قال أبن عباس في حديث مبيته عنده أنه(ص) أستيقظ فتسوك و توضأ و هو يقول): { أن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب } فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة ، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام و الكوع و السجود ثم أنصرف فنام ثم فعل ذلك . ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك و يتوضأ و يقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر بثلاث فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة و هو يقول: اللهم أجعل في قلبي نورا و في لساني نورا و أجعل في سمعي نورا و أجعل في بصري نورا و أجعل من خلفي نورا و من أمامي نورا و أجعل لي من فوقي نورا و من تحتي نورا اللهم أعطني نورا ) رواه مسلم ( زاد المعاد في هدى خير العباد 1/85،86)
فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات العشر من آخر آل عمران إذا قام من الليل لتهجده،
•قال أبن قيم الجوزيه: قبل نوم الرسول ( ص) يتسوك وربما قرأ لعشر آيات من آل عمران من قوله { أن في خلق السماوات والأرض .... إلى آخرهما} و قال( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات و الأرض ومن فيهن و لك الحمد ، أنت قيم السماوات و الأرض ومن فيهن ولك الحمد ، أنت الحق ووعدك الحق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق ، اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت وإليك حاكمت ، فأغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت الهي لا إله إلا أنت) ( زاد المعاد في هدى خير العباد 1/40)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة بعدما مضى ليل، فنظر إلى السماء وتلا هذه الآية: (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ..)) إلى آخر السورة، ثم قال: اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن بين يدي نوراً، ومن خلفي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وأعظم لي نوراً يوم القيامة).
وقد جاء (أن النبي عليه الصلاة والسلام قام ليلة من الليالي وظل يبكي حتى بل لحيته، ثم ظل يبكي حتى بل حجره، ثم ظل يبكي حتى بل الأرض، إلى أن جاء بلال يؤذنه بصلاة الفجر، فلما رآه يبكي بكى، ثم قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد أنزلت عليّ الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها، وتلا قوله تعالى: فضل خواتيم سوره ال عمرانإِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ..
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي