تبدأ فنلندا التي تعتبر من الدول الرائدة في مجال المعرفة بتجربة إجراء إصلاح جذري في نظام التعليم.
فمن المقرر أن يتخلى طلاب هذا البلد الأوروبي الشمالي عن دراسة مواد مستقلة منفردة مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء بحلول عام 2020، حيث سيكتسب الطلاب معارفهم عن طريق دراسة مواضيع متكاملة تشمل تلك المواد. يعني ذلك أن التلاميذ سيدرسون موضوعا، مثلا حول الاتحاد الأوروبي، يشمل لغات واقتصاد وتاريخ وجغرافيا سكان الاتحاد، بدلا من أخذ دروس مستقلة في الجغرافيا والتاريخ.
برأي المسؤولين فإن الدولة بحاجة إلى التنوير الذي يختلف في مستوياته، في سبيل إعداد المواطن للعمل في حياته. ويضربون مثلا بكيفية احتلال الحواسيب محل الموظفين الكثر الذين صرفت الدولة على تعليمهم مادة الرياضيات كثيرا من المال ، ولا حاجة لهم الآن. ويعتقدون هؤلاء المسؤولون أن نظام التعليم بحاجة إلى تغييرات تتماشى مع التغيرات الجذرية التي طرأت على كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
يعتقد المسؤولون أنه من الضروري إعادة النظر في نظام التعليم من أجل تطوير مهارات لدى الأطفال يستفيدون منها حاضرا ومستقبلا، بينما يتم التدريس الآن بناء على برامج مطروحة في بداية القرن العشرين وتجاوبت مع احتياجات ذلك الوقت.
تواجه هذه الإصلاحات بعض الشيء من المقاومة من قبل معلمين درسوا تلاميذهم موادا مستقلة طيلة فترة عملهم في المدرسة، مع أن المسؤولين يدعوهم للعمل في صياغة خطط جديدة لمواضيع دراسية جديدة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي