أظهرت دراسة أجريت مؤخرا على عدد من الطلبة قدرة نصفي المخ الأيمن والأيسر لذوي القدرات العقلية فوق المتوسطة على التفاعل والمشاركة في التعامل مع المعلومات. وكانت الدراسة التي نشرتها مجلة النيوروسيكولوجي أوالطب العصبي النفسي بمعهدالجيش الأميركي للعلوم السلوكية والإجتماعية "بفورت بنينغ" بجامعة ملبورن باستراليا، قد قارنت بين ردود الفعل الطبيعية للطلبة أصحاب المواهب في الرياضيات والحساب والطلبة العاديين. وشارك في الدراسة 60 طالبا خضعوا لاختبارات على أجهزة الكمبيوتر تتطلب التوفيق بين أشكال وحروف منظورة. وقام الطلبة العاديين باستخدام نصف واحد من المخ سواء كان النصف الأيمن وذلك لفهم الأجسام المنظورة او الأيسر لتحليل أجزائها.
أما الطلبة الموهوبين فقد كانوا أسرع في الإجابة على أسئلة الاختبارات وفي استخدام أحد شطري المخ في الفهم والتحليل، كما أظهروا قدرات ترجح وجود نوع من التعاون بين نصفي المخ في التعامل مع المعلومات التي يستقبلها.
يرجح دكتور مايكل أوبويل الطبيب النفسي في جامعة ملبورن وأحد ناشري الدراسة أن التفوق في الرياضيات أو الموسيقى والفنون هو نتاج تنظيم المخ لنفسه بصورة مختلفة.
وتقول الدكتوره هايدي روث الأستاذ المساعد لعلم الأعصاب بجامعة نورث كارولينا أن هناك اهتماما كبيرا حاليا بدراسة تاثيرالتدريب والتعليم على التركيب العقلي والوظيفي للمخ.
وتؤكد الدكتورة روث على وعي العلماء بقدرة المخ الفائقة على تغير تركيبه الوظيفي طبقا للتجارب التي يمر بها الإنسان، فتقول على سبيل المثال إن هؤلاء الذين يعزفون الالات الموسيقية الوترية سيظهرون نشاطا غير عادي في نصف مخهم الأيمن فيما يعرف بأصحاب " نصف المخ الأيمن المسيطر" نظرا للحاجة لمهارات فائقة في اليد اليسرى للعب هذه اللآلات.
غير أن الدكتور أوبويل حذر من أن يؤدي قيام الأباء بدفع أبنائهم للتمييز والعبقرية كنتيجة للدراسة على المستوى التعليمي الى نتائج عكسية، وذلك على الرغم من اعتراف العلماء بالدور الذي تلعبه البيئة والوراثة في التطور العقلي.
ويشكك الدكتور أوبويل في امكانية تطبيق تلك الدراسة على النطاق التعليمي قائلا إنه من غير الممكن خلق شخص عبقري من دون أن يولد بمواهب فطرية من البداية