1)قال الله تعالى:{ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
*والدليل فبي هذه الآية:أنّه إن كان ما في السموات والأرض سخّره الله تعالى لجنس الإنسان، فلأن يُسخّر ذلك كلّه لأشرف الناس،ولسيّد الأوّلين والآخرين من باب أولى.أفلا تدبرون القرآن أم قلوب أقفالها.
*وإذا كانت هذه الأمّة كما في الأحاديث الصحيحة المتواترة سُخّرت لها الملائكة تستغفر لها بطلب العلم ومجالس الإيمان فلأن تسخّر لنبيّها صلّى الله عليه وسلّم أولى، والأحاديث المتواترة في معجزاته صلّى الله عليه وسلّم حيث انشقّ له القمر وحنّ له جذع النخلة وشكى له البعير وسلّم عليه الحجر وسجد له الشجر كما سيأتي في معجزاته أكبر دليل على ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد.
2)وكفى بقول الله تعالى دليلا:{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
فالملأ الأعلى مشغول بالصلاة عليه والملأ الأدنى مأمور بالإيمان به ونصرته واتباعه وتوقيره والصلاة عليه، أفليس هذا كافيا في إثبات أنّ الله تعالى خلق كلّ شيء من أجله.
3)وقد قال الله تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي إلاّ ليطيعون وطاعتي لن تكون طاعة إلا بطاعته صلّى الله عليه وسلّم، والإيمان بي لن يكون إيمانا إلا بالإيمان به ،وحبي لن ينال إلا بحبّه واتباعه، وعليه وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليطيعوه ويؤمنوا به ويتّبعوه ويحبّوه ويعظّموه وينصروه، وهذا هو الدين كلّه والهداية كلّها قال الله تعالى:{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }.
4)قال الله تعالى:{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} وقال تعالى:{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
5) أخرج أحمد بن حنبل في مسنده - (ج 32 / ص 18) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِأَخٍ لِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنْ التَّوْرَاةِ أَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ قَالَ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ أَلَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا قَالَ فَسُرِّيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ إِنَّكُمْ حَظِّي مِنْ الْأُمَمِ وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنْ النَّبِيِّينَ.
صحيح
*وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده - (ج 30 / ص 173) و ابن أبي شيبة في مصنفه - (ج 6 / ص 228) و أبو نعيم في دلائل النبوة - (ج 1 / ص 9) و البيهقي في شعب الإيمان - (ج 1 / ص 194) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَقَالَ: أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي.
صحيح
6) أخرج الدارمي في سننه - (ج 1 / ص 21)و أحمد بن حنبل في مسنده - (ج 28 / ص 363)و عبد بن حميد في مسنده - (ج 3 / ص 243) وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده وكذا البزار في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري - (ج 10 / ص 30)و إسماعيل الأصفهاني في دلائل النبوة - (ج 1 / ص 158)وابن حبان في الثقات - (ج 4 / ص 223) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى دَفَعْنَا إِلَى حَائِطٍ فِى بَنِى النَّجَّارِ ، فَإِذَا فِيهِ جَمَلٌ لاَ يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلاَّ شَدَّ عَلَيْهِ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَتَاهُ فَدَعَاهُ ، فَجَاءَ وَاضِعاً مِشْفَرَهُ فِى الأَرْضِ حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ :« هَاتُوا خِطَاماً ». فَخَطَمَهُ وَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ :« مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ أَحَدٌ إِلاَّ يَعْلَمُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ عَاصِيََ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ».
صحيح
7)أخرج الطبراني في المعجم الكبير - (ج 16 / ص 130)و البيهقي في دلائل النبوة - (ج 6 / ص 149)و إسماعيل الأصفهاني في دلائل النبوة - (ج 1 / ص 187) عَنْ عُمَرَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن يَعْلِي بن مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءٍ مَا رَآهَا أَحَدٌ قَبْلِي، كُنْتُ مَعَهُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ لَمَمٌ مَا رَأَيْتُ لَمَمًا أَشَدُّ مِنْهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنِي هَذَا كَمَا تَرَى، قَالَ:إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ لَهُ فَدَعَا لَهُ ثُمَّ مَضَى، فَمَرَّ عَلَيْهِ بَعِيرٌ مَادٍ جَرَانُهُ يَرْغُو، فَقَالَ:عَلَيَّ بِصَاحِبِ هَذَا، فَجَاءَ فَقَالَ:هَذَا يَقُولُ نَتَجْتُ عِنْدَهُمْ وَاسْتَعْمَلُونِي حَتَّى إِذَا كَبُرْتُ أَرَادُوا أَنْ يَنْحَرُونِي ثُمَّ مَضَى فَرَأَى شَجَرَتَيْنِ مُتَفَرِّقَتَيْنِ، فَقَالَ لِي:اذْهَبْ فَمُرْهُمَا فَلْتَجْتَمِعَا فَاجْتَمَعَتَا فَقَضَى حَاجَتَهُ وَقَالَ:اذْهَبْ فَقُلْ لَهُمَا يَتَفَرَّقَا ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ مَرَّ عَلَى صَبِيٍّ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، وَقَدْ هَيَأَتْ أمّهُ سِتَّةَ أَكْبُشٍ فَأَهْدَتْ لَهُ كَبْشَيْنِ، وَقَالَتْ مَا عَادَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ اللَّمَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَا مِنْ شَئٍ إِلا يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا كَفَرَةٌ أَوْ فَسَقَةُ الْجِنِّ وَالأَنْسِ.
حسن لغيره
أخرج أبو الشيخ في طبقات االمحدثين بأصفهان - (ج 3 / ص 144) و الحاكم في المستدرك - (ج 10 / ص 6) وابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى (ج 1 / ص 25) والثعلبي في الكشف والبيان (ج 9 / ص 266) والخلال في السنة - (ج 1 / ص 340) عن ابن عباس ، قال : « أوحى الله إلى عيسى ابن مريم : آمن بمحمد عليهما الصلاة والسلام ، وأمر أمتك من أدركه منهم أن يتبعوه ويؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنة ، ولولا محمد ما خلقت النار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن »
حسن لغيره
*وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس - (ج 2 / ص 34) عن ابن عباس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقول الله عزَّ وجلَّ: وعِزَّتي وجَلالي، لولاك ما خلقتُ الجنَّة، ولولاك ما خلقتُ الدُّنيا.
حسن لغيره
*وأخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج3/ص517)عن سلمان قال: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا أعرابي جاء في راحل بِدويٍّ قد وقف علينا، فسلّم فرددنا عليه، فقال: يا قوم أيّكم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا محمد رسول الله، فقال الأعرابي: إنّي والله قد آمنت بك قبل أن أراك وأحببتك قبل أن ألقاك وصدقتك قبل أن أرى وجهك ولكن أريد أن أسألك عن خصال، فقال: سل عما بدا لك، فقال: فداك أبي وأمي أليس الله جل وعز كلّم موسى قال: بلى، قال: وخلق عيسى من روح القدس، قال: بلى، قال: واتخذ إبراهيم خليلا واصطفى آدم، قال: بلى، قال: بأبي أنت وأمي إيش أعطيت من الفضل، فأطرق النبي صلى الله عليه وسلم ،فهبط عليه جبريل فقال: الله يقرئك السلام ويقول: يا حبيبي ارفع رأسك وردّ على الأعرابي جوابه، فقال: أقول: ماذا يا جبريل ؟ قال إنّ الله تعالى يقول: إن كنت اتّخذتُ إبراهيم خليلا، فقد اتخذتك من قبلُ حبيبا وإن كنتُ كلّمت موسى في الأرض، فقد كلّمتك وأنت معي في السّماء والسّماء أفضل من الأرض، وإن كنت خلقتُ عيسى من روح القدس، فقد خلقتُ اسمك من قبل أن أخلق الخلق بألفي سنة، ولقد وَطِئتَ في السّماء موطأ لم يطأه أحد قبلك ولا يطأه أحد بعدك، وإن كنت اصطفيتُ آدم فبك ختمت الأنبياء، ولقد خلقتُ مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ، ما خلقتُ خلقا أكرم عليّ منك، ومن يكون أكرم علي منك وقد أعطيتك الحوض والشّفاعة والنّاقة والقضيب والميزان والوجه الأقمر والجمل الأحمر والتّاج والهراوة والحجة والعمرة والقرآن وفضل شهر رمضان والشّفاعة كلّها لك، حتى ظل العرش في القيامة على رأسك ممدود، وتاج الحمد على رأسك معقود، ولقد قرنتُ اسمك مع اسمي فلا أُذكر في موضع حتى تُذكر معي، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك علي ومنزلتك عندي، ولولاك يا محمد ما خلقت الدنيا.
سنده ضعيف جدّا فيه الخليل بن مرّة ضعيف، والمدائني مغفّل متروك،وابراهيم بن اليسع:متروك وقال الصالحي: اسناده واه وهو كما قال ولو لا الشواهد ما ذكرته.
10)وأخرج الحاكم في المستدرك (ج2/ص672) والطبراني في المعجم الأوسط (ج6/ص313)والمعجم الصغير (ج2/ص182)والبيهقي في الدلائل(3/432) والآجري في الشريعة(1/372) وابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى (ج 1 / ص 2) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا عَلَيْهِ : إنَّهُ لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمَ الْخَطِيئَةَ قَالَ : يَا رَبِّ أَسْأَلُك بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْت لِي قَالَ : وَكَيْفَ عَرَفْت مُحَمَّدًا ؟ قَالَ : لِأَنَّك لَمَّا خَلَقْتنِي بِيَدِك وَنَفَخْت فِيَّ مِنْ رُوحِك رَفَعْت رَأْسِي فَرَأَيْت عَلَى قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلِمْت أَنَّك لَمْ تُضِفْ إلَى اسْمِك إلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إلَيْك . قَالَ : صَدَقْت يَا آدَمَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُك.
حسن لغيره
11)وأخرجه الآجري في الشريعة - (ج 1 / ص 370) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَابَ اللَّهُ بِهَا عَلَى آدَمَ قَالَ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْك . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَمَا يُدْرِيك مَا مُحَمَّدٌ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ رَفَعْت رَأْسِي فَرَأَيْت مَكْتُوبًا عَلَى عَرْشِك : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَعَلِمْت أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِك .
حسن لغيره
*وأخرجه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف ج1/ص114وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج7/ص386) عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن مسعود قال: لمّا أصاب آدم الذّنب نودي: أن اخرج من جواري، فخرج يمشي بين شجرالجنّة فبدت عورته، فجعل ينادي العفو العفو، فاذا شجرة قد أخذت برأسه فظنَّ أنّها قد أُمرتْ به، فنادى: بحقِّ مُحمّد أَلا عفوتَ عنِّي. فَخُلِّيَ عنه، ثم قيل له: أتعرف محمدا؟ قال: نعم، قيل: وكيف؟ قال: لَمَّا نفختَ فيَّ يا ربِّ الرُّوحَ رفعتُ رأسي الى العرش، فاذا فيه مكتوب: محمد رسول الله، فعلمت أنَّك لم تخلق خلقا أكرم عليك منه.
حسن لغيره
*وأخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج7/ص386) عن سعيد بن جبير قال: اختصم ولد آدم فقال بعضهم: أيّ الخلق أكرم على الله؟ قال بعضهم: آدم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته، قال آخرون: الملائكة الذين لم يعصوا الله، فقالوا: بيننا وبينكم أبونا، فانتهوا إلى آدم، فذكروا له ما قالوا، فقال: يابني إنَّ أكرم الخلق محمدا، ما إن نفخ فيَّ الرُّوح، فما بلغ قدميَّ حتى استويتُ جالسا، فبرق لي العرش، فنظرت فيه محمد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذاك أكرم الخلق على الله.
حسن لغيره
*وأخرجه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بشران كما في مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 141) مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْفَرَجِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ فِي ( الوفا بِفَضَائِلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بسند جيد لا بأس به كما في سبل الهدى والرشاد - (ج 1 / ص 165)،وأبو عبد الله المزالي المرّاكشي في مصباح الظّلام (ص 26) كلهم من طريق أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ ثِنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ثِنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقي ثِنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ طهمان عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْت نَبِيًّا ؟ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَاسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَخَلَقَ الْعَرْشَ : كَتَبَ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَخَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ الَّتِي أَسْكَنَهَا آدَمَ وَحَوَّاءَ فَكَتَبَ اسْمِي عَلَى الْأَبْوَابِ وَالْأَوْرَاقِ وَالْقِبَابِ وَالْخِيَامِ، وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ، فَلَمَّا أَحْيَاهُ اللَّهُ تَعَالَى : نَظَرَ إلَى الْعَرْشِ، فَرَأَى اسْمِي، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ: أَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِك، فَلَمَّا غَرَّهُمَا الشَّيْطَانُ تَابَا وَاسْتَشْفَعَا بِاسْمِي إلَيْهِ.
إسناده لا بأس به
*وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي - (ج 1 / ص 94) عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه ، واشتد ندمه . فجاءه جبريل فقال : يا آدم هل أدلّك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟ قال: بلى يا جبريل قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربّك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح قال : فأقول ماذا يا جبريل؟ قال : فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير . ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت . رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي . قال : ففعل آدم فقال الله : يا آدم من علّمك هذا؟ فقال : يا ربّ إنّك لَمّا نفخت فيّ الرُّوح فقمت بشراً سويًّا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوباً « بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله » فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك . قال : صدقت . وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك قال : فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور ، لم ينصرف به عبد من عند ربه . وكان لباس آدم النور قال الله { ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما } ثياب النور قال : فجاءته الملائكة أفواجاً تهنئه يقولون : لتهنك توبة الله يا أبا محمد .
*وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس (ج 1 / ص 301) بسندٍ واهٍ كما في الدر المنثور للسيوطي - (ج 1 / ص 94) عن علي قال « سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } فقال : إن الله أهبط آدم بالهند ، وحوّاء بجدة ، وإبليس ببيسان ، والحية بأصبهان . وكان للحية قوائم كقوائم البعير ، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكياً على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال : يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوّجك حواء أمتي؟ قال : بلى . قال : فما هذا البكاء؟ قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال : فعليك بهؤلاء الكلمات . فإن الله قابل توبتك ، وغافر ذنبك . قل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم . اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب عليّ إنك أنت التوّاب الرحيم . فهولاء الكلمات التي تلقى آدم » .
وسنده واه وفيه حماد بن عمر النصيبى عن السرى عن خالد وهما واهيان.
*وأخرجه الواقدي في فتوح الشام - (ج 1 / ص 315) عن خالد بن الوليد قال: إنَّ الله اختار من ولد آدم العرب واختار من العرب مضر وأختار مضر كنانة واختار من كنانة قريشاً واختار من قريش بني هاشم واختار من بني هاشم عبد المطلب واختار من عبد المطلب عبد الله محمداً صلى الله عليه وسلم وقال: {كُنْتُ نَبِيًّاً وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ } وقال: لما خلق الله العرش كتب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلما وقع آدم في الزلة رأى على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقال: يا رب من هذا. قال: ولدك يا آدم الذي لولاه مما خلقتك. قال: يا رب فبرحمه هذا الولد ارحم هذا الوالد. فقال: يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السموات والأرضين لشفعناك؟ ثم إن الله جعل اسمه مقروناً باسمه وذكره مع ذكره ووسمه بما وسم به نفسه. فقال: { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}، وقال في حقه: { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ، وقال:{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} ، وقال:{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }، وقال:{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ، وإن الله عز وجل رفع ذكره وعظم فخره وأعز قدره فقال تعالى: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ، وهذا غاية الشرف والتعظيم والتبجيل والتكريم وقال: يا محمد لا أذكر حتى تذكر فمن أحبك فقد أحبني، ومن سبك فقد سبني، ومن جحدك فقد جحدني، ومن أنكر نبوتك فما عرفني وها أنا أشهد على نبوتك. فقال عز من قائل:{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ }، قال: فلما سمع البترك ذلك من خالد فرح وقال: لقد نجا من اتبعه وخسر من فارقه ثم جدد إسلامه على يد خالد.