمة العملاء، وفى مجال الاتصالات ومهندسى اتصالات. وقال له الضابط "أى فلوس ممكن ندفعها من أجل تجنيد هؤلاء المتخصصين فى الاتصالات". وأضاف المتهم أن الموساد كان مستعداً لدفع ملايين الجنيهات لتجنيد مصريين ولبنانين وسوريين فى مجال الاتصالات. وأنهم نجحوا فى ذلك فى لبنان وسوريا.
إيلى كوهين الثانى
ووفقا للتحقيقات أيضا، فإن القبض على المسئول الأمني السوري جاء بعد تقديم الجانب المصري معلومات غاية في الأهمية تفيد بضلوعه في تقديم معلومات خطيرة تهم الأمن القومي السوري للجاسوس المصري مقابل مبالغ مالية كبيرة وسرعان ما قام الجاسوس المصري بتسليم تلك المعلومات لعضو في جهاز الاستخبارات الصهيونية "الموساد".
وتتواصل المفاجآت، حيث كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 650 لسنة 2010 أمن دولة عليا أيضا أن اعتقال الجاسوس المصري كان أول خيط في الكشف عن 3 شبكات تجسس بدولتي سوريا ولبنان على مدار الشهور الماضية.
وقال مصدر أمني قريب الصلة من قضية التجسس إن كشف مصر للمتهم ساعد دولتي سوريا ولبنان على الايقاع بثلاث شبكات تجسس تعمل لصالح الموساد في البلدين.
وأضاف أن طارق عبد الرزاق كشف في اعترافاته عن وجود شبكات تجسس لصالح الموساد في سوريا ولبنان وهو ما دعا المسئولين في مصر إلى إبلاغ البلدين بتلك المعلومات.
واعترف المتهم المصري في التحقيقات التي أجريت معه أيضا بأن ضابطي الموساد اللذين كانا على اتصال به طلبا منه دخول سوريا عدة مرات تحت اسم مستعار وبجواز سفر مصري مزور يحمل اسم طاهر حسن بزعم استيراد منتجات سورية غير أن الغرض الاساسي كان تسليم مبالغ مالية كبيرة لمسئول أمني يعمل بجهاز حساس.
وأشار المتهم كذلك إلى أنه حصل على ملف كامل عن الأمن الداخلي السوري من أحد كبار المسئولين بالأمن هناك مقابل مبلغ ضخم من المال، موضحا أن متهماً سوريا في إحدى تلك القضايا تم إعدامه في نوفمبر الماضي.
قصف دير الزور
وفي السياق ذاته، قدم المتهم للمحققين المصريين نسخة من التقارير التي تسلمها من خبير كيميائي سوري يعمل في جهاز أمني حساس حول البرنامج النووي السوري وكيفية دفن النفايات.
وطبقا لأقوال المتهم المصري في التحقيقات فإن الخبير الكيميائي السوري ظل يمارس الجاسوسية لمدة 13 عاما وتم إعدامه في نوفمبر 2010.
بل وترددت تقارير صحفية أيضا حول أن معلومات حصل عليها الجاسوس المصري من هذا الخبير الكيميائي السوري كانت وراء قصف طائرات صهيونية لموقع "دير الزور" السوري قبل عامين.
ويبدو أن الأسوأ كان بانتظار سوريا في حال واصل هذا الخبير الكيميائي التعاون مع الموساد، إلا أن المخابرات المصرية كان لها رأي آخر وأجهضت كثيرا من المخططات الصهيونية ضد أشقائها السوريين بكشف شبكة جواسيس الموساد في الوقت المناسب.
وبعثت اعترافات الجاسوس طارق برسالة للعرب جميعا مفادها أنهم جميعهم مستهدفون من قبل الصهاينة ولذا لا مناص من الإسراع بالتنسيق بين أجهزة الاستخبارات في كافة الدول العربية لمواجهة حرب الجاسوسية المعلنة ضدهم والتي لم تفرق بين دول وقعت اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني وأخرى لم توقع ، بل إن نجاح المخابرات المصرية في كشف شبكة جواسيس الموساد التي كانت تسعى للإيقاع بين القاهرة وأشقائها في سوريا ولبنان ودول حوض النيل وقبلها نجاح شرطة دبي في فضح عملاء الموساد الذين اغتالوا القيادي في حماس محمود المبحوح بالصوت والصورة إنما يبعث برسالة تفاؤل ويؤكد بوضوح يقظة أجهزة الأمن العربية تجاه مخططات تل أبيب .
قصة إيلي كوهين
ولعل استعراض قصة الجاسوس إيلي كوهين يضاعف أيضا التفاؤل في هذا الصدد ويجعل الجميع يرفع قبعة الاحترام للمخابرات المصرية من جانب وللأخوة العربية من جانب آخر .
فمعروف أن الياهو بن شاؤول كوهين الشهير بـ " إيلي كوهين " هو يهودي من أصل سوري حلبي ولد بالإسكندرية التى هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924.
وفي عام 1944، انضم إيلي كوهين إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدا متحمسا للسياسة الصهيونية وسياستها العدوانية على البلاد العربية وبعد حرب 1948 أخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين ، وبالفعل في عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى دولة الصهاينة بينما تخلف هو في الإسكندرية .
وخلال تلك الفترة ، عمل تحت قيادة "إبراهام دار" وهو أحد كبار الجواسيس الصهاينة الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء واتخذ هذا الجاسوس اسم "جون دارلينج" وشكل شبكة للمخابرات الصهيونية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة وفي عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بـ"فضيحة لافون" وبعد انتهاء عمليات التحقيق كان إيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءته إلي أن خرج من مصر عام 1955 حيث التحق فى الدولة الصهيونية بالوحدة رقم 131 بجهاز "أمان" لمخابرات الجيش الصهيوني ثم أعيد إلي مصر ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956.
وبعد الإفراج عنه هاجر إلي الدولة الصهيونية مجددا عام 1957 حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات وانقطعت صلته مع "أمان" لفترة من الوقت ولكنها استؤنفت عندما ترك عمله كمحاسب وعمل مترجما في وزارة الحرب الصهيونية وسرعان ما تزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959.
وفي تلك الفترة، رأت المخابرات الصهيونية في إيلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت باعتبار أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق.
وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم كوهين بدوره الجديد, ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية.
بين الأرجنتين لسوريا
ورتبت له المخابرات الصهيونية قصة ملفقة يبدو بها مسلما يحمل اسم "كامل أمين ثابت" هاجر وعائلته إلى الاسكندرية ثم سافر عمه إلى الارجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفى والده في الارجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقى كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.
وتم تدريبه أيضا على كيفية استخدام أجهزة الارسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما راح يدرس في الوقت نفسه كل أخبار سوريا ويحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة مع تعليمه بعض الآيات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي.
وفي 3 فبراير 1961، غادر إيلي كوهين الدولة الصهيونية إلي زيوريخ ومنها حجز تذكرة سفر إلي العاصمة التشيلية سنتياجو باسم كامل أمين ثابت, ولكنه تخلف في بيونس أيريس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة.
وفي الأرجنتين، استقبله عميل صهيوني يحمل اسم "ابراهام" حيث نصحه بتعلم اللغة الاسبانية حتى لا يفتضح أمره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الاسبانية وكان ابراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب أن يعرفه لكي ينجح في مهمته.
وبمساعدة بعض العملاء تم تعيين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك واكتسب وضعا متميزا لدى الجالية العربية في الأرجنتين باعتباره قوميا سوريا شديد الحماس لوطنه وأصبح شخصية مرموقة في كل ندوات العرب واحتفالاتهم وسهل له ذلك إقامة صداقات وطيدة مع الدبلوماسيين السوريين وبالذات مع الملحق العسكري بالسفارة السورية العقيد أمين الحافظ.
وخلال المآدب الفاخرة التي اعتاد كوهين أو كامل أمين ثابت إقامتها في كل مناسبة وغير مناسبة ليكون الدبلوماسيون السوريون علي رأس الضيوف, لم يكن يخفي حنينه إلي الوطن الحبيب ورغبته في زيارة دمشق لذلك لم يكن غريبا أن يرحل إليها بعد أن وصلته الإشارة من المخابرات الصهيونية ووصل إليها بالفعل في يناير 1962 حاملا معه آلات دقيقة للتجسس ومزودا بعدد غير قليل من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لأكبر عدد من الشخصيات المهمة في سوريا مع الإشادة بنوع خاص بالروح الوطنية العالية التي يتميز بها والتي تستحق أن يكون محل ترحيب واهتمام من المسئولين في سوريا.
وبالفعل قوبل في مطار دمشق بترحيب كبير وأعلن كوهين في تلك اللحظة أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعيا الحب لسوريا وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق تلقت أجهزة الاستقبال في "أمان" أولى رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدى ما يقرب من ثلاث سنوات بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع.
وفي الشهور الأولى ، تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسئولين الحربيين وكان من الأمور المعتادة أن يقوم بزيارة أصدقائه في مقار عملهم ولم يكن مستهجنا أن يتحدثوا معه بحرية عن تكتيكاتهم في حال نشوب الحرب مع الصهاينة وأن يجيبوا بدقة علي أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو غيرها من الأمور التي كانت محل اهتمامه كجاسوس.
وكانت تلك المعلومات تصل أولا بأول إلي تل أبيب ومعها قوائم بأسماء و تحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات، وفي سبتمبر1962 صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة التصوير الدقيقة المثبتة في ساعة يده وهي إحدى ثمار التعاون الوثيق بين المخابرات الصهيونية والأمريكية.
ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها تل أبيب عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية إلا أن مطابقتها علي رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة سواء من حيث تأكيد صحتها أو من حيث الثقة في مدى قدرات الجاسوس الصهيوني.
وفي عام 1964 وعقب ضم جهاز أمان إلي الموساد, زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة وفي تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز (تي 54) وأماكن توزيعها وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من الدولة الصهيونية في حال نشوب الحرب وازداد نجاح ايلي كوهين خاصة مع بإغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطة واقترب من أن يرشح رئيسا لحزب البعث أو رئيسا للوزراء.
الهجان المصرى وكوهين الصهيونى
وقبل أن تقع الكارثة السابقة ، نجح الجاسوس المصري الشهير رفعت الجمال أو رأفت الهجان في الإيقاع بالجاسوس كوهين قائلا في مذكراته "شاهدته مرة في سهرة عائلية حضرها مسئولون في الموساد وعرفوني به أنه رجل أعمال إسرائيلي في أمريكا ويغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية ولم يكن هناك حينها أى مجال للشك في الصديق اليهودي الغني وكنت على علاقة صداقة مع طبيبة يهودية شابة من أصل مغربي اسمها ليلى وفي زيارة لها بمنزلها شاهدت صورة صديقنا اليهودي الغني مع امرأة جميلة وطفلين فسألتها من هذا؟ قالت إنه إيلي كوهين زوج شقيقتي نادية وهو باحث في وزارة الدفاع وموفد للعمل في بعض السفارات الإسرائيلية في الخارج ، لم تغب المعلومة عن ذهني كما أنها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة".
وتابع الهجان "في أكتوبر عام 1964 كنت في رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية في روما وفق تعليمات المخابرات المصرية وفي الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف ووقعت عيناي على صورة إيلي كوهين في جريدة لبنانية فقرأت المكتوب أسفل الصورة (الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين في سوريا والعضو القيادي بحزب البعث العربي الإشتراكي كامل أمين ثابت) وكان كامل هذا هو إيلي كوهين الذي سهرت معه في إسرائيل وتجمعت الخيوط في عقلي فحصلت على نسخة من تلك الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق".
واستطرد الهجان "وفي المساء التقيت مع (قلب الأسد) محمد نسيم رجل المهام الصعبة في المخابرات المصرية وسألته هل يسمح لي أن أعمل خارج نطاق إسرائيل؟. فنظر لي بعيون ثاقبة : ماذا ؟ قلت: خارج إسرائيل ، قال: وضح ، قلت: كامل أمين ثابت أحد قيادات حزب البعث السوري هو إيلي كوهين الإسرائيلي المزروع في سوريا وأخشى أن يتولى هناك منصبا كبيرا ، - قال: ما هي أدلتك؟ ، قلت: هذه الصورة ولقائي معه في تل أبيب ثم إن صديقة لي اعترفت أنه يعمل في الجيش الإسرائيلي، ابتسم قلب الأسد وأوهمني أنه يعرف هذه المعلومة فأصبت بإحباط شديد ثم اقترب من النافذة وعاد فجأة واقترب مني وقال : لو صدقت توقعاتك يا رفعت لسجلنا هذا بإسمك ضمن الأعمال النادرة في ملفات المخابرات المصرية".
واختتم الهجان قائلا "عقب هذا اللقاء ، طار رجال المخابرات المصرية شرقا وغربا للتأكد من المعلومة وفي مكتب مدير المخابرات في ذلك الوقت صلاح نصر تجمعت الحقائق وقابل مدير المخابرات الرئيس جمال عبد الناصر ثم طار في نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق حاملا ملفا ضخما وخاصا إلى الرئيس السوري أمين حافظ وتم القبض على إيلي كوهين وسط دهشة الجميع وأعدم هناك في 18 مايو 1965".
وبعد مرور 45 عاما على سقوط كوهين، وجهت القاهرة ضربة موجعة جديدة للمخابرات الإسرائيلية عبر كشف هوية "إيلي كوهين الجديد" وهو الخبير الكيميائي السوري الذي تم إعدامه في نوفمبر الماضي بناء على اعترافات الجاسوس المصري طارق عبد الرازق حسين.