الحمد لله الذي لا اله الا هو رب العرش العظيم
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين
الأحلام هي تلك الحقيقة الخيال التي تسيطر على عقولنا ... وتغزو في ظلمات الليل أجسادنا ...
بعد أن نكون قد استسلمنا للنوم تاركين الفرصة لها لتعذبنا ... كيف ما شاءت أو تحرس أجفاننا ولروعتها تفرحنا ...
فان كانت سعيدة أدخلتنا إلى مدينة الأمن والسلام... و أنستنا متاعب الدنيا والأيام ...
أو كئيبة فتسجننا في مدن الأحزان وتتفنن في جعل حياتنا كلها آلام ...
متخذة كل الأسباب للنيل منا وإحاطتنا بقلاع من اليأس والأوهام ...
فأنا أحمل قلمي من جديد ... وأعود لكم من بعيد ...
اخواني الأعضاء نحن نعيش في دنيا غريبة عجيبة ...
قد تغوص بك في أعماق بحرها لتعيش حياة لطالما حلمت بها ... فتحصل على كل شيء تمنيته ...
وقد تطفوا بك الى السطح فتعيش حياة لا معنى لها تجعلك دائما منطويا مع نفسك ...
جالسا مع أفكارك شريدا تائها بين جروحك وآلامك ... نعم هذه هي الدنيا قلتها اليوم والحزن يملأ وجداني ...
فلبست معطفي وحاولت لف نفسي جيدا لكي أحس بالدفئ في هذه الأمطار والجو البارد...
وأتخذت الطريق رفيقي فقد أحسست بضرورة الانفراد مع نفسي قليلا ...
فسرت كثيرا حتى تسلل اليا التعب وعندما أردت أن أستريح في ركن ما ...
لمحت شيخا كبيرا طاعنا في السن يتخذ ما شابه الجرائد فراشا له ...
ثم لاحظت عجوزا أخرى تبحث في قمامة أحد السكان ... وأخرى تتكلم مع أطفالها بكلمات غامضة حزينة ...
فقلت في نفسي سبحان الله واذا بيد تمسك كتفي ... وصوت يكلمني ايـــــه يا بني انك لم تمشاهد أي شيء ...
أمثال هؤلاء الناس كثيرون جدا فلا مأوى يقيهم المطر والبرد ولا دخلا يقتاتون منه ...
ولا أصدقاء يجتمعون بهم ... فهم كالأحياء الأموات ...
فتأملت مع كلامه ومع الواقع وعادت بي الذاكرة الى أيام قليلة قد مضت...
حيث تحدثت مع أحد الأصدقاء الذين يسافرون كثيرا ...
فقال لي حينها : توجد سيارات مخصصة تجوب الطرقات حاملة للحساء وفاكهة وماء وغيرها ...
يقومون بتقديمها لأناس يجدونهم يتجولون في وقت متأخر من الليل ...
هذه الفئة المهمشة من البشر والتي يحتقرها الكبير قبل الصغير ... نالت الويلات من الزمن الذي غدر بها ...
ولم تلقى دعما وحماية من المجتمع ... هذا الأخير الذي أدار وجهه عنها ...
فمهما كان فنحن دم واحد وجسد واحد وملة واحدة ... فكيف نفرط في بعض أعضائنا ...
ونترك هذا الجسد ينزف بدم أسود ... سواد وعتامة الليالي القاسية التي تحيط به ...
أين نحن من الاسلام الذي جاء ليمنع حدوث مثل هذه الأشياء ؟...
لماذا يتعامل الغرب مع هذه الفئة بانسانية ؟... ونحن المسلمون نهملهم ونتعامل معهم بكل عنف وضيق ...
قال عز وجل : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب
والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) ...
أين نحن من قول الله ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ؟...
تغير هذا الومن تغير كثيرا فقد ذهبت الرحمة والعطف ... وكل شيء أصبح مملا ...
تخرج في النهار فيضيق صدرك من الأشياء التي تحدث ...
وتخرج في الليل فيتمزق فؤادك ...يا ترى الى متى ونحن هكذا ؟..
فالاسلام دين ليس له مثيل ... ولكن للأسف صورة الواقع من تتحدث ...
أين نحن من الاسلام ؟...