كيف يتم إعداد حقائب تدريبية ناجحة؟
كيف يتم إعداد حقائب تدريبية ناجحة؟ سؤال مُهم يودُّ كل من يقوم بأعمال التدريب أن يتعرَّف على إجابته، وما من شك في أن أي حقائب تدريبية ناجحة لا بد لها من مقومات، سواء تقنية أو بشرية؛ حتى تظهر بالشكل الإيجابي بما يحقق مصالح الطلاب، ومن ثم التعرف على المحتوى، واكتساب المعلومات التي تحقق الهدف من التدريب.
ما تعريف مصطلح حقائب تدريبية؟
حقائب تدريبية جمع لمصطلح حقيبة تدريبية، والمعنيُّ هنا المحتوى الخاص بالدورات التدريبية أو البرامج التي ينخرط بها الأفراد بُغية الحصول على معارف تُفيدهم في الدراسة أو الوظيفة أو الحياة بشكل عام... إلخ.
كيف يتم إعداد حقائب تدريبية ناجحة؟
تدريب الآخرين إحدى المهام الشاقة التي لا يستطيع أي فرد القيام بها، وفي حالة القيام بذلك يجب أن يكون المدرب مؤهلًا من الجانب العلمي والعملي، والتأهيل العلمي يتمثل في دراسة التخصص المراد تدريسه أو شرحه للمتدربين بعناية، والتمكن من جميع جوانبه وأبعاده، والتأهيل العملي يتمثل في الخبرات التي يجب أن تتوافر في المدرب، والتي لا تتأتى سوى بممارسة التدريب في تخصص معين لفترة زمنية كبيرة، ومن العوامل التي تساعد المدرب على تقديم المادة العلمية بأسلوب مناسب بما يُعرف باسم الحقائب التدريبية والتي يجب أن تُعد بأسلوب مُنظَّم، وسوف نتعرف على خطوات إعداد حقائب تدريبية ناجحة كما يلي:
الخطوة الأولى:
تحديد الهدف من الحقيبة التدريبية: الهدف من إعداد الحقائب التدريبية يتمثل في وضع برنامج قابل للتنفيذ العملي على أرض الواقع لتدريب فئة معينة، بما يسهم في تعليم المتدربين تخصصًا أو مهارات معينة، ويجب على المدرب عند إعداد أي حقائب تدريبية أن يتفهم طبيعة متطلبات المتدربين، ومدى قُدرتهم على استيعاب المادة العلمية، ويكون ذلك عن طريق التعرف على المستوى التعليمي لهم، وبناءً على ذلك يتم وضع مادة بأسلوب مُبسَّط، ويجب أن يضع المدرب نفسه مكان المتدربين؛ حتى يتسنَّى له وضع ما يناسبهم.
الخطوة الثانية:
جمع المادة العلمية التي تتضمنها الحقيبة التدريبية: كل حقيبة تدريبية ينبغي أن تتضمن مادة علمية واضحة من حيث المعالم، لذا وجب على المدرب أن يقوم بجمع المعلومات التي تتعلق بالأطروحات التي سوف يتم تدريسها في الدورة التدريبية؛ عن طريق الاطلاع على جميع المعلومات التي تتعلق بموضوع التدريب بالصحف والمجلات العلمية وشبكة الإنترنت والمراجع العلمية، من أجل سرد معلومات من أكثر من مصدر.
الخطوة الثالثة:
كتابة المادة العلمية: في البداية يقوم المدرب بتدوين الخطوط العريضة والتصور لما سوف تكون عليه المادة العلمية، وتتبقى اللمسات الأخيرة والتفاصيل، حيث يقوم الباحث بعرض ما تتم كتابته على الخبراء العلميين في مجال التدريب؛ من أجل فحص ما تم تضمينه من معلومات لأي حقائب تدريبية على حسب التخصص، ومن ثم معالجة أي انحرافات في الحقائب التدريبية، أو إضافة ما كان يغفله المدرب من معلومات، وينبغي الإشارة إلى عنصر في غاية الأهمية، وهو أن الحقيبة التدريبية تتغير وفقًا لما يكتشف أو يستنبطه المدرب أثناء شرح المادة العلمية للمتدربين، فحينئذٍ يتكشف المدرب كثيرًا من البيانات التي ينبغي إدراجها في الحقيبة التدريبية.
المرحلة الرابعة:
الاهتمام بالأمثلة التطبيقية: وذلك الأمر على جانب كبير من الأهمية، ويجب أن تتضمنه أي حقائب تدريبية ناجحة، فعلى سبيل المثال في تدريب مجموعة من العاملين داخل مؤسسة معينة يجب ذكر أمثلة من واقع عملهم؛ حتى يستطيعوا تفهم المغزى الحقيق من الدورة التدريبية، وكلما اقترب المدرب من الواقع العملي ومشاكل العاملين على أرض الواقع كان ذلك وسيلة للوصول للنجاح، وتحقيق المأرب الحقيقي من الحقيبة التدريبية.
الخطوة الخامسة:
الوسائل المساعدة في شرح ما تتضمنة أي حقائب تدريبية:
في الوقت الراهن تتنوع نماذج الوسائل المساعدة؛ نظرًا لتوافر كثير من التقنيات الحديثة التي تساهم في عرض مكونات ومحتويات أي حقائب تدريبية بأسلوب سلس، ومن بين هذه الوسائل ما يلي:
السبورة العادية: على الرغم من قلة استخدام السبورة العادية في الوقت الحالي فإن بعض المراكز ما زالت تعتمد عليها كوسيلة في شرح ما تحتويه الحقائب التدريبية، وهناك بعض من المدربين ممن لديهم قناعات بأهمية السبورة العادية، والسبب ليس عدم حبهم للتكنولوجيا الحديثة، ولكن لأنهم يرون أن الكتابة سطرًا بسطر تُعتبر محفزًا للمتدرب على المتابعة، على خلاف شاشات العرض التي تقوم بعرض فقرات متكاملة أو صفحات متكاملة، لا يستطيع المتدرب التركيز فيها دفعة واحدة، وخاصة في حالة العرض بشكل سريع.
البروجيكتور: وهو إحدى الآليات الحديثة في عرض ما تتضمنه محتويات أي حقائب تدريبية، وظهر البروجيكتور من تسعينات القرن الماضي، غير أنه لم يكن بالحداثة الحالية، وكان مجرد وسيلة لعرض شرائح تعليمية، أما في الوقت الحالي فظهرت أنواع جديدة من البروجيكتور تستطيع أن تتحكم في أبعاد الصور، وعرض فقرات دون غيرها، مع التكبير أو التصغير... إلخ.
الشاشات المسطحة: وهو نمط جديد يستخدم لعرض ما تشمله أي حقائب تدريبية لمختلف التخصصات، وهي مختلفة من حيث الأحجام، وهناك أنواع تصل إلى أربعة أمتار مربعة بما يشبه شاشات السينما الكبيرة، وذلك في حالة كبر حجم قاعة التدريب واحتوائها على كثير من المقاعد للمتدربين، وتلك الشاشات يتم عرض المواد التعليمية عليها عن طريق ربطها بالحاسب الآلي، ومن ثم تشغيل المحتويات التي تخص الحقيبة التدريبية بواسطة كاميرا خارجية للعرض تتصل بالشاشة الكبيرة.
الرسومات والجداول والمخططات: تُعد الرسومات والجدول إحدى الآليات المهمة التي تساعد في توضيح الأفكار الخاصة بمحتوى أي حقائب تدريبية، وعلى الرغم من أهمية طرح المادة العلمية في أبواب وفصول ومباحث، فإن الرسومات والجداول والمخططات تؤدي إلى تعميق ما يصبو إليه المدرب وتوضيحه، ومن ثم تحقيق الرؤية الشاملة بما يخدم المتدربين.
تطبيقات العروض على الحاسب الآلي: يوجد كثير من التطبيقات المستخدمة في إعداد حقائب تدريبية شيقة، ومن أمثلة تلك التطبيقات الباور بوينت، والذي يُعتبر من أشهر البرامج المتخصصة في تصميم شرائح التدريب وتضمينها مؤثرات حركية وسمعية تسهم في إيصال المادة التعليمية للمتدربين، حيث يتضمن ذلك البرنامج شرائط أدوات متنوعة، وكذلك يمكن تصميم الفيديوهات المسموعة والمرئية عن طريق تطبيقات أخرى حديثة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي