ثقافة الرجل والمرأة.. من أين؟ وإلى أين؟
كما يعلم الجميع أنه يفترض أن يكون هناك اختلاف بين تصرفات وثقافة وطباع وإحساس ومسؤولية وغير ذلك من الأشياء الاجتماعية للرجل و المرأة.
وهب الله سبحانه وتعالى لكلا الجنسين طباع ومهمات تختلف عن الآخر، فهناك الأشياء الخاصة بالمرأة والتي من المستحيل أن يقدر عليها الرجل وأيضاً العكس.. غالباً ما نقول أن الرجل اختصه الله فيما يحدث في خارج بيته وهو الذي وهبه الله المقدرة والجلد على تحمل أعباء ومسؤوليات خارجية .. وأيضاً المرأة لديها ما هو أعظم وهو الأمانة الربّانية وهم أطفالها وبيتها..
إذاً من الطبيعي أن يستمد الرجل ثقافته من خارج بيته والمرأة من داخل بيتها ومعرفتها لكافة الأمور الاقتصادية لهذا الحصن العائلي.. (طبعاً هنا لا نتكلم عن الواجبات والحقوق فكل عارف لواجباته وحقوقه التي أوجبها الله عليه).
في العصور السابقة وحتى القريبة التي تربى فيها آباءنا وأجدادنا كان هذا الشيء هو الدارج والمعروف وكل يعرف كيف يتعامل وكيف يتلقى التربية وما له وماعليه .. فالمرأة متأثرة بالثقافة الخاصة بها والرجل كذلك ..
لكن .. وهذا هو المصيبة ما رأي الجميع بحالنا الآن .. غالبية الرجال والنساء يأخذون ثقافتهم من نفس المنبع .. ماذا سيحل بمجتمعنا بعد عدة سنوات والتي بدأنا ننظر تأثيرها من الآن.. لا المرأة عرفت ثقافتها ولا الرجل .. كلاهما يأخذ من نفس النبع وكلاهما أضاعا هويتهما .. إن ما أتحدث عنه الآن ما يحصل لشبابنا وبناتنا والذين هم أخواننا وأخواتنا وبعد ذلك الأزواج وبعد ذلك الأبناء ..
الشاب يخرج .. أيضاً البنت تخرج .. لكن أين؟؟ لا يخرج الشاب ويتعلم كما في السابق من بقية الرجال من أعمامه وأقرباءه على ما يعينه في أموره في حياته وما يفترض أن يكون عليه كرجل.. باختلاطه بأمثاله من رجال قبيلته أو ماشابه .. وإنما إلى الأسواق وغيرها من الأماكن غير النافعة له ولا تأثر عليه بل تقتل رجولته .. والبنت تخرج أيضاً إلى نفس الأماكن فلم يعد لهن مستقراً ولا سكوناً وإنما يطلقون العنان لأفكارهم ويقودهم إلى ذلك وسائل المواصلات التي أصبحت أسهل مما يكون .. بدون رادع ديني ولا عقلي..
البنت تجلس في بيتها .. نعم تجلس والشاب أيضاً يجلس .. لكن ما فائدة جلوس البنت أو هذا الشاب فهم يستقون ويستمدون أيضاً ثقافتهم من نفس المصدر لكن ثقافة زائفة مفسدة للعقول ألا وهي القنوات الفضائية التي تمتليء بحشو الكلام وبتربية ساقطة تفسد العلاقات الاجتماعية والنفسية وتؤدي إلى الهيام وعدم الاستقرار في النفسية – والكلام يطول في ذلك .
خلاصة الكلام .. ثقافة زائغة فاسدة زائفة... أضاعت هوية الشباب والبنات المسلمين .. كل منهم لم يعد في استطاعته تحمّل مسؤولياته في الغد القريب إلا بشق الأنفس .. أيضاً ثقافة كلاً منهما أصبحت متساوية،، فليس بين الرجل والمرأة أي فرق في ثقافة كل منهما .. تخيلوا كيف لهذا المجتمع أن يفيق وهذا حاله!! فالنواة الأساسية لكل مجتمع ولكل أمة ،،تبدأ من العائلة، التي تبدأ بهذا الرجل وهذه المرأة ..
آسف للإطالة ..