مع تصاعد الأحداث في مصر وسقوط نظام حسني مبارك, دعا مئات النشطاء الليبيون (وأبرزهم حسن الجهمي منشئ صفحة انتفاضة 17 فبراير)[6] على الإنترنت عبر موقعي الفيسبوك وتويتر إلى التظاهر سلمياً يوم الخميس 17 فبراير/شباط 2011 م تزامناً مع الذكرى الخامسة لمظاهرات مدينة بنغازي عام 2005 م التي نظمها ناشطون إسلاميون وووجهت بقمع الشرطة.[7] وأطلقوا على هذا اليوم اسم "انتفاضة 17 فبراير 2011" داعين لجعل هذا اليوم يوماً للغضب يطالبون فيه بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومزيد من الحريات. وذكرت تقارير إعلامية أن الاحتجاجات ستطالب بإسقاط الحكومة وأن القذافي أعلن أنه سيشارك بها.
[عدل] الثلاثاء 15/2/2011 مالشرارة الأولى لهذه الاحتجاجات انطلقت اليوم الـ 15 فبراير/شباط 2011 م من بنغازي على أن تتوج بيوم غضب في الـ 17/2/2011 م.
فقد خرج اليوم المتظاهرون في احتجاجات تطالب بتنحي القذافي، فتصدى لهم الأمن مما أسفر عن إصابة 38 شخصا.[8] حيث تجمع المحتجون ليلاً أمام مقر اللجنة الشعبية في منطقة الصبري ببنغازي ثم توجهوا إلى ميدان الشجرة حيث وقع اشتباك بينهم وبين الشرطة وأعضاء في اللجان الشعبية الموالية للقذافي. وكان المحتجون يحملون قنابل المولوتوف والحجارة.[9] وقامت أسر معتقلي سجن أبوسليم بالتظاهر ليلاً للمطالبة بالإفراج عن المحامي فتحي تربل الذي يتولى ملف قضية السجناء والمدون فرج الشراني. وردد المتظاهرون خلال المظاهرة "لا إله إلا الله والقذافي عدو الله" وشعارات أخرى ترفض الفساد والفاسدين. لكن المظاهرة ما لبثت أن تضخمت ووقعت مواجهات بين المشاركين فيها ومجموعة يعتقد أنها تنتمي للجان الثورية الموالية للعقيد القذافي قبل أن تتدخل الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهُريّ لتفريق المتظاهرين.[10]
أدت الاشتباكات مع الشرطة وأنصار القذافي إلى إصابة 38 شخصاً بينهم عشرة ضباط شرطة وصفت جرحوهم بالطفيفة.[11]
وقدر أحد سكان بنغازي المشاركين في الاحتجاجات بما بين خمسمائة وستمائة شخص من أسر الناشطين الإسلاميين المعتقلين في سجن أبو سليم. لكن وكالة أسوشيتد برس قالت إن المظاهرة ما لبثت أن تضخمت إلى 2000 متظاهر، وبدأ المشاركون فيها بإطلاق شعارات مثل "الشعب سينهي الفساد" و"دماء الشهداء لن تذهب هدرا".
يذكر أن سجن "بوسليم" شهد في يونيو/حزيران 1996 م مذبحة قتل فيها 1200 سجين أغلبهم من ذوي التوجهات الإسلامية.[12]
كما طالبت مجموعة من الشخصيات والفصائل والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤكدة في الوقت نفسه حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه بمظاهرات سلمية دون أي مضايقات أو تهديدات من النظام. وجاءت تلك المطالب في بيان وقعه 213 شخصية من شرائح مختلفة من المجتمع الليبي،[13] تضم نشطاء سياسيين ومحامين وطلاب ومهنيين وموظفين حكوميين ورجال أعمال ومهندسين وأطباء وإعلاميين وربات منازل وأساتذة جامعيين وضباط وسفراء سابقين، ومن أطلقوا على أنفسهم ضحايا حرب تشاد، وغيرهم. كما ذيل البيان بأسماء بعض الحركات والمنظمات السياسية والحقوقية، مثل الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وحركة التجمع الإسلامي الليبية، وحركة خلاص، والتجمع الجمهوري من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ورابطة المثقفين والكتاب الليبيين، ومنظمتي الراية والأمل لحقوق الإنسان، واللجنة الليبية للحقيقة والعدالة، وغيرها. [14]
بالمقابل بث التلفزيون الليبي مقاطع لعشرات من أعضاء حركة اللجان الثورية في مدن ليبية مختلفة تهتف بحياة الزعيم الليبي معمر القذافي، وتتوعد قناة الجزيرة والمناوئين للقذافي بالمواجهة والقضاء عليهم ومن شعاراتهم "يا جزيرة يا حقيرة القائد ما نبوا غيره".
وذكرت الصحيفة المقربة من سيف الإسلام القذافي أن المحامي فتحي تربل أطلق سراحه مساء اليوم. ووصفت المشاركين في الاحتجاجات بأنهم مخربون وقالت إنهم كانوا يحملون زجاجات المولوتوف والحجارة. وذكرت مصادر حقوقية أن حملة اعتقالات جرت في وقت لاحق للشخصيات التي تحدثت إلى وسائل الإعلام حول الوضع في بنغازي شملت الكاتبين إدريس المسماري ومحمد اسحيم وبعض أقرباء ضحايا سجن أبو سليم بينهم سالم العلواني وأبو بكر العلواني. واعتقل كذلك نشاط على الفيسبوك يدعى جلال الكوافي بسبب تبنيه دعوة للتظاهر في 17 فبراير/شباط.
وتشير معلومات أن الرجل الثاني في الدولة الليبية العميد عبد الله السنوسي موجود حالياً في بنغازي مع العلم بأنه هو الشخص المتهم بالإشراف على تصفيات سجن أبو سليم هذا بالإضافة إلى وجود تعزيزات أمنية أتت إلى بنغازي من طرابلس.[15]
[عدل] الأربعاء 16/2/2011 مانطلقت مسيرة احتجاجية في الساعات الأولى من صباح اليوم في مدينة بنغازي شرق ليبيا. في حين أطلقت الشرطة الليبية الغاز المسيل للدموع وفرقت بالعنف جموع المحتجين. كما قامت سيارات أمن وشرطة بزي مدني بمواجهة المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات والماء الساخن مما أسفر عن قتيلين وعشرات الجرحى.[16] وفي تمام الساعة العاشرة ليلا عاد المتظاهرون إلى شوارع المدينة وأزقتها مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط العقيد"، مؤكدين أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 500 متظاهر وأن غالبيتهم من الشباب.[17] ثم وقعت اشتباكات في ساعة متأخرة بين مئات المتظاهرين من جهة، وقوات الشرطة وعناصر مؤيدة للحكومة من جهة أخرى. وأسفرت الاشتباكات، حسب مصدر طبي ليبي، عن إصابة 38 شخصا. كما تراشق المتظاهرون بالحجارة مع عناصر من اللجان الثورية، ورددوا هتافات مناهضة للنظام.[18]
وقال شهود عيان أن العديد من الحافلات التابعة للدولة أنزلت حشدا من عناصر اللجان الثورية، تم جلبهم من مدن الغرب، وكانوا محملين بالهراوات والسكاكين ومدعومين بقوات من الدعم المركزي، وأغلقوا عدة طرق رئيسية تؤدي إلى وسط المدينة حيث تجمع المتظاهرون. ثم وقعت صدامات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر ما يسمى باللجان الثورية، في حين ترددت أنباء عن حشد كتائب عسكرية بالمدينة، تحسبا للمظاهرات المرتقبة غداً.[19]
كما خرجت مظاهرات مساء اليوم بمدينة البيضاء شرق ليبيا طالبت بإسقاط النظام شارك فيها المئات وأسفرت المواجهات خلالها وفق شهود عيان عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. وقامت الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بعد أن حاصروا مقر الأمن الداخلي في المدينة.[20] وأفاد الشيخ أحمد الدايخي بأن أربعمائة شخص كانوا لا يزالون حتى حلول الظلام مساء اليوم يرابطون في أكبر ميادين مدينة البيضاء (مفترق طرق الطلحي) وينادون بإسقاط النظام. ووفقا للدايخي فقد ردد المتظاهرون هتافات من قبيل "البيضاء ما عاش تخافي.. يسقط يسقط القذافي" كما أحرقوا سيارة للشرطة.
ووفقا لشهود عيان فإن مدينة شحات شرقي ليبيا القريبة من مدينة البيضاء شهدت هذه الليلة مظاهرات تضامنا مع قتلى احتجاجات البيضاء الذين قدرتهم بعض المصادر بستة قتلى. وأشار الشهود إلى أن المتظاهرين أحرقوا صور القذافي ومركزا وسيارات تابعة للشرطة، في إطار انفلات أمني غير مسبوق، مؤكدين سماع دوي الرصاص في أنحاء المدينة.[21]
كما تظاهر اليوم طلبة عمر المختار فرع درنة داخل الحرم الجامعي بمنطقة الفتائح تضامناً مع مظاهرات بنغازي يوم أمس والتي أسفرت عن إصابة 38 شخصاً. وردد المتظاهرون شعارات منددة بما لاقاه محتجو بنغازي من ضرب على يد "مجموعات مناصرة للنظام وبلطجية وأجهزة أمنية مختلفة".
وقال شهود آخرون إن مدينة المرج (100 كلم شرقي بنغازي) شهدت مظاهرات هذه الليلة أيضاً.
هذا وقد وقد أفرجت السلطات الليبية مساء اليوم عن 110 إسلاميين عشية يوم الغضب.
وقال شهود عيان ووسائل إعلامية إن نحو 13 شخصا سقطوا قتلى في مظاهرات اليوم، بينما تجاوز عدد الجرحى 100 جريح حالة العديد منهم خطيرة.[22]
[عدل] الخميس 17/2/2011 م (يوم الغضب الدموي) أو (انتفاضة 17 فبراير)تظاهر آلاف الليبيين استجابة لنداء قوى المعارضة ونشطاء الإنترنت للمشاركة في ما عرف بيوم الغضب، أو "انتفاضة 17 فبراير".[23]
وقد سقط عدد غير معروف من القتلى والجرحى (65 قتيلاً على الأقل و400 جريح) في صفوف المتظاهرين في عدة مدن بأنحاء ليبيا في صدامات دامية أطلقت أثناءها قوات الأمن و"البلطجية المرتزقة من الأفارقة" الرصاص الحي على المحتجين في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة وإجدابيا. يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه موجة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بسقوط النظام الليبي بما أسموه نشطاء على الإنترنت يوم الغضب أو "انتفاضة 17 فبراير".
بنغازي: وصفت الجزيرة نت ما يجري في مدينتي بنغازي بالمجزرة الحقيقية، حيث أطلقت قوات الأمن والبلطجية الرصاص الحي على صدور المتظاهرين خاصة في شارع جمال عبد الناصر، مما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا (20 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى). وأشارت المصادر إلى أن السلطات تستخدم من أسموهم بلطجية من المهاجرين الأفارقة. ومازال آلاف المعتصمين من المحامين والحقوقيين معتصمين أمام محكمة بنغازي للمطالبة، وفق أحدهم، بوقف إراقة الدماء أولا والإصلاح السياسي بكتابة دستور وفصل السلطات، والحرية والعدالة، وسيقيمون صلاة الجمعة بمكان اعتصامهم. وأشار الشهود إلى أن السلطات استقدمت من خارج بنغازي حافلات لحشود باللباس المدنية تضع خوذات صفراء ومسلحة بالرشاشات والهراوات والسيوف للاعتداء على المتظاهرين، موضحين أن بعض هؤلاء ذوو ملامح أفريقية وليسوا ليبيين.[24]
وقال الصحفي عاطف الأطرش أن السلطات تفرض تعتيما على الأحداث بعدما اعتقلت عددا من الصحفيين في مدينة بنغازي.
البيضاء: وفي البيضاء شرق بنغازي أكد سكان في المدينة تطويق الأمن للمنطقة ومنع دخول وخروج السكان منها، مشيرين إلى أن كتائب أمنية بقيادة خميس نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ترتكب ما أسموها مذبحة إبادة للسكان بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال الشاهد أحمد الحسين من البيضاء نقلا عن مصدرين طبيين في مستشفى المدينة وجود ما بين (25 و35 جثة)[25] إضافة إلى أكثر من 200 جريح غصت بهم ممرات المستشفى الذي لا يمكنه تحمل هذا العدد وسط نقص في الأسرة والمعدات الطبية والأدوية والدم، موجها نداء استغاثة إلى منظمتي الصليب والهلال الأحمر لإنقاذ المصابين. في حين أشار شاهد آخر من البيضاء إلى أن 50% من الجرحى حالتهم خطيرة مع استمرار إطلاق الرصاص والمواجهات حتى الليل.[26]
وسقط الضحايا في البيضاء عقب مسيرة تشييع جنازتي قتيلين سقطوا برصاص الأمن في المدينة مساء الأربعاء، بعد حرق مقار حكومية وأمنية بالمدينة. وتواترت أنباء عن إرسال السلطات الليبية كتائب أمنية تضم في صفوفها عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية إلى بنغازي وأجدابيا والبيضاء في محاولة لإخماد الاحتجاجات. وأن تلك الكتائب أطلقت النار بشكل عشوائي على المتظاهرين في البيضاء، مما أدى إلى إصابة المئات, مشيرة إلى أن من بين القتلى الذين سقطوا أمس طفلا يدعى صفوان عطية صالح قتل بالرصاص عندما دهمت عناصر أمنية أحد المساجد.[27]
وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن البيضاء "باتت في يد الشعب" حيث سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.[28] لكن مصدرا مقربا من السلطات قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوى الأمن أعادت انتشارها حول المدينة وأحكمت السيطرة على كل مداخلها وعلى المطار أيضاً.
درنة: وفي درنة أقصى شرق البلاد أفاد شهود عيان بسقوط (ستة قتلى) إضافة إلى 20 جريحا برصاص قوات الأمن التي وصفها بأنها استخدمت الرصاص بقسوة ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط القذافي. وأشاروا أيضاً إلى أن المتظاهرين أحرقوا مقار حكومية وأمنية، في حين سيطر الشبان المحتجون على ميدان مسجد الصحابة وبدؤوا اعتصاما فيه.
إجدابيا: وفي إجدابيا بضواحي غرب بنغازي قال الصحفيون أن (عشرة قتلى) سقطوا في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الحرس الثوري بعدما تمكن المحتجون من إحراق مبان حكومية، هي مبنى أمانة المؤتمر الشعبي، والأمن الداخلي، والمثابة الثورية، ومقر التوجيه الثوري. وأشاروا إلى أن قوات الحرس الثوري أطلقت الرصاص الحي على المحتجين. وفي السياق ذكرت مصادر للجزيرة نت أن المتظاهرين قاموا بتمزيق الصورة الكبيرة للزعيم الليبي معمر القذافي وسط المدينة. ويخطط المتظاهرون في إجدابيا للمبيت وسطها والاعتصام بساحة الضمان الاجتماعي الذين أطلقوا عليها ساحة التحرير. وشهدت المدينة خروج مظاهرات نسائية لأول مرة تعالت فيها الزغاريد وسط هروب قيادات أمنية من مقاراتها، وفق ما أكد شهود عيان من المدينة للجزيرة نت.[29]
شحات: وشهدت مدينة شحات شرق بنغازي مظاهرات تصدت لها قوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى لم يحدد عددهم، وفق شهود عيان، حيث أحرقت في المدينة مقار حكومية وأمنية.
الزنتان: وخرجت مظاهرات في مدينة الزنتان جنوب طرابلس العاصمة وأحرق المتظاهرون مقر اللجان الثورية, ومركزا للشرطة ومقرا للأمن الداخلي وأسفرت المواجهات عن مقتل شخص على الأقل.
الكفرة: كما امتدت التظاهرات إلى مدينة الكفرة جنوب ليبيا، حيث ذكر بيان من جبهة التبو لإنقاذ ليبيا أن شقيق زعيم الجبهة عيسى عبد المجيد منصور أحرق نفسه في إطار الاحتجاجات المناهضة للنظام الليبي.[30]
وفي لندن: شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة حاشدة ظهر اليوم أمام السفارة الليبية في العاصمة لندن شارك فيها آلاف من المتضامنين مع الاحتجاجات في ليبيا. وفي المقابل تظاهر بضع مئات من المؤيدين للزعيم الليبي معمر للقذافي خارج السفارة، وتدخلت الشرطة عدة مرات في محاولة لمنع المؤيدين من مهاجمة المعارضين. وكان معظم المتظاهرين المؤيدين للقذافي من الطلبة المبتعثين، وكان بعضهم من أفراد الشرطة الليبية الذين يدرسون في مدارس اللغة الإنجليزية في مدينة برايتون بجنوب لندن. واحتشد أبناء الجالية الليبية وعرب وبريطانيون وممثلون عن منظمات حقوقية بريطانية وسياسية أمام السفارة الليبية وهم يحملون لافتات التنديد بالحكومة الليبية والقذافي مرددين الهتافات التي تطالب بإسقاط النظام.[31]
من جهة أخرى بث التلفزيون الليبي اليوم صورا للزعيم معمر القذافي وهو يتجول وسط حشود في العاصمة طرابلس.[32]
وتواترت أنباء عن إرسال كتائب أمنية تضم عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية إلى بنغازي وأجدابيا والبيضاء لإخماد الاحتجاجات، فأطلقت النار عشوائيا على المتظاهرين في البيضاء فأصابت مئات. ووفق مصادر ليبية, رفضت وحدات من الأمن المركزي شرقي ليبيا إطلاق النار، بل وساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية "أفريقية" قيل إنها استُقدمت مع "بلطجية" مسلحين. ورُددت في الاحتجاجات هتافات ضد القذافي، وأحرقت، إضافة إلى المقار الأمنية ومقار اللجان الثورية، نُصُب تمثل الكتاب الأخضر الذي تعتبره القيادة الليبية الدليل الأيديولوجي للبلاد.[33]