لا ينشغل المريض بشيء في حياته قدر انشغاله بالرغبة في الشفاء، وشهر رمضان يمثل فرصة عظيمة للمرضى النفسيين لتحقيق هذه الرغبة؛ وذلك لارتباطه بكثير من العبادات التي تعطيه سلاحا واقيا يتخطى به الأزمات والتوترات النفسية، بحسب خبير نفسي.
ومن هذا المنطلق يؤكد الدكتور ممتاز عبد الوهاب -أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة- أن التقرب من الله يعطينا الأمل ويمنحنا الراحة النفسية والطمأنينة، فالإنسان يحتاج إلى الحماية من قوة كبيرة تدفع عنه الشر والضرر وتحميه من مستقبل غامض لا يعرف عنه شيئا، ولاشك أن المجهول هو أكثر ما يخيف الإنسان ويربكه ويسبب له التوتر والقلق.
"وعندما يقترب الإنسان من ربه –يضيف عبد الوهاب- فإن هذا يعطيه إحساسا بالطمأنينة، والإحساس بالعدالة يجعل الإنسان يتحمل ظروفه الصعبة التي تواجهه في الدنيا وما قد يتعرض له من ضغوط وأحيانا إحساسه بالظلم؛ لاقتناعه بأن الله سوف يعوضه، مما يعطيه الراحة النفسية والهدوء والصبر على الابتلاء طمعا في الأجر عند الله".
ويشير د. عبد الوهاب إلى أن المرضى النفسيين في حاجة إلى هذا الشهر الكريم لأنه يساعدهم على استعادة توازنهم النفسي، فالاقتراب من الآخرين والتفاعل معهم هو من أهم العوامل التي تساعد على الراحة النفسية، خاصة وأن كثيرا من المرضى النفسيين يعانون من الوحدة والانعزالية وهي من أكثر الأعراض التي يعاني منها المريض النفسي.
صلة الأرحام
لكن شهر رمضان يواجه هذه الأعراض باجتماع الأسرة على الطعام في وقت واحد والصلاة في جماعة وبالزيارات الأسرية، وكل هذه عوامل تساعد المريض النفسي على الاندماج في المجتمع والخروج من عزلته فيتفاعل ويشارك مع الآخرين، بحسب صحيفة الأهرام المصرية.
ولقد وجد أن من أكثر العوامل التي تقي الإنسان وتحميه هو وجود شبكة اجتماعية من الأصدقاء والأقارب تدعمه وتساعده، وهو ما يتوافر في هذا الشهر الكريم، كما أن رمضان فرصة لتطهير النفس والتخلص من الذنوب، مما يضفي على الإنسان راحة نفسية، ويخلصه من مشاعر تأنيب الضمير، ومن العادات السيئة مثل التدخين، مستغلا فترات الصيام والانشغال بالعبادات، بحسب د عبد الوهاب.