الدرس الأول: الاستفادة من خبرات الآخرين في الدفاع والهجوم عند ملاقاة العدو، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه حصنوا المدينة المنورة بحفر الخندق، وهو أسلوب فارسي نقله سلمان(رضي الله عنه) للنبي (صلى الله عليه وسلم): (إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا).
الدرس الثاني: التآمر على المسلمين ومهاجمتهم يأتي غالباً من تعاضد المشركين مع اليهود، فالأحزاب التي هاجمت المدينة هي كتلة تحالف ما بين قريش وغطفان وسليم من جهة ومن جهة أخرى اليهود ومن تبعهم.
الدرس الثالث: القائد يتحمل معظم العبء في الأوقات الحرجة ويشارك بنفسه في رد العدوان، فقد قام النبي (صلى الله عليه وسلم) بحفر الخندق مع أصحابه، وتحمل معهم مشقة الحفر والجوع والعطش، وبذلك انكشف للعالم كله معدنه الثمين (صلى الله عليه وسلم).
الدرس الرابع: التوافق النفسي ما بين القائد وجنوده وبخاصة في أوقات المحن، فعن انس بن مالك (رضي الله عنه) قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلما رأى ما بهم من التعب والجوع قال:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايــــــعوا محمدا على الجـهاد ما بقينا أبداً
الدرس الخامس: الارتجاز وقت التهيؤ للقتال يعطي للهمة مزيداً من الدفع والقوة... فالنبي(صلى الله عليه وسلم)كان يرتجز بكلمات ابن رواحة:
اللهم لولا أنت ما اهتـــدينا ولا تصدقــنا ولا صلينا
فانــزلن سكيــــنة عليــنا وثبتْ الأقـدام إن لاقيـنا
إن الألى قد بغــــوا علـــينا وإن أرادوا فتــــنـة أبينا ثم يعد صوته بآخرها، يرفع بها صوته: أبينا، أبينا.
الدرس السادس: التخطيط وإتمام المهمة في الوقت المناسب، فقد تمكنوا من حفر الخندق في وقت قصير قبل وصول جيش الأحزاب رغم المصاعب الهائلة التي واجهتهم، ومن أشدها البرد والجوع.
الدرس السابع: المعضلات الكبيرة لا يحلها إلا القائد، والمسارعة إلى إبلاغه واجب، عن جابر (رضي الله عنه) قال: إنا كنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية-أي صخرة- شديدة، فجاءوا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ المعول فضرب فعادت كثيباً أهيل-أي رملاً لا يتماسك-.
الدرس الثامن: على القائد أن يتفاءل ويبشر جنوده بالنصر، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) كان يبشرهم بالنصر ويشد من عزائمهم ، لا النصر في معركة الأحزاب فقط، إنما النصر على أعظم دولتين في ذلك الوقت: فارس والروم.
الدرس التاسع: الحذر الدائم من الذي يغرر وهو في داخل الصف أو قريب منه، كما حدث عند غدر بني قريظة ونقضهم للعهد، فرجع ثلث الجيش إلى المدينة من أجل حماية النساء والأطفال.
الدرس العاشر: الله (تعالى) قادر لوحده أن يهزم أعداء الدين، لكن على المؤمنين أن يؤدوا ما عليهم من واجبات ويحافظوا على همتهم العالية وحبهم للشهادة في سبيل الله، وليعلموا أن جنود الله (عز وجل) لا حصر لهم ولا يهزمون أبداً.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي