الموهبة .. هي قدرة بشرية طبيعية وذات قيمة متميزة .. وهناك مؤشرات واضحة لاستكشاف الموهبة منها القدرات العقلية وتقدير الذات والدافعية والابتكارية والقدرة علي حل المشكلات والقدرة علي القيادة بالإضافة إلى مجموعة المواهب الخاصة .. والقدرة علي الإنجازات الغير عادية .. والطلاقة اللغوية والمثابرة.
وهناك العديد من البرامج الحديثة التي تسمح برعاية الموهبة عن طريق الإثراء وخلق المناخ المناسب للكشف عن الموهبة ورعايتها عن طريق استخدام منهج يسمح بالتقييم ..
ومن خلال الأدوات التي تستخدم لتحقيق هذه المهمة. ولكن في البداية .. لابد وأن نحدد تعريفا دقيقا لمفهوم الموهوبين وهل هذا المصطلح يتعلق بالقدرات العقلية فعلا .. أو المنطق الرياضي إلي غير ذلك من المعاني علي أنه من المهم جدا أن نعرف أن سن الاكتشاف لابد أن يكون في المراحل العمرية المبكرة وهناك وجهات نظر مختلفة حول السن المناسب لاكتشاف الموهبة ورعايتها .. فهناك من يري أن أفضل سن للاكتشاف هو ما بين 6 ــ 8 سنوات ..
وهناك من يري أن السن المناسب هو 5 سنوات والبعض يري أنها 4 سنوات وبالنسبة لما يحدث في ولاية جو رجيا بالولايات المتحدة الأمريكية فإننا نتبني الرأي القائل بأن سن الاكتشاف المناسب هو 5 سنوات علما بأن من المهم جدا هو التأكيد علي أهمية توعية الأهل بأهم المحددات التي تكشف عن الطفل الموهوب .. ونلفت نظر الأهل هنا إلي أن لغة الطفل تعتبر من عوامل الكشف المبكر عن الموهبة. وبالنسبة للمدرسة فأنها الطرف الآخر الفاعل في عملية الكشف عن الموهبة .. ولعل مما أود أن أطرحه هنا .. هو أننا في الولايات المتحدة الأمريكية لدينا قانون يرغم المدرسة التي بها موهوبون علي أن تقدم لهم برامج اثرائية خاصة. قضية أخرى نعتني بها في تجربتنا مع الموهوبين وهي تتعلق بالأطفال الموهوبين الذين يصلون إلى المراحل الثانوية والجامعة وهنا تتحول جهودنا ليس لاكتشاف الموهبة ولكن للتعرف علي مدي قوة الموهبة واثرائها
أما عن وسائلنا في اكتشاف الموهوبين فهي عن طريق اختبارات سرعة التحصيل والاختبارات والابتكارية .. ومن خلال ترشيحات المعلمين وأولياء الأمور وأيضا الزملاء في الدراسة، ولدينا إيمان راسخ بأن دور المعلم هو دور أساسي في اكتشاف وتنمية الموهبة ولكن من المهم أن يراعي هذا المعلم سمات شخصية الطفل الموهوب لأنه طفل مستقل ، ومرن ولديه القدرة علي التدريب وعلي المثابرة.
وفي بعض الدول الأخرى مثل أسبانيا وألمانيا ، كوستاريكا والصين والولايات المتحدة الأمريكية .. يكون هناك مستشارا تربويا خاصا يتعامل مع الطفل الموهوب لأنه تكون لديه قدرة فائقة للتعامل معه
وهناك منحى آخر ينادى بضرورة التركيز على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتطوير الطفل الموهوب ولا ننسي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .. ونحن نؤمن بموهبتهم ولكن اكتشافها لا يتم بسهولة من جانب الأهل ، لأن هؤلاء الأطفال يحتاجون للغة خاصة للتعلم ، تلك اللغة التي لا يملك وسائلها عادة الأهل، ومن هنا لابد أن تقدم هذه الرعاية المتخصصة لهم من قبل المتخصصين
أخيرا .. فإن النجاح في رعاية الموهبة لابد وأن يحظي دائما بالتقويم لتحقيق أقصي فائدة مرجوة منه.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي