مقدمة: يعكس الغطاء النباتي الظروف المناخية وخصائص التربة السائدة فيالجزائر التي تشكل العناصر الأساسية في رسم الصورة النباتية حيث ينتشر نحو 3300 صنف نباتي منها640من الأصناف النادرة عالميا .
وتتوزع الأقاليم النباتية في الجزائر على النحو التالي :
1. إقليم المتوسط:
ويغطي الأراضي المحصورة بين السفوح الجنوبية للأطلس التلي وساحل البحر المتوسط مناخه حار وجاف وقصير صيفا ، ورطب ودافئ وطويل وممطر شتاء وتربته جيدة وخصبة وهو لذلك أوفر مناطق الجزائر نباتا وأعناها نوعا ، كما توجد بهذا الإقليم أخصب الأراضي الفلاحية ذات الإنتاجية العالية .
التشكيلات النباتية:
أهم التشكيلات النباتية في هذا الإقليم الغابات الدائمة الخضرة وتغطي مساحة قدرها 3.8مليون هكتار منها650الف هكتار غابات طبيعية و 550 الف هكتار غابات غير طبيعية إضافة إلى الأحراش الكثيفة في مناطق المطر التي يزيد فيها معدل التساقط عن 1000مم/ سنة .
الحياة النباتية في هذا الإقليم نشطة طوال العام وهو يتميز بتعدد أنواع النبات ضمنها غابات الصنوبر على مساحة 700 الف هكتار والبلوط 500 الف هكتار والفلين 440 الف هكتار ، ( اكبر غابة فلين في حوض المتوسط بعد البرتغال )
والأرز 30الف هكتار إضافة إلى أشجار الزان والأشجار المنقولة مثل الزيتون والحمضيات بمختلف أشكالها ويعتبر هذا الإقليم نطاق إنتاج الفاكهة الأول فيالجزائر .
2. إقليم السهوب : وهو إقليم انتقالي بحكم موقعه بين إقليم المتوسط والصحراء وتنتشر في تخومه الشمالية أشجار الزيتون وفي تخومه الجنوبية أشجار الديرين ويتراوح في هذا الإقليم معدل التساقط ما بين 300و 500 مم/سنة الذي يكون أساسا في الشتاء وفترة الجفاف فيه طويلة الذي سيكون أساسا في الشتاء وفترة الجفاف والحرارة أكثر ارتفاعا حيث تتزايد الفوارق الحرارية اليومية والفصلية والتربة فيه فقيرة ، إضافة إلى انتشار السباخ والتربة الملحية التي لاتساعد على نمو النبات .
وتظهر التشكيلات النباتية في هذا الإقليم على شكل تجمعات كثيفة أو مفتوحة من الأعشاب والحشائش القصيرة والشجيرات في المناطق غير الصالحة للزراعة ، وتتميز بأهميتها الرعوية حيث يعتبر هذا الإقليم نطاق المراعي الطبيعية الأول في الجزائر ، وموردا طبيعيا متجددا تستفيد منه أهم قطعان الثروة الحيوانية في الجزائر وخاصة الأغنام ، كما يلعب الغطاء النباتي في هذا الإقليم دورا في حماية البيئة الطبيعية والمحافظة على التربة من التعرية .
واهم الأنواع النباتية السائدة هي الحلفاء على نحو 4 مليون هكتار التي لها أهمية مزدوجة اقتصاديا كمادة أولية لصناعة الورق وكمراعي طبيعية إلى جانب السدر والبطوم والشيح .
كما يتميز هذا الإقليم بكونه أهم المناطق إنتاج الحبوب في الجزائر، حيث حلت الزراعات الإنسانية مكان النبات الطبيعي وهي مورد اقتصادي هام، يتميز به هذا الإقليم منذ العصور التاريخية الغابرة حيث كان دائما نطاق الحبوب الأول في الجزائر.
3. إقليم الصحراء : وتترك الظروف المناخية القاحلة السائدة في هذا الإقليم بصماتها على الغطاء النباتي حيث يبلغ الجفاف هنا ذروته ويقل متوسط الأمطار عن 200مم/سنة ، و الطبيعة القاسية والتربة نادرة لان الأراضي التي تكسوها الرمال المتحركة أو التي تكون مكسوة بطبقة صخرية كالحمادة إضافة إلى الملوحة . لا تساعد على نمو النبات .
ويقتصر الغطاء النباتي في هذا الإقليم على التشكيلات المتآلفة من الجفاف وارتفاع الحرارة التي تحتل مجاري الأودية والمناطق التي تتواجد بها مياه باطنية قريبة من سطح الأرض ، خاصة في الواحات وهناك مناطق خالية تماما من الحياة النباتية تسمى محليا تانزروف كما أن الأنواع النباتية المنتشرة في هذا الإقليم محدودة ، لاتتجاوز بضعة أنواع معظمها مجرد من الأوراق فروعها قصيرة ، وتكثر بها الأشواك للتغلب على الجفاف والتبخر ، وجذورها طويلة بحثا عن المياه الباطنية واهم هذه التشكيلات النخيل في الواحات والدرين والعناب والطرفة السنط .
ونشاط الرعي محدود في هذا الإقليم والزراعة محصورة في مناطق الاستصلاح المعتمدة على الري بالمياه الجوفية ، التي توسعت مساحتها بصورة محسوسة في العشر سنوات الأخيرة لكن الضغوط الطبيعية القاسية وارتفاع تكاليف عملية الاستصلاح وتقنيات الري جعلت من هذه الزراعة أمرا مكلفا وعمرها الافتراضي مرتبط بكمية مخزون المياه الباطنية غير المتجددة .
وعموما فان الغطاء النباتي في الجزائر يعاني من التدهور وانخفاض الإنتاجية وأصبحت ظاهرة التصحر تهدد الأراضي بسبب الاستغلال غير الرشيد و الحرائق التي أدت إلى اندثار وندرة عدد من الأنواع النباتية إلى جانب تصاعد عملية التعرية . وقد استدعت هذه المشكلة اهتمام الدولة الجزائرية مبكرا حيث قامت باتخاذ عدة تدابير أهمها مشروع السد الأخضر ومشروع حماية المناطق السهبية ، كمحاولة للسيطرة على زحف الصحراء وخلق توازن طبيعي ومناخي يساعد على الحياة البشرية والحيوانية وعلى تحقيق إنتاج إضافي من منتجات الغابة المختلفة وخلق ظروف ملائمة للتوسع في الزراعة والإنتاج الحيواني وبالتالي استقرار السكان لكن النتائج المحققة لم تكن بالمستوى المطلوب بسبب مشاكل التمويل والصيانة والحماية .
وبناءا على هذه الدراسات و الأبحاث فعلينا نحن اليوم كشبان إيجاد الحلول اللازمة و الاقتراحات المناسبة للحفاظ على مواردنا الطبيعية و البيئية.
المشاكل التي تواجهها الأقاليم النباتية في الجزائر:
يهدد الغطاء النباتي في الجزائر مشاكل كثيرة و متنوعة تؤدي به إلى مشكل واحد و هوالتصحر.
التصحر في الجزائر
ظاهرة التصحر في الجزائر:
هي ظاهرة جغرافية تعني انخفاض أو تدهور قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض ، مما قد يفضي في النهاية إلى خلق ظروف شبه صحراوية ، أو بعبارة أخرى تدهور خصوبة أراضي منتجة سواء كانت مراعي أو مزارع تعتمد على الري المطري أو مزارع مروية ، بأن تصبح أقل إنتاجية إلى حد كبير ، أو ربما تفقد خصوبتها كليا .
وقد اشتقت كلمة التصحر من الصحراء ، و الصحراء إقليم بيومناخي تكون بعد إنتهاء العصر المطير ، و حلول العصر الجاف أي أنه تكون من منذ خمسين ألف سنة مضت . و الإقليم الصحراوي يتفاوت ما بين الصحراء الحارة و المعتدلة و الباردة ، فالصحراء الكبرى و صحراء الصومال و صحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية هي من نوع الصحاري الحارة الجافة ، في حين نجد أن بادية الشام بما فيها الصحراء الأردنية من الصحاري المعتدلة الجافة .
أسباب التصحر
أسباب طبيعية
1 – تناقص كميات مطر في السنوات التي بتعاقب فيها الجفاف . 2 – فقر الغطاء النباتي يقلل من التبخر ، و بالتالي يقلل من هطول الأمطار ، كما أنه يعرض التربة إلى الإنجراف و يقلل من خصوبتها . 3 – انجراف التربة بفعل الرياح و السهول ، و نقلها من مواضعها إلى مواضع أخرى . 4 – التعرية أو الإنجراف . . و تعد التعرية في المناطق الجافة و شبه الجافة أداة حدوث الصحراء ، أما تجريف التربة الزراعية ، فهو ببساطة عمل تخريبي من فعل الإنسان غير الواعي ، مثل استخدام الطبقة السطحية في صناعة طوب البناء . 5 – زحف الكثبان الرملية .
أسباب بشرية
1 – الضغط السكاني على البيئة . تعدي الإنسان على النباتات باجتثاثه لها. • تعدي على الأراضي بتحويلها إلى منشآت سكنية و صناعية و غيرها .•
2 – أساليب استخدام الأراضي الزراعية، و يتمثل فيما يلي :
أساليب تتعلق بإعداد الأرض للزراعة كالحراثة العميقة و الخاطئة . •
أساليب تتعلق باختيار الأنماط المحصولية و الدورة الزراعية . • أساليب تتعلق بالممارسات الزراعية نفسها كالري و الصرف و التسميد و الحصاد . •
3 – الإستغلال السيئ للموارد الطبيعية و يتمثل فيما يلي : 4- إستنزاف الموارد الجوفية و التربة يعرضهما للتملح و تدهور نوعيتهما والملوحة أو التمليح نوع من التصحر . 5- الرعي الجائز و غير المنظم يسبب إزالة الغطاء النباتي ، و بالتالي تتهيأ الفرصة للزحف الصحراوي .
مكافحة التصحر في الجزائر
تعرف المناطق الجنوبية زحفا مستمرا للرمال الصحراوية، بحيث بدأ الغطاء النباتي في الإنحلال بسبب قلة الأمطار وجفاف العشريتين الأخيرتين•خاصة بالمناطق الجنوبية للولاية التي تعد أكثر عرضة لظاهرة التصحر، ضف إلى ذلك ضعف المعدل السنوي لتساقط الأمطار الذي يبلغ 150 ميليمتر في سنة• يذكر أن المساحة الغابية الإجمالية بولاية تبسة تبلغ 280 ألف هكتار 40 بالمائة منها عبارة عن مساحات شاسعة للحلفاء• وحسب مصادر مقربة من محافظة الغابات بتبسة فإنه سيشرع في تشجير بعض المناطق الجنوبية بالأشجار المثمرة على مساحة بـ 3200 هكتار وفتح مسالك ريفية بأكثر من 160 كلم لفك العزلة عن بعض المناطق الريفية
فقدان الجزائر 8هكتارات بسبب التصحر والعمران الفوضوي فكشف دراسة خاصة صدرت تحت عنوان خوصة العقار الفلاحي في السكانية والتبعية الغذائية الجزائر بعد أكثر من عشر سنوات من النقاش الصامت عن التحديات التي تواجهها الجزائر في المجال الفلاحي لا سيما مع ازدياد الطلب واتساع رقعة النسيج العمراني والزيادة .
الاقتراحات و الحلول:
تمهيد: من اجل حماية أقاليم الغطاء النباتي في الجزائر من الأخطار التي تهدده وخاصة ظاهرة التصحر علينا نحن اليوم كشباب وضع الاقتراحات و الحلول المناسبة لحماية هذا الموروث البيئي و السياحي في الجزائر وهذا من خلال التوعية و التحسيس في الوسط الشبابي مع إشراك الشباب في مثل هذه النشاطات.
التوعية و التحسيس في الوسط الشباني:
01 – حث الشباب على الانخراط في مختلف الجمعيات و النوادي التي تهتم بحماية البيئة.
02- انجاز برامج لتوعية و التحسيس على مستوى مؤسسات الشباب يشارك فيه الشباب لإثرائه بمختلف الآراء الاقتراحات و الحلول.
03- توعية الأطفال التلاميذ و الطلاب من خلال دروس نموذجية تعرف بالأقاليم النباتية في الجزائر و تتحدث عن ظاهرة التصحر و عن الأسباب التي تؤدي إليها وهذا في مختلف أطوار التربية التكوين و التعليم.
03- تنظيم أيام و أسابيع إعلامية وموائد مستديرة بالشراكة مع الحركة الجمعوية الشبانية مع إحياء المناسبات ذات الصلة بالبيئة.
04 – عقد اتفاقيات بين مؤسسات الشباب و مختلف القطاعات المعنية لتنظيم دورات تكوينية لشباب ف/ي حماية البيئة.
05 – ترقية السياحة التربوية الشبانية و خرجات الهواء الطلق إلى مختلف الحظائر و المحميات و الأملاك الغابية الوطنية.
06 – فتح وتعميم نوادي البيئة على مستوى مؤسسات الشباب مع دعمها ماديا بيدغوجيا ومعنويا .
07 – تنصيب لجان وخلايا تدرس وتهتم بالتوعية التحسيس في مجال البيئة على مستوى المؤسسات الشبانية.
خاتمة: تبقى التوعية و التحسيس الشباب هو الحل ربما الأفضل من اجل مستقبل زاهر وبيئة سليمة بعيدا عن جميع المخاطر التي تهدد هذا الكوكب الأزرق.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي