تضافرت جهود العباسين والعلويين ( أنساب علي بن أبي طالب ) للقضاء على الدولة الأموية , وعندما نجحت الثورة استأثر العباسيون بالحكم دون العلويين مما جعل هؤلاء يقفون موقف العداء من العباسين ويتمردون عليهم لأنهم أهل البت فقامت ثورات لأبناء عبد الله الكامل بن الحسن الثاني ابن الحسن الأول من علي بن أبي طالب حيث كانوا يقيمون في وادي السباع قرب مكة .
ففي عهد الخليفة الهادي العباسي الذي تولى الخلافة عن والده المهدي عام 168 هجري . قام إدريس و أخيه يحيى أبناء عبد الله الكامل و أتباعهما بثورة على الخليفة في موسم الحج بمكة المكرمة وسميت معركة الفخ التي وقعت عام 169 هجرية , فشلت الثورة وسيطر الخليفة العباسي على الوضع وبدأ بمطاردة إدريس و أتباعه . أما يحيى فقد هرب باتجاه اليمن ( بلاد الديلم )ثم عفا عنه الخليفة وعاد إلى مكة ثم تخلص منه .
بعد موقعة الفخ هرب إدريس إلى مصر ومنها إلى المغرب العربي عام 172 هجرية فالتف حوله قبائل البربر لصلته برسول الله صلى الله عليه وسلم واستوطن مدينة ( وليلي ) ومعه خادمه راشد وأصبحت تلك المدينة تعرف باسم مدينة مولاي إدريس . وتزوج من بربرية مسلمة تدعى كنزة.(( البربر قبائل متعددة في المغرب العربي تسمى الآن: أمازيغ ))
بعد وفاة الخليفة الهادي تولى الخلافة من بعده أخوه هارون الرشيد , الذي أدرك أنه لا يمكن القضاء عليه بقوة السلاح , فأرسل له رجلاً مشهورا ً بالدهاء هو سليمان بن جرير الشماخ فتقرب من إدريس بحجة سخطه على العباسيين فأصبح من خواص الأمير وتمكن من دس السم له فمات عام 177 هجرية ولم يكن له ولد لكن زوجته كانت حاملاً فحرص خادمه راشد الحفاظ على إمارة الأدارسة فطلب من أتباعه التريث حتى تضع الزوجة مولودها . فوضعت صبيا ً سمي إدريس الثاني ولي الخلافة بالوصاية حتى أصبح بالغا ً فتسلم الخلافة بعد مبايعة قبائل البربر وغيرها من القبائل وشرع عام 192 هجرية ببناء مدينة فاس و اتخذها عاصمة له . وتطورت بعهده المدينة فضرب العملة و سيطر على الطرق الصحراوية في كافة أنحاء المغرب , وكانت سلطة إدريس دينية أكثر منها سياسية , وبعد وفاة إدريس الثاني عام 218 هجرية تولى الخلافة من بعده ابنه الأكبر محمد وبناء على توصية من جدته كنزه وزع المغرب إلى إمارات عين أخوته أمراء لكل إمارة و احتفظ لنفسه بلقب الإمام و إدارة العاصمة وعهد لأخوته وعلى عاتقهم نشر الإسلام بين البربر .
توفي الامام محمد وتولى ابنه علي بن محمد الخلافة وبعد وفاته خلفه أخوه يحيى بن محمد الذي وسع مدينة فاس و أقام بها العمران ورحل إليها الناس من كل صوب .
وقد ورد في كتاب الحل البهاء لابن الآبار مايلي ( وبعد وفاة الخليفة محمد تولى الخلافة ابنه يحيى . ))
في هذه الأثناء قامت الدولة الفاطمية في تونس وكان عليها إنهاء الدولة الادريسية في المغرب فتحالف الفاطميون مع بعض قبائل البربر المعارضة و أرسلوا الحملة تلو الأخرى وكان الأدارسة يعيدونها في كل مرة وكان أخرها في عهد الخليفة يحيى عام 305 هجرية حيث هزم يحيى الإدريسي ولم يستلم الأدارسة فأرسلت لهم حملة أخرى عام 309 هجرية أخرج الادراسة على أثرها من تلمسان وشواطئ المتوسط وتنقل يحيى بين بلاد الريف حتى توفي عام 332 هجرية .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________