شهد العالم العربي مزيداً من الأزمات والتفتت والانقسامات، وقد بدأت بعض دوله بالتفكك إلى دويلات ضعيفة، فيما يظهر الاتحاد الأوروبي كقوة دولية فاعلة تتزايد أهميتها يوماً بعد يوم، حيث أن تجربة الاتحاد الأوروبي تستدعي الاهتمام والدراسة نظراً إلى الإنجازات التي حققها، وبروزه كعملاقٍ إقتصادي وقوة مرشحة لتكوين قطب دولي منافس للولايات المتحدة، خاصة وأنه يشمل مساحة واسعة من العالم تتنوع حضارياً وثقافياً، وعليه فإن هدف البحث بحسب وجهة نظر الطالب إلقاء الضوء على أهمية وفائدة عملية الاندماج بدلاً من الانقسام، والبحث في إمكانيات نجاح هذا الاتحاد والاندماج إذا ما توفرت له السبل والمقومات المؤدية إلى ذلك.
انطلقت اشكالية البحث التي حاول الطالب ابرازها في هذا البحث، عبر عرض وإظهار أوجه التشابه والإختلاف بين جامعة الدول العربية من ناحية والإتحاد الأوروبي من ناحية أخرى، لجهة النشأة والوثائق، والمبادئ والأهداف، والعضوية، والأجهزة الرئيسية والفروع لكل منهما. كما تكمن إشكالية الأطروحة في البحث عن مدى نجاح جامعة الدول العربية في تحقيق تكامل إقتصادي على غرار التكامل الإقتصادي الأوروبي، وقدرتها على تحقيق وحدة سياسية عربية، وفي إنهاء الخلافات بين أعضائها، والمساهمة في حل الأزمات الداخلية للدول الأعضاء. اضافة الى إن إشكالية هذه الرسالة تكمن في البحث عن مدى قدرة الإتحاد الأوروبي على إيجاد سياسة دفاعية وخارجية موحدة وبالتالي لعب دور مكمل لدوره الإقتصادي.وأخيراً فإن إشكالية هذه الأطروحة تكمن في البحث عن قدرة جامعة الدول العربية، في تجاوز التحديات التي يعانيها سواء الصراعات الدولية أو التحديات السياسية الإقتصادية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يعاني بدوره العديد من التحديات منها ما هو ناجم عن التوسع، ومنها ما هو تحديات سياسية، ومنها ما هو تحديات إقتصادية. ولدى محاولة الطالب لمعالجة هذه الإشكاليات برزت لديه تساؤلات عدة أهمها:
- التعرف على أسباب الانصهار الأوروبي بين دول وشعوب تختلف فيها اللغات والأجناس والطوائف، بالرغم من خوضها حربين عالميتين.
- أسباب عدم التكامل العربي بالرغم من وجود العديد من مقومات الوحدة.
- أسباب عدم قدرة الجامعة العربية على تسوية النزاعات العربية العربية.
- ما هي العوامل المؤثرة في عملية التكامل، هل هي اقتصادية، سياسية، أم مالية؟
- ما هي أبرز التحديات التي تواجه مسيرة كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي؟
اتبع الطالب في اطروحته كما ادعى المنهج التحليلي الذي يعتمد في خصائصه الدقة والوضوح، كما يعتمد المنطق العقلي من أجل إقناع القارئ بالمعلومات المنتقاة وشعوره بالفائدة العلمية الموضوعية بعيداً عن الخيال والمجاز والعواطف وتحقيق كل ما هو جديد ومفيد في صناعة هذا الإنتاج الفكري.كما استخدم منهج البحث المقارن، وخاصة للمقارنة بين المنظمتين من أجل الاستفادة من الإيجابيات والتعلم من العبر والدروس التي مر بها الاتحاد الأوروبي، وذلك لعدم تكرار الأخطاء إذا ما وجدت وتلافيها في جامعة الدول العربية وتحسين في الأداء والتجارب الناجحة.كما استخدم منهج البحث التاريخي عندما تحدثت عن نشأة جامعة الدول العربية والمراحل التي مرت بها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.
قسم الطالب اطروحته إلى ثلاثة أبواب:
- الباب الأول: الإطار التنظيمي لجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
- الباب الثاني: تقييم دور جامعة الدول العربية والإتحاد الأوروبي في ضوء النصوص القانونية والواقع العملي.
- الباب الثالث: التحديات التي تواجه كل من جامعة الدول العربية.
وبصرف النظر عما ادعاه الطالب في رسالته ثمة العديد من الملاحظات التي يمكن ان توجه اليها:
اولا في الشكل ثمة محاولة لايجاد التوازن في متن الاطروحة وقد توصل الي ذلك لكن على حساب المضموم،فاعطى قسما كبيرا للجامعة العلابية فيما اشارات عامة للاتحاد الاوروبي.
ثانيا لجهة الاشكالية ليست واضحة كما ينبغي،هناك افكار مشوشة .
ثالثا: لجهة اللغة والصياغات كانت ركيكة بشكل عام وتستلزم المراجعة
رابعا لجهة المراجع والمصادر رغم تنوعها وكثرتها لكن هناك اغلاط فيها وعدم التزام بالدقة العلمية:
خامسا: النتائج والتوصيات كانت مقبولة لكن غير دقيقة.
سادسا: عملية المقارنة وهي جوهر الاطروحة وركيزتها جاءت مبتورة وشكلية ولم تقدم نتائج واضحة.
ناقش الطالب اطروحته المعنونة "جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي: دراسة مقارنة" بتاريخ 27/5/2013 امام اللجنة المكونة من الدكاترة ربيع متولي وكما حماد وجورج عرموني وخليل حسين ومحمد الدسوقي، وبعد المناقشة والمداولة قررت اللجنة قبول الاطروحة ورأت ان صاحبها يستحق درجة الدكتوراه في الحقوق بدرجة جيد
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي