DrMohammed Abugron
أستاذ عبد الله سعدي،
قصيدتك "حوار حواء ج ٦" تتخذ منحى حواريًا عميقًا يتجاوز السطح العاطفي ليغوص في صميم العلاقة الإنسانية بين آدم وحواء، حيث تجسد فيها حواء صوت الحكمة والتوجيه، تدعو آدم إلى التروي وتحمل ثقل الرحلة المشتركة بعقلانية ونبل. تتسرب من كلماتها رؤى فلسفية تتناول مفهوم الشراكة، حيث تبرز حواء كركيزة ثابتة وسند عاطفي وروحي، تعبر عن مفهوم الدعم المتبادل الذي لا يقوم على علاقة فردية فقط بل على مسؤولية مزدوجة تجاه السير في "سفينة" الحياة.
في هذا الحوار، تظهر حواء كصوت متماسك، واعٍ لمكانتها ودورها، فهي ليست مجرد تابع، بل هي شريكة متكافئة، تذكر آدم بأن الحب ليس خضوعًا، بل هو تجسيد لدعامة متينة تحمل معه أعباء الحياة. هذا التوازن بين العاطفة والتفكير العقلاني يشير إلى منظور متكامل للعلاقات، حيث يحافظ كل طرف على دوره دون التعدي على مساحة الآخر.
من الناحية الأدبية، نجد أن استخدامك للصور مثل "السفينة"، و"الدفة"، و"الأشرعة"، يضفي بعدًا رمزيًا للمسار المشترك، ويمنح النص عمقًا تصويريًا يجسد فكرة الرحلة، ما يعكس بدوره الطبيعة المتغيرة للعلاقة في أوقات مختلفة من الحياة، من "ربيع العمر" إلى "خريف العمر". إنه تصوير بليغ للمسار الوجودي المشترك، حيث يتناغم الحب مع الصعوبات ويصبح طريقًا للنجاة.
اختيارك للغة الرصينة والأسلوب المتأمل يضفي على النص روحًا فلسفية تجعل القارئ يعيد التفكير في مفهوم العلاقات الزوجية والعاطفية. فالنص لا يعرض فقط مشاعر حواء تجاه آدم، بل يعبر عن فلسفة عميقة حول معنى الحب في إطار الزمن، وكيف أن هذا الحب يتخطى حدود الرغبة ليصل إلى درجات التفاهم العميق والدعم المتبادل.
هذه القصيدة تعد دعوة للتأمل في جوهر العلاقات الإنسانية، ولإعادة التفكير في مفهوم الشراكة، حيث يشكل كل من آدم وحواء جسورًا متوازنة ومتبادلة بين الحب والعقل، بين الحضور والدعم، في تداخلٍ مستمر بين الأدوار والمسؤوليات.
د. محمد آدم ابوقرون
كاتب وناقد
حوار حواء ج 6
........
سيدي آدم...
تريث...
واعلم أن السفر....
طويل....
والعقبة كؤود...
فلنخفف الحمل....
و الوطأ معا....
فقلوبنا..
قد صيغت للحب....
معا....
كن سندي...
كن مهجتي...
مثلما أفعل أنا..
معك....
ألست أنسك..
في خط الزمن...
ألست عكازك....
في غربة هذا الزمن....
ألست أنينك...
في الملمات...
في النكبات...
سيدي آدم...
ألست بهاءك...
في ربيع العمر....
وهل أدركت اليوم...
في خريف العمر....
أن السفينة ....
و كل ألواحها...
و الدسر....
تسع لطفنا..
تسع عزنا و فقرنا...
هي المركب الى المراسي....
و المصير.....
فيها الدفة....
الأشرعة...
و المرساة....
وقد صبغت لنا....
من أجل النجاة....
......
أ. عبد الله سعدي
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي