أخبر طبيب عراقي شبكة سكاي نيوز أن الأطفال ممن ولدوا مشوهين في المنطقة التي تعرضت لأقوى قصف جوي وبري في الفلوجة لا يزالون في زيادة مستمرة. قبل خمسة عشر شهراً مضت، كشفت الشبكة حصيلة تحقيقاتها المتمثلة بزيادة عدد الأطفال الذين ولدوا مع عيوب خلقية في الفلوجة.
وتزداد المخاوف من ارتباط الارتفاع في عدد الولادات المشوهة في هذه المدينة باستخدام أسلحة دمار شامل (أسلحة كيمياوية/ هيدروجينية/ يورانيوم منضب..) من قبل القوات الأمريكية.
عاد مراسل الشبكة مؤخراً لمعرفة الوضع الحالي وما قد حصل لبعض الأطفال بالعلاقة مع الزيارة الأولى. ففي أيار/ مايو العام الماضي، نشرت الشبكة قصة الطفلة فاطمة أحمد (ثلاث سنوات) التي ولدتْ برأسين. "عندما صورناها بدت فاترة الهمة، ممددة غير قادرة على الحركة وبالكاد تستطيع التنفس." مشاهدة الصورة تثير الصدمة والحزن، بل والرعب. لكن تشخيص الحالة الصحية prognosis للطفلة بدت ميئوس منها، وأنها لن تتمكن من بلوغ تاريخ ميلادها الرابع.
أخبرتنا والدتها- شكرية- قصة ليلة وفاتها. قالت، وهي تمسح دموعها، بأنها بعد أن وضعتها في الفراش، كما هو معتاد، فقد استيقظت مع شعور مروع بحصول خطأ ما. شعرتْ أن لحظة نهاية ابنتها قد حانت، وعندما مسك والدها بيدها، فقد وجدها باردة.. "لقد رحلت" قالها لزوجته المفجوعة distraught.
قابلت الشبكة فتاة أخرى العام الماضي اسمها طيبة عفتان. ولدت مع نمو كبير في جميع أنحاء وجهها. أخذوها للمعالجة في الأردن، وتمت إزالة الأجزاء الزائدة من وجهها، وهي الآن في مرحلة المشي toddler. كان هذا النمو قد غطى نصف جبهة طيبة ويغزو إحدى عينيها، ولما كبرت زاد حجم النمو..
رغم أن العملية الجراحية كانت ناجحة، لكن الطفلة كانت بحاجة إلى المزيد من العمليات الجراحية، وتكلفت عائلتها في سفرتها العلاجية الأخيرة كل ما بقي لديها من مال.
منذ تحقيقاتها الأولى، صار لدى الشبكة ملف جديد عن حالات الأطفال المشوهين في الفلوجة. هناك حالات كثيرة من أشكال التشوهات التي ظهرت على الأطفال المصابين وهي تتنوع من الأطراف إلى البطن صعوداً إلى الوجه والرأس.. ولا يستثنى من ذلك حالات الأجنة المشوهة deformed fetuses التي لم يكتب لها الحياة.
لا يوجد تفسير دقيق للعوامل التي تسببت في هذه التشوهات، ولا توجد أرقام للمقارنة مع تلك الحالات لما قبل عقد أو أكثر في ظل النظام العراقي قبل الاحتلال!! (أسلوب للتمويه على استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب والأسلحة الهيدروجينية من قبل المحتل الأمريكي، كما وردت في تقارير وشواهد عديدة منشورة)..
كل ما لدينا من أدلّة تستند إلى ما يقوله الناس مراراً وتكراراً بأن هذه التشوهات مرتبطة بالقصف الأمريكي العنيف لمدينة الفلوجة العام 2004. الناس يطالبون بإجراء تحقيق مستقل لبيان أنواع وآثار الأسلحة التي استخدمت، بضمنها الفسفور الأبيض..
ولكن منذ بدأنا بنشر نداءات لتوفير مساعدة لأهل الفلوجة، يبدو أن الأمور سارت نحو الأسوأ. الدكتور أحمد عريبي- طبيب أطفال متخصص في الفلوجة- قال أن أعداد التشوهات التي يتعامل معها زادت منذ العام الماضي..
..( يتوجب بالضرورة تنظيف بيئة العراق، بخاصة الأماكن المضروبة
بأسلحة اليورانيوم المنضب وما يماثلها، لأنها غير قابلة للحياة)..