حَاضِرٍ غريب
تَتَهَافَتُ الْقُبُلَاتُ رَغْمَ وُجُودِي بَيْنَهُمْ غَرِيبٌ بَيْنَ أَهْلِي وَأَحْبَابِي حَاظِرًا فِي أَيَّامِي بَعِيدًا عَنْ أَلْوَانِي أَغُوصُ فِيهَا رَغْمَ الْأَيَّامِ الَّتِي تَرَكَتْنِي مُقَيَّدٌ كُلٌّ مِنَّا يَتَبَاهَى بِلَوْنِهِ فِي صَفَحَاتِ الْأَوْقَاتِ قَوْسُ قَزَحٍ مَعَ غُرُوبِ شَمْسٍ وَشُرُوقِ سَحَابٍ يسِيلُ مِنْهَ قَطَرَاتُ حَنِينٍ إِلَى تِلْكَ الْأَرْضِ الَّتِي جَفَّتْ بَعْدَ غِيَابٍ طَوِيلٍ
أَسِيرُ أَتَعَقَّبُ أَثَرِي لَعَلِّي أَجِدُ شَيْءٍ يَعْرِفُنِي مِنْ خُصُوبَةِ ذَاكَ الْمَكَانِ الَّذِي مُطِرَتْ أَرْضُهُ حَتَّى تَكَلَّمَتْ بَعْدَ قَحْطًا دَامَ سَبْعٌ
تَحْتَضِنُنِي وَ تَزْهَرُ تِلْكَ الْأَرْضُ وُرُودًا حَمْرَاءَ وَقَهْقَهَاتٍ بَيْضَاءَ وَقِصَصًا مَرَّتْ فِي تِلْكَ الْأَرْضِ بَعْدَ جَفَاءٍ كَبِيرٍ دُمُوعٌ تَمُوتُ فِي الْأَحْدَاقِ لَكِنْ تَبْقَى حَيَّةً إِلَى الْأَبَدِ سَوْفَ أُصَارِعُهَا لِكَيْ لَاتَعُودَ وَتَحْرِقَ مَعَهَا تِلْكَ الشَّمْعَةُ الَّتِي أَضَاءَتْ مِنْ جَدِيدٍ عُشَّ طَائِرًا حَلَّقَ حَتَّى وَصَلَ الَى وَكْرَهٍ بَعْدَ جُهْدًا طَوِيلٍ صَارَعَ فِيهَا رِيَاحًا عَاتِيَةً وَأَعَاصِيرَ خَلَّفَتْ وَرَائَهَا إِلَّا الدَّمَارَ الَّذِي بَقِيَ إِلَى حَدِّ الْأَنْ . . . . . . . .
بقلم الشاعر رضا بوقفة
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي