لفوضى تجتاح ملعب 19 ماي وسعر التذاكر يصل إلى 4 آلاف دينار
عاش أمس، ملعب 19 ماي بعانة أجواء مشحونة بسبب توافد الآلاف من الأنصار إلى الشبابيك من أجل اقتناء تذاكر الدخول للمباراة المرتقبة يوم الأحد القادم، بين المنتخب الوطني ونظيره المغربي، في المرحلة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا 2012.
* وقرعت أجراس الخطر بضرورة إعادة كل الحسابات فيما يخص الأمور التنظيمية لمواجهة الجزائر ضد المغرب، لكون المسؤولين كانوا قد أعدوا العدة لاستقبال جمهور رياضي، لكن المعطيات الأولية كشفت أن عصابات حقيقية متسللة بين الأنصار تخطط لتحويل العرس إلى مأتم، وتقوم باعتداءات أقل ما يقال عنها أنها رهيبة وفظيعة. * حظيرة الملعب مكتظة عن آخرها في السادسة صباحا
# يخيل لكل من مر بالقرب من ملعب 19 ماي أمس، أن مباراة الأحد قد تم تقديمها لصبيحة البارحة لكون حظيرة الملعب امتلأت عن آخرها بالسيارات والأنصار الذين نهضوا عن بكرة أبيهم وتوجهوا إلى الملعب بداية من فجر أمس، وفي السادسة صباحا كان الشبابيك الـ20 مكتظة عن آخرها بجموع الأنصار الذين توافدوا من كل مكان، وهو ما لاحظناه في حظيرة السيارات التي كانت تعج بأرقام مختلف الولايات. # # فوضى كبيرة أمام شبابيك الملعب والكل يتفرج # افتقد الإقبال غير العادي للأنصار لأدنى شروط التنظيم، بل وصل إلى حد تجاوز الأخلاق العامة، حيث لم تعد هناك أية مكانة "للضعفاء" أمام الأكشاك، وكانت لغة الأسلحة البيضاء هي المسيطرة، وكل هذا قبل الشروع في عملية البيع التي انطلقت بعد التاسعة صباحا، ومعها ازداد هيجان المشاغبين الذين فرضوا قانون الغابة للوصول إلى شبابيك البيع أمام أنظار الجميع. # # لصوص الهواتف النقالة بقوة
# برزت أمس، بحظيرة ملعب 19 ماي ظاهرة السطو على الهواتف النقالة، وكان أغلب الضحايا من الشبان الصغار الذين قصدوا الملعب لاقتناء تذاكر الدخول للمباراة، فإذا بهواتفهم تسلب منهم عنوة، وأكثر من ذلك فهناك من تم تهديده بالخناجر لتجريده من كل ما يحمل معه من أموال. # # الدخول إلى الملعب لمن استطاع إليه سبيل # وصولنا إلى الملعب تزامن وحالة الفوضى التي كانت موجودة، حيث كان علينا المخاطرة من أجل الوصول إلى البوابة الرئيسة في ظل تساقط الحجارة من كل مكان، وكان الدخول إلى الملعب يشبه المهمة شبه المستحيلة، حيث كان العشرات من الأنصار يرابطون أمام المدخل في محاولة منهم لإيجاد أي منذ ومغافلة رجال الأمن الذين كانوا يتواجدون بقوة. # # لسنا هوليغانز.. نحن نعاني من أجل تشجيع الجزائر http://www.echoroukonline.com/ara/files/articles/photo/anaba/3.jpg # عند الوصول إلى مدخل الملعب، كان علينا إبراز بطاقاتنا المهنية من أجمل السماح لنا بالمرور، وهنا استغل الكثير من الأنصار الفرصة للاقتراب منا: "من فضلكم لا تقولوا عنا هوليغانز، لأننا نعاني هنا من أجل اقتناء تذكرة للدخول إلى الملعب وتشجيع المنتخب الوطني" قال أحدهم الذي أشار إلى رجله، أين أكد انه معاق لكن ذلك لم يمنعه من أجل المغامرة للحصول على تذكرة. # # الأنصار يقتحمون البوابات والأمن يطاردهم
# ومع مرور الوقت ازدادت هيستريا الأنصار، حيث قام البعض منهم بمجازفة حقيقية بعد صعودهم فوق الحواجز الحديدية، وهو ما تسبب في إصابة العشرات منهم، كما قام البعض باختراق البوابة الرئيسية، حيث تسرب العشرات إلى داخل الملعب، وهو ما دفع بعناصر الأمن إلى مطاردتهم من أجل إخراجهم، خاصة أن الأمور كانت تنبئ بالأسوأ. # # سيوف وخناجر لسلب التذاكر # ولأن أعداد الجماهير فاقت كل التوقعات، حيث استحال على البعض الوصول إلى الشبابيك، قام البعض برمي الحجارة والاستعانة بالكلاب من أجل إبعاد الأشخاص الذين كانوا في الأمام لأخذ أماكنهم، وهو ما حول الأماكن أمام شبابيك البيع إلى ساحة حرب. # ما حدث أمس، لم يكن لأي أحد يتوقعه، خاصة بعد إقدام بعض أشباه الأنصار على استعمال السيوف والخناجر من أجل سلب بعض المحظوظين التذاكر التي اقتنوها وذلك قصد إعادة بيعها في السوق السوداء، وهي ظاهرة لم تحدث من قبل في أي ملعب آخر، وهو ما دفع البعض إلى إخفاء التذاكر أكثر من إخفائهم للنقود. # # التذكرة وصلت إلى 4000 دج في السوق السوداء # عندما يصل أي محظوظ للشباك، فإنه ودون أن يسأله البائع يقتني3 تذاكر ورغم أن ثمن الواحدة 200 دج فقط، إلا أنه قفز إلى أضعاف مضاعفة، ففي الساعات الأولى وصل إلى 2500 دج، وهناك الكثير من اشتراها بهذا السعر، وهو ما دفع الانتهازيين لإيصاله إلى مبلغ 4000 دج.. ويبقى مرشحا للارتفاع أكثر فأكثر. # # خيم داخل الملعب لإسعاف المصابين # هذا ونصبت عناصر الحماية المدنية خيمتين داخل الملعب من أجل إسعاف الأنصار الذين تعرضوا إلى إصابات مختلفة، كما تم إسعاف بعض عناصر الأمن الذين أصيبوا برشق بالحجارة في الوقت الذي كانت سيارات الإسعاف تنقل الذين تعرضوا إلى إصابات خطيرة إلى المستشفى. # # ليونة رجال الشرطة عقدت الأمور # وماعقد الأمور هو أن السيارات التابعة إلى لشرطة ورغم أنها كانت على الثامنة صباحا 30 سيارة، إلا أن رجال الشرطة فضلوا التعامل بليونة مع المشاغبين، وهو ما استغله الانتهازيون الذين عاثوا في ساحة الملعب فسادا. # # امرأة تبكي وأخرى تبحث عن ابنها # ولأن ما حدث أمام الملعب كان مأساويا، فقد دفع ذلك بعض النساء التنقل إلى الملعب من أجل البعض من أبنائهم، حيث صادف خروجنا من الملعب وجود امرأة تبكي وهي تبحث عن ابنها الذي قصد الملعب من أجل شراء تذكرة لمباراة الأحد، كما كانت بعض النسوة يراقبن الوضع من بعيد وعلامات الأسى بداية على وجوههن. # # الجرحى بلا حساب ورجال الإسعاف لم يجدوا طريق الخروج
# تم وضع 3 خيمات بالملعب حتى تستعمل كنقطة للاستعجالات الطبية يوم المباراة، لكن أمام فظاعة الأحداث، اضطر رجال الإسعاف إلى فتحها أمس لاستقبال الجرحى وحالات الإغماء والصرع التي عانى منها الكثير من الأنصار. # # فعلها المسؤولون ودفع ثمنها أبناء الشعب # ويبقى الاستفهام المطروح على لجنة التنظيم، هو ما سبب حصر عملية بيع التذاكر في نقطة واحدة، لأن هذا الأمر يجعلها تتعب نفسها بنفسها، كما أنها أخطأت أيضا في تحديد يوم أمس لتسليم الاعتماد لرجال الإعلام، وهو ما جعل الصحفيين يجدون صعوبات بالغة للدخول إلى الملعب. # # تهديدات باقتحام الملعب يوم المباراة # الفوضى تتواصل، فبعد اقتحام ملعب شابو في أول حصة تدريبية للخضر وما حدث أمس عند طرح التذاكر للبيع، يطرح علامات الاستفهام حول قرار المنظمين بفتح الأبواب يوم المباراة على الحادية عشرة صباحا، وهو ما جعل الكثير من الأنصار الذين عجزوا عن شراء التذاكر يهددون من الآن باقتحام الملعب في الساعات الأولى، وهذا كاف لتجنيبهم عناء البحث عن التذاكر... فكيف سيكون رد فعل المنظمين؟ #
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي