freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: نساء بنغازي:سنطارد القذافي ولو بأظافرنا السبت مارس 26, 2011 8:26 am | |
| نجاح قبلان: نجحنا في إعداد شعارات للثورة وهناك كثيرات يشاركن في عملية التعبئة
لا تزال هي نصف المجتمع وتلعب دورا رئيسيا في حياة الرجال خاصة في النوازل والمصائب من الأمور، إنها المرأة التي نزلت إلى الشارع العربي، أسوة بالرجال وإن كان هذا بأعداد أقل، لإثبات وجودها في ثورات من شأنها أن تغير وجه العالم العربي، في ظاهرة يأمل مراقبون أن تكون مقدمة لمشاركتهن الفاعلة في المستقبل في القيادة السياسية للديمقراطيات الناشئة.
ولعبت النساء دورا في الانتفاضات والثورات القائمة في المنطقة والأمر الأساسي يكمن في حقيقة أنهن موجودات في الشارع وهذا في حد ذاته يدفع إلى التفاؤل والإعجاب، شاركت آلاف النسوة، بعضهن يرتدين الجينز والـ"تي شيرت" وأخريات بالحجاب، في التحركات الاحتجاجية التي قادها العنصر الشبابي في تونس، مصر والبحرين واليمن وليبيا، للمطالبة بالإصلاحات في دول محافظة منذ عقود ولا تتمتع فيها النساء إجمالا بحقوق واسعة. وتنقل شاشات التلفزة يوميا من مختلف الدول التي تشهد تظاهرات، صورا لنساء جريئات يقفن أمام الكاميرا يطالبن بالتغيير وبالحريات. ربما يكون الهدف الرئيسي من الثورات إسقاط الأنظمة، إلا أنها نجحت أيضا في كسر التقاليد البالية التي تقول بوجوب بقاء النساء في منازلهن بعيدا عن الحياة العامة. إن هذه الثورات "هي أيضا ثورات اجتماعية، ودور المرأة يكمن في المساعدة على بناء مجتمع جديد في الوقت نفسه، نشطت النساء عبر صفحات التواصل الاجتماعي الالكتروني والمدونات، في محاولة للقيام بدور فاعل في التغيير الحاصل في مجتمعاتهن". في ميدان القتال وفي الثورة الليبية شهدنا النساء من كل الأعمار يشاركن في المسيرات والمظاهرات ويقاتلن للحصول على حقوق الليبيين رجالا ونساء، ولقد شهدنا أمهات ليبيات يقدمن أبناءهن فداء لمستقبل أفضل ومن أجل الحرية والكرامة في ليبيا الحبيبة، وكذلك شهدنا الطبيبات والممرضات اللواتي تفانين في إسعاف وعلاج آلاف المصابين والجرحى، كما شهدنا نساء يعملن بجد ودون كلل على الجبهات الإعلامية والسياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، ولا أخفيكم القول بأن المرأة الليبية كانت تقف على الجبهات مع الرجال وسط المعارك الدائرة ضد نظام القذافي، فقد وجدناها تحمل الماء والغذاء للمقاتلين وسط المعركة دون خوف من القتال الدائر . ولقد لعبت مشاركة النساء بقوة في ثورة ليبيا دورا حاسما في نجاحها، فهن اللواتي أنجبن الأبطال وهن اللواتي يحرضنهم على الانخراط في مقارعة الطاغية. والليبيات انخرطن في الثورة.. بدون الخروج عن التقاليد في كتابة اللافتات أو تحضير الطعام للمحتجين، وتقول السيدة زهرة المسماري - مدرسة في إحدى مدارس بنغازي لـ الشروق : نحن مجموعة من النساء نجتمع في إحدى المدارس ونقوم بتحضير المياه والطعام للمتظاهرين والثوار، نجهز مئات الساندويتشات والطعام الساخن والمياه لنرسلها لشبابنا على الجبهة. ولا يزال هناك أخريات ليبيات يجتمعن يوميا في ميدان الشهداء في بنغازي ـ حيث روح عمر المختار تحلق في سماء المدينة التي تنسمت طعم الحرية بعد أربعة عقود- يساهمن مع أولادهن وبناتهن في كتابة اللافتات التي تحمل شعارات مؤيدة للثورة، وهناك اللواتي يشاركن بالأهازيج والأغاني والزغاريد لعرس الشهيد، والكل رجال ونساء يجمعهم هدفا واحدا وهو العمل معاً لتصبح ليبيا وطن العدالة والمساواة للجميع. وتقول -نجاح قبلان ـ إحدى الناشطات الليبيات ـ أن نساء ليبيا نجحن في إعداد شعارات للثورة الليبية، وهناك نساء كثيرات يشاركن في عملية التعبئة، من دون أن يسقطن من حساباتهن الدور الذي ينسب إليهن في مجتمع محافظ. نجاح قبلان محجبة كما غالبية النساء الليبيات، وهي تعمل كمراقبة للغة الإنجليزية في قطاع التعليم المدرسي، وتضيف قبلان: نجمع الشعارات التي يؤلفها الناس ونخطها على لافتات لنعلقها من ثَمَّ في الشوارع، وإنه عمل عائلي وإن ولدي يعملان معي. حتى رحيل العقيد توضح نجوى الطير (الموظفة الشابة في إحدى شركات النفط): "نحن كنساء نحضر المياه والطعام للثوار، وسنبقى هنا حتى رحيل القذافي.. يكفينا 42 عاما.. نحن نريد الحرية، وتلفت الشابة التي ارتدت لباس المتطوعين الموحد إلى أن التقاليد تقضي بالتظاهر بشكل منفصل عن الرجال وأنا أفضل ذلك". أما زهى المنصوري الطالبة في اللغة الإنكليزية والابنة الوحيدة لوالديها، فتؤكد، "والداي يشجعانني على الانخراط في التحركات ولا أعتقد أن العلاقة بين الرجال والنساء ستتغير بعد سقوط النظام". وتؤكد نعيمة يماني التي اصطحبت أطفالها ليرسموا على وجوههم العلم الأول لليبيا المستقلة، علم الملكية بألوانه الثلاثة الأحمر والأسود والأخضر، أنها هنا منذ بداية الثورة هي وأولادها"، مضيفة: "لم نشعر بالخوف فنحن جميعا متحدون". وهناء الجلال (من المتحدثات باسم الانتفاضة) تقول "نجد ثلاث نساء من بين الأعضاء الـ13 لتحالف الثورة.. اثنتان منهن غير محجبتين" وتتذكر قائلة: "بكينا مع الرجال.. وتشاركنا الانتصارات معا، لكن بما أننا مسلمون فالرجال يحرصون على حماية النساء من التدافع تماما كما هي الحال مع الأطفال". وتعليقا على تصريحات الزعيم الليبي الذي يعتبر معارضيه مجرد مجموعات معزولة، تصرخ فاطمة المدقوب "القذافي كذاب كبير. لا أحد يريده! فليذهب إلى إسرائيل لا مكان له في هذه البلاد، وفي الواقع لا تقر أي امرأة ليبية بما أنجزه العقيد القذافي في مجال حقوق المرأة خلال فترة حكمه. وتقول أسماء نوح (طالبة جامعية): "لقد نزلت لمشاركة النساء في إعداد الطعام وتحفيز الشباب على القتال بعد أن ودعت حبيبي وخطيبي الذي ذهب إلى القتال في أجدابيا ولازلت أذكر آخر كلام قاله لي" ـ وقالت والدمع يذرف من عيناها: "قال لي لا تخافي سأعود اليك يا حبيبتي حتى نتزوج وإن لم أعد ستأتي الي حتى نتزوج في الجنة". أم الشهيد تستقبلنا بالزغاريد وفي مشهد غاية في التأثير تحركت مع العديد من شباب "ائتلاف شباب ثورة 17 فبراير" بمسيرة لتعزية أسر الشهداء وأمهاتم وتقديم المساعدات العينية والمبالغ النقدية لتلك العائلات من أجل رفع معاناة بعض الأسر التي فقدت أبناءها في الحرب الدائرة ضد نظام القذافي ولو بشيء يسير. وبينما كان الشباب في مسيرتهم في إحدى ضواحي بنغازي وحينما اقتربنا من بيت عزاء الشهداء، فوجئنا بأن أم الشهيد، كانت في طليعة المستقبلين لتلك المسيرة، وما إن اقترب الشباب من تلك العجوز حتى استقبلتهم وهي تزغرد وتطلب منهم ألا يبكوا وألا يحزنوا. إلا أن المشهد كان أقوى من عزيمة الرجال، فقد قبل رأس تلك العجوز كل الشباب المعزين وامتزجت دموع من الفرح والحزن، ورغم تجلد بعضهم عن البكاء إلا أن الدموع كانت أسبق إلى الجفون. والغريب أن الرجال بكوا وذرفوا الدموع، لكن الأم وهي العجوز الثكلى سبعينية العمر كانت أصبر من الجميع وظلت تردد: "ابني لم يمت هو في الجنة، لا تبكوا سوف نلتقي به قريباً" ثم رددت الأم جهدها من الدعاء على القذافي وأبنائه وأعوانه، وهمهمت العجوز بأبيات من الشعر الشعبي من موروثات الليبيين إبان حقبة الجهاد ضد الغزو الإيطالي، لكن في النهاية ترى كم سنعزي من العجائز، وكم سنذرف من دموع حتى ينتهي هذا المسلسل الدامي الذي يديره العقيد وكتائبه ضد شعبه؟ من إعداد الطعام واللافتات إلى التعبئة في المعارك ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|