التوكل :المؤمن اذا نظر الى قوته وجدها ضعيفة محدودة ,أما إذا نظر إلى قدرة الله فإنه يجدها لاحد لها , ولذلك فهو دائما يفوض أموره لله ويتوكل عليه في كل شيء
لقوله صلى الله عليه وسلم :""لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا""
3/الصبر : من الأدب مع الله أن يصبر العبد على ما أصابه ولا يجزع , كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صبورا على الشدائد , وقد أوصان الله عز وجل بالصبر وقرن الصبر بالصلاة فقال :
((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَبْرِ وَالصَلاَةْ)) --البقرة /45
فنعم خلق الصبر ونعم الصابرون
4/الشكر : الشكر خلق من أخلاق المؤمنين , لأن الإيمان يعلمنا أننا ومانملك لله , ومانحن فيه من نعم هو من فضل الله , فكيف لا نكون من الشاكرين ؟ ويعلمنا اننا اذا شكرنا الله فإنما نشكر لأنفسنا , لأن خير هذا الشكر يعود الينا , والله غني عنا , وقد كان رسول الله عبدا شكورا حيث تروي عائشة رضي الله عنها , فتقول ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه, فقلت له :لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر ؟ فقال:أفلا أكون عبدا شكورا)) ""رواه بخاري ومسلم""
5الخوف : ينظر المسلم الى شدة بطش ربه , والى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته , وبعدم معصيته, فيكون هذا أدبا منه مع الله , إذ ليس من الأدب أن يتعرض العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر بالمعصية والظلم
""إِنَ بَطْشَ رَبِكَ لَشَدِيدُ , إِنَهُ هٌوَ يٌبْدِئُ وَ يُعِيدٌ "" (البروج /12-13)
6/ الرجاء:من لوازم الادب مع الله ان لا يرجو احدا سواه ,وذلك بان ترجو الدار الاخرة وكل مايقرب اليها من قول او عمل .
والرجاء بخلاف التمني , الذي هو ان تتمنى شيئا عظيما دون ان تفكر في دفع الثمن , كان تتمنىالجنة دون ان تعمل لها او ان تتمنى النجاة من النار دون ان تتقيها ولذلك ربط الله عز وجل رجاء ماعنده بالعمل فقال :
((فَمَنْ كَانَ بَرْجٌوا لِقَاءَ رَبِهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِهِ أَحَدًا))--الكهف /110--
7/الحياء: الحياء دليل صادق على مقدار مايتمتع به المرء من أدب وإيمان , والحياء من الله أعلى درجات الحياء , وبعدم التقصير في طاعته . وقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه:""استحوا من الله عز وجل حق الحياء"".فقالوا :يارسول الله , انا لنستحي من الله والحمد لله .قال :""ليس كذلك لكن الإستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى, والبطن وماحوى ,وتذكر الموت والبلى , ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا , فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"" .
والمراد أن يحفظ الإنسان سمعه وبصره ولسانه الا لطاعة الله , وأن يكون مأكله ومشربه من الرزق الحلال .
8/حسن الظن بالله: إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته , ويظن انه غير مطلع عليه ,كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن انه غير مجاريه بحسن عمله, ولا هو يقابل منه طاعته وعبادته
9/القسم بالله: من الأدب مع الله في اليمين ( الحلف) أن لا نقسم إلا به سبحانه , لقوله صلى الله عليه وسلم :""من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت""
وبهذا يجب على الإنسان أن يشكر الله خالقنا على نعمه , وان نستحي منه تعالى عندما تحدثنا أنفسنا بالمعصية , وان نتوكل على الله في كل شؤون حياتنا , وان نخاف منه ونقمته , وان نحسن الظن به سبحانه , ولا نحلف الا بالله وفي الحق , وكل هذا من الأدب مع الله عز وجل ..
وفي الختام اقول ارجوا أن تكونو قد إستفدتم من هذا الموضوع المهم ..
وأسأل الله أن يزيده في مزان حسناتنا وان يجمعنا على طاعته ورضاه
وأستوعدكم الله اللذي لا تضيع داعيته
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي