يشير بحث بريطاني جديد إلى أن استخدام أكثر من مبيد واحد في مكافحة الآفات الزراعية قد يزيد من احتمال الإصابة بأضرار صحية بين المستهلكين.
وقد أدت هذه النتائج، التي كشفت عنها البي بي سي، إلى دعوة وجهت للحكومة البريطانية للقيام بمراجعة الحد الأدنى الآمن لمخلفات المبيدات المسموح به في المواد الغذائية.
وتتعرض مختلف أنواع المنتوجات الغذائية في الأصناف التي نتناولها إلى نوع أو لآخر من المبيدات في مراحل إنتاجها.
وبالرغم من أن معظم المواد الكيماوية الموجودة في المبيدات تختفي عند وصول المواد الغذائية للمستهلك، أن الآثار الكيماوية المتبقية يمكن أن تظل عالقة فيها.
وتشير التقديرات الحكومية البريطانية إلى أن 40 بالمئة من المنتوجات الغذائية تحتوي على آثار المبيدات.
ويعزو العلماء العديد من المشاكل الصحية خلال السنين القليلة الماضية، مثل زيادة حالات السرطان والعقم عند الرجال، إلى الاستخدام المفرط للمبيدات في أساليب الزراعة الحديثة.
زيادة الضرر
فقد وجد عدد من العلماء في جامعة ليفربول البريطانية أن استخدام مزيج من عدة أنواع من المبيدات يشكل ضررا على الخلايا البشرية أكثر من استخدام كمية مماثلة من مبيد واحد.
فقد أجريت التجربة، التي يتوقع أن تنشر نتائجها العام القادم في مجلة كونتري فايل البريطانية، على أنسجة مأخوذة من الدماغ.
وقال الدكتور المشرف على الدراسة، فيفيان هاورد، للمجلة إن التجارب التي تجري عادة على المبيدات لا تتناول مزيجا من المبيدات بل مبيدا واحدا فقط.
وقال إنه من الممكن استيعاب تعقيد المشكلة لو تذكرنا أن كل فرد منا يحمل في جسمه المئات من المواد الكيماوية التي لم تكن موجودة قبل خمسين أو ستين عاما.
وتبين الدراسة الجديدة أنه في بعض الحالات تتضاعف كمية السموم في المواد الغذائية إلى عشر مرات أكثر من المتوقع عند استخدام مزيج من المبيدات.
وقال الدكتور هاورد إن الأجنة معرضة أكثر من غيرها إلى الإصابة بتلف الدماغ من آثار السموم الموجودة في الطعام الذي تتناوله الأم.
لكن لجنة حكومية استشارية بريطانية تعنى بقضايا المبيدات طمأنت المستهلكين البريطانيين من أن كمية مخلفات المبيدات الموجودة في الطعام التي تسبب مشاكل صحية اقل بكثير من الحد الأدنى المسموح به، مؤكدة على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث بهذا الخصوص.