قال عضو المركز الدولي للأمن الغذائي سيبستيان أبيز إن مسألة الأمن الغذائي على المدى القصير في منطقة حوض المتوسط لا تبعث على التفاؤل في ظل التغييرات المناخية الحاصلة فيها، من تذبذب في التزويد بالمياه والتصحر، الى جانب غياب استراتيجية واضحة من شأنها ضمان الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الاستيراد. حذر سبستيان أبيز، في ندوة نظمها، أمس، بالعاصمة الجزائر، المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة حول الأمن الغذائي في منطقة الحوض المتوسط، دول الضفة الجنوبية، التي تضم الجزائر من خطورة ارتفاع فاتورة استيراد المواد الغذائية واسعة الاستهلاك وفي مقدمها الحبوب والبقول الجافة، وهذا من سنة لأخرى، حيث تحتل الجزائر المرتبة الخامسة عالميا من حيث استيراد القمح أي نسبة 5 من المائة من الانتاج العالمي، رغم جهود الدول والامكانيات، التي وضعتها من أجل تقليص هذه الفاتورة الهامة.
وفي هذا السياق أضاف المحاضر أن مشكلة الأمن الغذائي في منطقة الحوض المتوسط، وعلى وجه الخصوص الضفة الجنوبية، هي اليوم أكثر عرضة لأزمة غذائية، لأن دول الشمال لها سياستها التي تضمن لها عكس ذلك لأكثر من سبب يكمن حصرها في التغيرات المناخية، التي تحدث بين الحين والآخر، سواء كانت فيضانات، حرائق وتصحر الى جانب تراجع منسوب المياه في المنطقة، حيث نجد 80 بالمائة من مخزون المياه موجود في دول الشمال بصفة عامة، الوضع الذي يؤثر على الزراعة ونمط تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، حيث نجد أن 40 من المائة سكان المغرب يشربون مياه غير صالحة، ما يسبب مع مرور الوقت ظهور الأمراض، داعيا الى عقلانية استغلال المياه وتجنب التبذير، خاصة في القطاع الفلاحي باعتماد التكنولوجيات الحديثة في السقي من جهة، الى جانب غياب حوار شفاف .
كما أثار محدثنا مشكلة التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية، على غرار ما يحدث في منطقة الهضاب العليا في الجزائر، كما أن 90 بالمائة من الأراضي الزراعية في دول الضفة الجنوبية قد استغلت وأصبحت غير صالحة للزراعة .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي