استمتعت كثيرا بقراءة كتاب قوة الذكاء الكلامي ، حيث وجدت بأن أغلب المعلومات الموجودة بطيات هذا الكتاب قد تكون معروفة للقارئ من بعض الزوايا ، و لكن عندما انتهيت من القراءة بدأت أنظر إلى هذا النوع من الذكاء بزوايا مختلفة و تشكل لي المفهوم الحقيقي للعلاقة التي تربط الحصيلة اللغوية و النجاح في كافة المستويات
استهل توني بوزان مؤلف الكتاب كلامه عن الطفل ، حيث يقول بأن الطفل يعتبر أفضل متعلم بسبب المهارات الفطرية التي يتمتع بها ، مثل :
- المحاكاة : كنا في الماضي نعتقد بأنه غشا أو تقليدا ، مثل الطيور عندما تقلد أمهاتها في التغريد
- اللعب : هي الوسيلة الأساسية للتعلم عند الأطفال و خصوصا بأنه يتم ربط النشاط الذهني و الجسدي و التخيل ، و يأكد بأن التعلمي للأطفال يجب أن يكون عن طريق اللعب ، أو إدخال اللعب في التعليم
- حب التعلم : عندما يسأل الطفل عن موضوع معين فاعلم بأنه يكون وقتها في أعلى مستويات التركيز و أن جميع حواسه تعمل في تلك اللحظة
- الوقوع في الخطأ : الوقوع بالخطأ هي أقصر طرق التعلم و إن لم تقع بالخطأ فهذا يعني انك لم تحاول
- المثابرة : هي التركيبة الحقيقية للطفل بأنه جمع بين حب التعلم و الوقوع بالخطأ و المثابرة و بدونها لا يستطيع تعلم أي شيء
لزيادة الحصيلة اللغوية لديك قم بالتالي :
قلد بشكل أفضل : ليس من العيب أن يقوم الشخص بتقليد شخص آخر في الأداء و استخدام المصطلحات ، و لكن يجب أن يكون هناك لمسة من أسلوبك مضاف بشكل أفضل من الشخص الذي تقوم بتقليده .. و لذا إذا أردت أن تقلد شخص ما قلد بشكل أفضل
التلاعب بالكلمات : شكسبير هو أفضل من كان يقوم بالتلاعب بالكلمات ، حيث قام بإيجاد أكثر من 200 تعبير و أصبحت معرفة للعالم ، لذا قم بالكتابة و حاول دائما استخدام مصطلحات جديدة أو أن تجد مصطلحات جديدة
ابحث عن معاني الكلمات التي لا تعرفها : هناك الكثير من الأشخاص يفرون عند مقابلة أي شيء جديد ، كن كالطفل الذي يواجه الأشياء الجديدة كي يتعلمها
لا تنسى بأن العقل يتغذى على المعلومات و الغذاء و الأكسجين و الحب ، و الكلمات و اللغة هي أهم مصادر المعلومات
قوة الكلمة :
يتحدث الكاتب عن جذور الكلمة و أهمية معرفة جذور كل كلمة ، حيث من خلال ذلك من الممكن ايجاد كلمات جديدة قد تصبح في المستقبل متداولة بين الناس ، و كما يقول نابليون .. بأننا نحكم الرجال بالكلمات ، و الشيء الذي يجب أن يذكر هنا بأن قدماء المصريين كانوا يخفون جزء من اللغة كي يظلوا أصحاب القوة المعرفية بين الأمم الأخرى في ذلك العهد ، حيث إن الكلمة مصدر المعرفة و مصدر قوة و بالتالي تكون من مصادر الثروة
وكما يقول المثل التشيكي " تبقى الأمة على قيد الحياة طالما أن لغتها حية "
أنظر جيدا للكلمات :
يذكر الكاتب تجربة لدكتور يدعى فنك : مفادها بأنه جعل مجموعة من الأشخاص يبيعون جوارب نفس النوعية ، حيث أن الأشخاص الذي اختاروا اسم تجاري فازت و حصدت أموال أكثر من الأشخاص الذين لم يختاروا علامة تجارية للجوارب ، أي الكلمة وحدها هي التي ضاعفت المبيعات
و عادة الكلمة تحمل أكثر من معنى : مثل كلمة القوة لديها أكثر من دلالة و معنى في عقولنا ...
والدليل هو بأنك اذا ذكرت كلمة معينة مقابل 3 أشخاص و تسألهم عن معناها أو دلالتها لديهم ستجد بأن كل شخص سيعرف الكلمة بطريقة مختلفة عن الآخرين أي ستجد 3 تعاريف مختلفة لنفس الكلمة
تعلم الكلمات لا يكفي ، بل يجب أن تتذكرها :
الذاكرة : القدرة على الإسترجاع بعد عملية التعلم ، جميع التجارب أثبتت بأنه إذا أردت تذكر شيء ما يجب عليك تكراره على الأقل 5 مرات لكي يبقى في الذاكرة طويلة الأمد ، كما أن الخرائط الذهنية ( توني بوزان مبتكر هذه الاداة ) تعتبر من أفضل الأدوات المستخدمة لتذكر المواد التي نتعلمها
و عند إستذكار معلومة ما أثبتت التجارب بأن المخ يضيء بالكامل ، و هذا دليل على أن الكلمات في المخ ليس فقط كلمات و لكن أيضا معاني و أحاسيس و التي تكون عادة بالجزء الأيمن من المخ
عناصر ذكاء الكلام و التواصل :
قام ألبرت مهرابيان بعمل تجربة سماها الرسائل الصامتة ، حيث وجد بأن هناك 3 عناصر لذكاء الكلام أو ذكاء التواصل ، على النحو التالي :
- الكلمات و محتواها ، تشكل 7 %
- نبرة الصوت و قوته ، تشكل 38%
- لغة الجسد ، تشكل 55%
و لذا من خلال تلك العناصر المذكورة يحكم الناس على تلك الرسالة بغض النظر إن كانت صحيحة او لا
لغة الجسد ليست فقط أداة للتعبير من خلالها عن أفكارنا أو لتساعدنا على توصيل معنى كلمة و لكنها أداة ممتازة لتجعل الشخص المتحدث أكثر تذكرا للموقف لاحقا
و هنا يبين لنا الكاتب مجموعة من التمارين و التي تساعدنا على زيادة ذكاء الكلام لدينا :
- تمرين المرآة : قف أمام المرآة و تحدث مع نفسك كي تتعرف على نقاط التحسين المطلوبة عندك ، لا تخجل فالذي أمامك هو أفضل صديق لديك
- تمرين الألعاب الصوتية : أن تتكلم بأكثر من طبقة و تحدث مع نفسك ، و هنا يجب أن تكون الطبقات ذات دلالة .. فرح و حزن ... الخ
- نسبة الايجابية و السلبية في كلماتك : لاحظ كلماتك و المفردات التي تستخدمها ، ما أغلبها سلبية أم إيجابية ؟ و لا تنسى بأن الكلمات السلبية تؤثر على طاقتك البدنية و أشياء أخرى
- قدم نفسك – و تحدث أما الجمهور : مصدر الخوف الأول عند العالم هو تقديم عرض تقديمي أما الجمهور ، فقم بكسر ذلك الحاجر .. و ابدأ الآن
الأهداف التي يجب أن تضعها لنفسك عندما تقدم عرض تقديمي أما الجمهور :
1- متعهم و أنت تتحدث
2- كلامك يجب يكون و اضح و مفهوم
3- تجعهلم يتذكرون ما قلته
4- تأسرهم بألفاظك
5- تترك إنطباع جيد يدوم طويلا
إن من أفضل أساليب الخطب و العرض التقديمي هو سرد القصص ، و كلما كان الصوت واضح و ذو ثقة ، يكون المستمعين أكثر تعلقا بقصصك و فيك .. و هذا يدل على وضوح الفكرة لهم
عندما تكلم نفسك أو تفكر مع نفسك ، اجعل هذا الصمت عالي الصوت و ذلك كي تصلك الفكرة جيدا ، كما أنه يجب أن تتخيل الكلام الذي تقوله ، فمثلا عندما تريد وصف شيء معين تخيل انك تراه أمامك .. هذا سيسهل عليك وصفة بشكل أدق و أوضح
و أيضا لرفع مستوى ذكاء الكلام تعلم كيف تقرأ بشكل أسرع ، و بعدها تذكر ما قرأته من خلال الخريطة الذهنية ، و دائما كن صائدا للكلمات ...
أهم إستخدامات الذكاء الكلامي :
بعض الحالات التي يجب علينا استخدام الذكاء الذكائي :
التوجيهات : عند إخبار شخص بشيء ما ، كوصف لمكان على سبيل المثال ، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدة أمور ، منها : الوصف البصري ، الادراك الذهني للشخص المقابل ، وضوح الكلمات .. الخ
تواصل الحيوانات : يذكر المؤلف بأن قديما ان المعتقد السائد بأن الحيوانات لا تتواصل مع بعضها و إنما هي ردة فعل تلقائية ليس أكثر و لا أقل ، و لكن بعد ذلك تم اكتشاف بأن هناك نظام معقد و قوي للتواصل بين الحيوانات من خلال الأصوات ، كلمات خاصة ، لغة الجسد .. الخ ، جميعا رأينا كيف يكون قطيع الغنم منظم .. حتى أنه في بعض الأحيان يكون أكثر تنظيما من البشر أنفسهم !
زيادة الكلمات التخصصية : اعمل على تنمية مجموعة المصطلحات الخاصة بك في مجال عملك
في نهاية الكتاب يبين الكاتب مدى العلاقة بين الذكاء الكلامي و أنواع الذكاء الأخرى ، مثل الذكاء الإجتماعي و العددي ... الخ ، و عندما تقوم بتنيمة ذكائك اللفظي سيؤثر بالتأكيد على أنواع الذكاء الأخرى التي توجد لديك ..
تذكر بأن الحكم الأول و النهائي لبيان مدى ذكائك هو كلامك و اتصالك مع الآخرين ،