أولا: ما هو التفكير البصري المرئي visual metaphors
يعتبر التفكير البصري شكل من أشكال التفكير الغير لفظي الذي يعتمد على ما تراه العين لتكوين صور ذهنية يتخيلها الفرد وترجمة هذه الصور الذهنية باستخدام عناصر اللغة البصرية المختلفة (صور ورموز وأشكال وخطوط وتكوينات وألوان ،..) إلى صور ورسومات تعبر عن هذا المفهوم .
ويراه ((Wileman, 1993، بأنه مهارة الفرد على تخيل وعرض فكرة أو معلومة ما باستخدام الصور والرسوم بدلا من الكثير من الحشو الذي نستخدمه في الاتصال مع الآخرين .
ويرى بياجيه أن التفكير البصري هو قدرة عقلية مرتبطة بصورة مباشرة بالجوانب الحسية البصرية ، حيث يحدث هذا التفكير عندما يكون هناك تناسق متبادل بين ما يراه المتعلم من أشكال ورسومات وعلاقات وما يحدث من ربط ونتاجات عقلية معتمدة على الرؤيا والرسم المعروض ( .(Furth and Wachs, 1974
التفكير البصري أحد الوسائل الأكثر مرونة وعملية لتطوير نهج مختلف في الطريقة التي نفكر بها بفعالية حيث تعمل على توسيع امكانات تفكيرنا بشكل كبير وعلى نحو مستمر.
هو شكل من أشكال التفكير باستخدام الجزء الأيمن من الدماغ المسؤول عن التفكير الابداعي أو البصري والذي يمكننا من تخيل الأشياء والابداع والابتكار وتمييز الأنماط. وهذه الطريقة ليست لترى الأشياء بشكل أفضل مما تفعله الآن ولكن لتراها بطرقة مختلفة تماما. ودمجها مع الجزء الأيسر من الدماغ المسؤول عن التفكير المنطقي التسلسلي لاحراز أفضل النتائج.
التفكير البصري، ببساطة أن تفكر وأنت تمسك القلم وتبدأ برسم أفكارك فيساعدك أن تحرر هذه الأفكار من رأسك وتخرج ما كان مستترا في داخلك لتراه أمام عينيك وتبني عليها. هذه الأفكار التي تم القبض عليها وتحويلها إلى أشكال ورسومات يمكن بسهولة تحريكها وربطها بأفكار أخرى وتغييرها وتطويرها في أنماط وسياقات تعكس أفكارنا .
اليوم على ما يبدو نحن بأمس الحاجة لهذا النوع من التفكير، حيث أن الاتصال والتواصل يجب أن يأخذ شكله المرئي حتى يكون مقنعا أكثر لمواجهة الكم الهائل من المعلومات المتاحة لنا في أي لحظة مما فرض واقع استخدام الصورة بكثرة كتقنية لايصال المعلومات، كما نجدها هي اللغة المسيطرة (حيث اعترفت Google بذلك عام 2001 عن طريق ادخال image search البحث باستخدام الصور).
سواء فيديو web video ، انفوجرافيكس، رسوم توضيحية، نجد أن التمثيل المرئي للمعلومات تقوم بايصال كم هائل من المعلومات قابلة للفهم وبسرعة، بطرق يتم معالجتها من قبل أدمغتنا بشكل مختلف عن غيرها من الوسائل الأكثر تقليدية.
هذه الطريقة في التفكير مهارة جديدة تخص الألفية الثالثة، نحتاجها للتغلب على الحمل الزائد من المعلومات التي يتعرض لها الانسان في هذا العصر وتسبب في تشتته وارباكه حيث توفر المرونة اللازمة لاستكشاف أفكار بشكل خلاّق واجراء وصلات (علاقات) مع مجموعة كبيرة من الأفكار دون أن نفقد الاحساس بالنظرة الكلية. كما أنها توفر لك في الوقت نفسه طرق عملية للتغلب على حواجز التفكير النمطي التي تمنعك من تحقيق أهدافك.
التفكير البصري يساعدك على إحداث ثورة في الطريقة التي تفكر فيها، وحل أصعب المشاكل باستخدام أدوات التفكير البصرية، فمن خلال تطبيق أساليب واستراتيجيات التفكير البصري من شأنها أن تعمل على تحسين قدرتك على التفكير النقدي والخلاق أمام الأحداث والظروف في حياتك، وسيؤدي ذلك أيضا إلى توليد أفكار أفضل وأكثر ابتكارا للتحديات التي تواجهها، كما تساعد في تحسين قدرتك على اتخاذ قرارات أكثر فعالية.
سواء كنت من رجال الأعمال، طالب، مدرس، اداري أو لديك مجرد الرغبة في كسب أكبر قدر من قدراتك الفطرية في التفكير، فأنت تحتاج أن تتعلم تقنيات التفكير مرئيا.
ثانيا: تتأثر عملية التمثيل البصري بالعديد من المتغيرات منها:
الخبرات السابقة للفرد
الثقافة السائدة في المجتمع
عناصر البيئة التي تعيش فيها
ثالثا: من تقنيات (أدوات) التفكير البصري
الصور
تعد الصور الطريق الأكثر دقة في الاتصال، وفي الوقت الحالي توفر شبكات الانترنت العالمية كثيرا من الصور التي يمكن الحصول عليها بسهولة وفي أسرع وقت ممكن.
الرموز
وهي الأكثر شيوعا واستخداما رغم أنها تكون أكثر تجريدا مثل رمز المثلث
الرسوم التخطيطية
وتتضمن أشكالا هندسية ومخططات انسيابية وخرائط شبكية وغيرها.