يواجه المحيطون بالطفل ذي النشاط الزائد وضعف الانتباه بعض الصعوبات في التعامل معه، حيث تبذل الأسرة مجهوداً كبيراً لتفهم سلوكياته وتلبية احتياجاته الناجمة عن رغبته بالحركة وممارسة الأنشطة البدنية، والانتقال من نشاط إلى آخر، وكذلك يواجه المعلم صعوبات في التغلب على تشتته وشده إلى الحصة التعليمية، وتطوير أدائه الأكاديمي.
فعلى الرغم من الجهود التي يبذلها لشد انتباهه في الصف إلا أن ضآلة المخرجات التعليمية التي يكتسبها الطفل تكون قليلة مما قد يشعر المعلم بالإحباط وعدم الالتفات للطفل والاهتمام به، على اعتبار أنه يصرف وقتاً طويلاً معه دون جدوى، لذلك فإن عملية التدخل لمساعدة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لا تتوقف على المعلم وحده أو طرف دون آخر، بل هي عملية جماعية تتطلب تعاون الجميع، إضافة إلى شموليتها وامتدادها لمختلف الأبعاد التربوية والطبية والنفسية للطفل.
ومن أجل نجاح استراتيجيات التدخل السلوكي والتربوي للطفل المصاب بنقص الانتباه والنشاط الزائد فلابد لكل من حوله الإلمام بقدرته على الانجاز ويشمل المعلمين والوالدين والراشدين المحيطين به، والتواصل المستمر بين الوالدين والمدرسة، الأمر الذي يتطلب تكاتف العاملين مع الطفل واستخدام طرائق تدريس تشجع على التفاعل بشكل أكبر وإدارة الصف بفاعلية وإيجابية، ومواءمة البيئة الصفية وتعديلها بما يتناسب مع احتياجات الطفل، والتقليل من كمية الواجبات المدرسية.
ومن أجل تحقيق النجاح في إكساب فئة ذوي النشاط الزائد وضعيفي الانتباه للمهارات التعليمية والتربوية والسلوكية المناسبة فلا بد للمعلم أن يتبع مجموعة من الاستراتيجيات:
-1 إدارة الصف الفعالة من حيث تنظيم وترتيب البيئة الصفية وهدوئها ومرونتها والتركيز على المعززات، واحترام قدرات الطفل وإشعاره بالأمان.
-2 تحديد قواعد الصف الدراسي ووضوح تعليماته، واستمرارية التواصل مع الطالب وشرح ما هو مطلوب منه فعله، وعدم عقابه على سلوكيات لا يعرف أنها غير مرغوب فيها.
-3 ترتيب البيئة المكانية الصفية بشكل يشجع التواصل ولا يشتت الانتباه، والتواصل المكاني مع الطالب وقربه من المعلم، وأن يكون الطفل قريباً من زملاء له يتمتعون بسلوك ايجابي.
-4 الانتباه الإيجابي والمكافأة الاجتماعية للسلوك المرغوب فيه عن طريق إعطاء الانتباه اللازم
-5 إدارة السلوك الفردي التدخل لفهم العوامل التي تسبب حدوث السلوك غير المرغوب فيه ووصفه وتعريفه، بالإضافة إلى التوابع التي تحدث بعد السلوك سواء كانت معززات أو عقابا.
-6 استخدام تقنيات زيادة الاستماع واتباع التعليمات وطاعة الطفل عن طريق إعطاء تعليمات خاصة بالدرس عن قرب والنظر مباشرة له وأن تكون التعليمات مفردة ما أمكن وعلى شكل متسلسل والتأكد المستمر من مستوى فهم الطفل مما يراد منه أن يفعل عن طريق سؤاله أن يقوم بإعادة ما تريد منه.
-7 زيادة سلوك الطاعة عند الطفل ذي اضطراب الانتباه بالتركيز على السلوك الذي يراد منه تأديته بدلا ًمن التركيز على السلوك الذي يراد إيقافه دون استخدام عبارات عامة.
ولمساعدة الطفل ذي نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد على الاستمرار في المهمات والمهارات التعليمية فلابد أن نزوده بالتوجيهات اللازمة قبل جعله يعمل بشكل مستقل في غرفة الصف، والتأكد من وضوح التعليمات الموجهة له وأنه فهمها قبل تكليفه بالمهمة وكذلك التأكد من وجود أدوات كافية متيسرة له يستطيع ليستخدمها أثناء العمل، مع ضرورة تقديم بعض الأمثلة لما نريد منه أن يؤديه حتى يستعين بها.
ومن أجل زيادة تركيز الطفل والحصول على انتباهه داخل الصف يمكن اتباع الأساليب التعليمية التالية:
- سؤال الطفل بطريقة تثير فضوله أو البدء بقصة قصيرة ممتعة يتم النقاش حولها مما يثير استمتاع الأطفال
- استخدام أسلوب الدعابة أحيانا لشد انتباه الطفل.
- استخدام أمثلة من واقع الحياة، كأن يقوم المعلم بالحديث عن نفسه وتجاربه الحياتية.
- إخفاء شيء ما في صندوق أو كيس لإضافة الإثارة على الموضوع على أن يكون لهذا الشيء علاقة بموضوع الدرس.
- تنشيط خبرات الأطفال السابقة واستجلاب خبرات وربطها مع الدرس الحالي.
- تزويد الطفل بنظرة عامة لما يُراد تعلمه وعلاقة ذلك بخبراتهم السابقة.
- يتم الأخذ بالاعتبار عند تخطيط الدروس أن الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد تشد انتباههم الأشياء الجديدة في بيئتهم
منقول
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي