يجمع معظم علماء النفس في العالم أن علاقة الطفل بالكتاب تبدأ في سن الثالثه، ومن المفترض على الوالدين توفير فرصة إقامة علاقه حميميه بين طفلهم والكتاب وتقوية رابطته بها ليخلقوا له ثروة فكريه وليسنحواأمامه فرصة تكوين شخصيه مميزه ، إلا أن جهلهم بعمق تلك العلاقه أحد أهم الأسباب وراء عدم إبداء إهتمامهم بهذه المرحله اللغويه والتي ستثري حياته أكثر من أي شيء أخر.. لنستوضح مدى ضرورة تدريب الطفل على تصفح الكتاب والتقرب له كما لو أنه لعبه ، وأهمية لمس موهبة القراءة عند الطفل واستغلال هذه الفرصه المتاحه لصالحه ، مع الجزم على أهمية المطالعه والقراءة في حياته على الأمد البعيد...
بما أن القراءة هي مفتاح العلم وأساس التربيه والتعليم فقد أظهرت الدراسات أن حوالي 70 % من المعلومات التي يتعلمها الإنسان ترد إليه عن طريق القراءة وما عدا ذلك يتعلمه الإنسان بالبحث والسؤال والإستماع والمعرفه ...وغيرها من المواقف الحياتيه المختلفه .
الأستاذ / أشرف الغريب مختص نظم تعلم يرى أن القرأءة بشكل عام عاده من العادات التي نكتسبها بشكل يومي مثل عادة الأكل والشرب والصلاة والكلام وغيرها من العادات ، وهناك إستراتيجيات عده يجب إتباعها مع الطفل من عمر السنتين تقريبا ً ومن أهمها:
* إشعار الطفل بأهمية القراءة من خلال فتح عيناه على الكتاب في سائر أنحاء المنزل فتكون البيئه قد ساهمت عندها في غرس إيمانه بأهمية الكتاب ويكتسب منهم تلك العادة .
* محاولة شراء الكتب للطفل وعمل مكتبه صغيره أو رف يحمل بعض الكتب كرف الألعاب ، فمن الضروري أن نهتم بتغذية عقله كاهتمامنا بأكله وشربه وملبسه .
* إصطحابه للمكتبه ولمعارض الكتاب وتشجيعه على إختيار ما يناسبه من كتب مع مراعاة التنويع والألوان الجذابه ليقبل عليها أكثر وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعال .
* ضرورة التدرج مع الطفل في غرس حب القراءة فيه مع مراعاة رغباته واحتياجاته من الكتاب بما يتناسب مع عمره الزمني والعقلي .
* التركيز على تعليمه القرآن الكريم وتحفيظه بمجرد استعداده عقليا ً وذلك بنية ترسيخ معالم الإيمان وتثبيت العقيده الصحيحه فيه .
"70% من المعلومات التي يتعلمها الإنسان ترد إليه عن طريق القراءة"
على الأم أن تدرك أن لها دور هام في توطيد تلك العلاقه بين الطفل والكتاب من خلال توفير الكتب المناسبه وإدراك أهمية سرد القصص والحكايات له ، فقد أظهرت دراسات لـ(جاكلين جروس) و(ليمونارد جروسي) أنه :
يجب تدريب الطفل وتعويده على الكلمات المكتوبه ، وتوفير اللعب والأدوات التي من الممكن تشكيلها بسهوله على شكل كلمات "كالمكعبات والملصقات" بالإضافه إلى توجيهه للقراءة الصحيحه والمفيده على حد ٍ سواء.
علاقة القراءة في تكوين شخصية الطفل :
ومما لا شك فيه أن للقراءة دور بارز في التأثير على شخصية الطفل حيث أثبتت الباحثه الأمريكيه برنيس كلينان أن القراءة تعمل على :
- زيادة رحابة عالم الطفل.
- تنمي فيه الإستقلاليه.
- تؤسس لديه عادة القراءة طوال حياته.
- تطور مفرداته اللغويه .
- تنمي عنده القدره على فهم الأخرين والتعبير بشكل أفضل .
- تزيد الإلفه العاطفيه بين أفراد الأسرة .
وأضاف الغريب أن للطفل قناه مفتوحه سريعة التأثر بما تتلقاه من مجموع الكتاب والمؤلفين الذين قرأ لهم ، فينطلق الطفل عن تلك الزاويه التي ربى فيها إلى رحابه أوسع من ذلك خاصه إذا أنتقي له مايطالع أو يقرأ بتقديم الإستشاره عندها فقط سيخرج من الصندوق المغلق داخل إطار والديه ويتغلغل في فكر وتجارب وقصص ومعارف وثقافات لعوالم مختلفه مستجيبا ً لها عبر حواسه فتبقى له إرثا ً يغذيه وينميه بالمطالعه والقراءة المستمره.
قال أحد العلماء: (الإنسان القارئ تصعب هزيمته)
رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/social/0/46/#ixzz3zzHvoNxi