تفاجأ أساتذة الطور الابتدائي، لموضوع اختبار مادة اللغة العربية الذي طرح على المترشحين لامتحان شهادة نهاية المرحلة الابتدائية، الذي ورد "مطابقا" أو نسخة طبق الأصل عن الموضوع الذي طرح في دورة ماي 2008.
بحيث تساءلوا إن كان معدو الأسئلة ليسو على إطلاع بالمواضيع السابقة أم أن "التشابه" كان مقصودا لتحقيق نتائج ممتازة في الشهادة في سنتها الأخيرة وبدون دورة استدراكية. فيما دعت نقابة "الأسنتيو" الوزارة الوصية إلى عدم تكرار قضية "إعادة الأسئلة" في البكالوريا و"البيام".
ورد، امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ما يصطلح عليه "بالسانكيام" لهذه الدورة "متطابقا" مع امتحان نفس الشهادة دورة ماي 2008، في اختبار مادة اللغة العربية، بحيث أكد الأساتذة أن "نص الاختبار" هو نفسه فقد ورد "حرفيا" للأديب اللبناني الياس الخوري، باستثناء اختلاف طفيف وبسيط قد ظهر في "العنوان"، ففي دورة 2008 تم ذكر العنوان "نظافة الحي" و في دورة جوان 2015، تم حذفه. كما تم طرح نفس الأسئلة على المترشحين، خاصة ما تعلق بشرح "المصطلحات"، بالإضافة إلى"الوضعية الإدماجية" التي تم نقلها "حرفيا" مع منحها نصف العلامة وهي 4 نقاط كاملة، باستثناء السؤال الخاص "بالإعراب" الذي وردت فيه بعض التغييرات الطفيفة لكنه بالمقابل ورد أسهل بكثير من إعراب دورة ماي 2008 .
كما عرض أساتذة المادة الذين استاءوا للأسئلة المطروحة، عدة ملاحظات، كون "ملمح" التلميذ سنه 2008، ليس هو نفس ملمح التلميذ في 2015، خاصة وأن المناهج قد تم تخفيفها وحدثت فيها تغييرات وبالتالي فالتوازن المعرفي في المنهاج لا يبقى نفسه، مؤكدين بأن الإضرابات التي شهدها القطاع والتي ساهمت بشكل مباشر في تعطيل البرنامج، قد دفعت المفتشين إلى التهرب من عمليات حقيقية وهي التقويم والتقييم.
من جهته، وجه الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، في تصريح لـ"الشروق"، سؤاله لمفتشي الوزارة والمسؤولين على إعداد اختبار مادة اللغة العربية، عن "التطابق" الكبير الذي حصل، كأن المواضيع قد نفدت والعقول قد شحت، فلم يجدوا إلا موضوع 2008 ليعيدوه في 2015.
وأكد، محدثنا بأن المشكل قد وقع إما لأن معدي الأسئلة ليسو مطلعين على مواضيع السنوات الماضية، أو أن "التطابق" كان مقصودا من قبل الوزارة الوصية، بغية إنجاح جميع التلاميذ و تحقيق نتائج ممتازة في الامتحان في سنته الأخيرة. في الوقت الذي أكد بأن هذا "التشابه" في المواضيع هو بمثابة "هدية" للمترشحين مقابل إلغاء الدورة الاستدراكية.
وأضاف، مسؤول التنظيم بالنقابة، بأن "التشابه" في المواضيع لو حدث في اختبار الفرنسية كان يمكن أن يكون معقولا، لأن مستوى التلاميذ جد ضعيف خاصة بولايات الجنوب، لكن أن يحدث في اللغة الرسمية فهذا أمر غير معقول. مشددا بأن إعادة الأسئلة هو استهزاء بعقول التربويين والتلاميذ على حد سواء، خاصة في ظل انعدام روح المسؤولية في مثل هذه العمليات المصيرية.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي