الطفل هو السلة الفارغة التي نملؤها بما نشاء ، وبالحجم الذي نريد ، وهو الصفحة البيضاء التي نضع عليها ما نشاء من الحروف والنقاط ، والرسومات ، ضمن عملية مقصودة علمية لها خطواتها واجراءتها السليمة وتسمى بعملية التربية ، ولكنْ هؤلاء الأطفال اللذين يشكلون مجتمعاً صغيراً و يجعلون من عملية التربية معضلة اجتماعية ، ومصدر ازعاج وكدر للوالدين خاصة الأم لأنها هي التي تقضي معظم النهار معهم ، وتظهر على بعض الأطفال في أعمار صغيرة علامات النمرد ، والمشاكسة وعدم الطاعة ، تلجأ الأمهات إلى العديد من الوسائل للتعامل مع هذهِ التصرفات المزعجة ، وقد تنجح أحياناً ، وقد تقشل أحياناً أخرى ، وحتى نجد الأسلوب الأمثل للتعاون مع الاطفال ، وتطويعهم يجب أن نفهمهم في البداية ، ونحلل تصرفاتهم للوصول إلى مفاتيح شخصياتهم ، وجعلهم أطفالاً أكثر طاعة ..
في البدية علينا أن ندرك جيداً و أنَّ عالم الطفل عالم مستقل بذاته ، وأنَّ الطفل انسان له شخصيته المميزة ، وقدراته الخاصة ، ولا يجوز لنا أن نسقط فهمنا ، وتبريراتنا على الأطفال لأانهم لا يفكرون كالكبار ، كما أنَّ فهم الطفل ليسَ لغزاً وليسَ عملية معقدة ، ولكنها ليست سهلة ، وهناك بعض الدراسات والقوانين لتساعدنا مثلا ، الطفل كيان انساني قائم بذاته ، وليسَ حالة تربوية مختلفة ، كما أنَّ الزمن عند الطفل زمن نفسي ، وليسَ اجتماعي ، والطفل يمارس العناد رغبةً في إظهار استقلاليته ، وليسَ رغبة في العناد والمخالفة ، بالتالي تصرفات الأطفال لها اسبابها ، ولها الكثير من طرق العلاج ، يمكننا التعامل مع الأطفال بأحد الأساليب التالية ، وهي على سبيل المثال وليسَ الحصر ..
1- أسلوب القدوة / عندما يتبع الشخص البالغ القدوة الصحيحة نجده يمارس حياته بطريقة أفضل ، كذلك الأطفال لوجودوا قدوة صحيحة ، سيفهمون العالم بشكل أفضل ، وسيسهل التعامل معهم ، لذلك علينا أن نجعل من أنفسنا قدوة لهم ، قدوة مقصودة بأنْ نقربهم منا ، ونتحاور معهم ، ونمارس الحياة كأننا مراقَبِين من قبلهم ، لأنَّه في أحيانٍ كثيرة يكون سوء تصرف الأهل سببا في عدم طاعة الأطفال ، فنجد الطفل قد قلد اخاه الكبير في الصراخ على والده ، وقلدَ أخته الكبرى في الكذب على والدتها ، وهكذا ، قمنا بمنحهم صورة سيئة ، وهم قاموا بتقمصها ، ونحنُ عانينا من نتائج سوء التربية .
2- اسلوب الثواب والعقاب / يجب أن نستعمل هاذين الاسلوبين بحكمة ، وحذر ، ونضع كل منهم في موضعه ، فمثلا لا تلجأي في بداية التعامل أبداً إلى أسلوب العقاب ، حتى لو بدر من الطفبل تصرف مسيء ، تذكري أنه تصرفه عن جهل واحسني الظن به ، واطلبي منه الاعتراف بالخطأ وكافئيه على ذلك ، هذا من شأنه أن يرفع ثقته بك ، ويمتنع عن هذا الخطأ مرة ثانية ، كما أنَّ الطفل سيقدر بشخصيته البسيطة لطفك ، وحبك له ، وسينصاع بشكل اسهل لطلباتك ، واوامرك ، ويجب ان تنوعي في الثواب بينَ المادي ، والنفسي ، والاجتماعيي ، واذا اضطرت إلى استخدام العقاب ، استخدميه بتدرج من النظرة اللوامة ، إلى اللفظي واخيرا المادي ، مع اظهار الخطأ له .
3- تحدثي معه / الطفل يحب ان يفهم العالم من حلوه من خلال والديه ، لذلك اشرحي له سبب هذا الأمر ، وسبب هذا القانون ، وسبب هذا الطلب ، كأن تقولي له ، عليكَ تغيير ثيابك المتسخة حتى لا تمرض ، وتنام في السرير لايام ، وتأخذ ابر مؤلمة ، وادوية مرة ، وحتى تصبح طفل جميل ونشيط وذكي ، سيتذكر الطفل هذا الكلام ويحبه ، ويمتثل لأوامرك .
4- لا تحرجيه أمام الناس / أحيانا يتصرف الطفل بعناد ، ودلال أمام الناس ، وقد يصبح عنيداً في حال صرختِ به ، أو نهرتيه بقسوة ، كوني لطيفة معه ، حتى باعطائه الأوامر ، لأنَذ احرجه امام الناس سيسبب له ألم نفسي كبير ، مثلا قولي له عندما يشاغب في حضرة الضيوف ، أنتَ فل مهذب ، وجميل ستساعدني في احضار الضيافة كي تقول عنك خالتو انك اشطر واحد ...وستجديه يساعدك ويحسن التصرف .
لا بدَّ لنا في النهاية أن ندرك أنَّ الطفل تله من المشاعر والأفكار ، وهو مكتشف صغير فلنساعده على اكتشاف العالم بطريقة أجمل .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي