في السعودية المشهد مغاير تماما للثورات العربية، رجوع إلى الخلف بسرعة فائقة قدرها إحدى وعشرين سنة فالنخب والمثقفين والأخيار يتطارحون قضية قيادة المرأة للسيارة من جديد فالقضية أشغلت الرأي العام أو أريد لها أن تكون كذلك.
القصة تكمن في امرأة اسمها منال مسعود الشريف أنشأت صفحة لها على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ومن ثم صفحة أخرى لحملتها التي أسمتها (سأقود سيارتي بنفسي في 17 يونيو الموافق 15 رجب ).
ثم أتبعت هذه الحملة بمقاطع لها على اليوتيوب وهي تقود سيارتها, ولاشك أن هذه مادة إعلامية على طبق من ذهب لمن أراد السبق والنشر فكانت النتيجة مزيد من الاستفزاز المتواصل لتيار محافظ يرى أنه استرد مكانه وتبوأ مقعده بعد فوزه بأغلب الأوسمة مؤخرا , فارتفعت الأصوات بين محرم ومبيح وتعالت المطالبات بين مؤيد للحبس ومطالب بالإفراج وازداد أبناء الشعب الواحد انقساما وتفرقا وتراشقا وتشرذما في سجال هو محسوم سلفا من قبل النظام وصانعه ومن المؤسسة الدينية وعلمائها بل حتى من المجتمع في الأعم الأغلب.
انني لست بصدد إصدار حكم شرعي لقيادة المرأة للسيارة أو تذكيركم بقواعد الأمن وأنظمة المرور فلها أهلها الذين هم اعلم بها ولها مباحثها التي أشبعت طرحا ليلا ونهارا..بيد أن من في قلبه مرض مزمن أو هوى متبع أو شبهة متأصلة فلن يسكته إلا السجان ولن تخرسه إلا القضبان حتى يصير أسيرا لمبدئه وحيدا في زنزانته يراجع فعله ويطارح فكره دون تصفيق ولا تطبيل ولا بهرجه.
وأما المدعوة منال فهي أشبه بمن قام بمخالفة مرورية من جهة ومخالفة شرعية من جهة ومخالفة اجتماعية من جهة غير أن وقوعها في المخالفات ليس مبررا لها بصوابية فعلها وتخطئة الجميع أو العكس بمعنى لا يلزم من فعلها أنها على خطأ في كل الحالات أو في بعضها فلكل قاعدة استثناء ويبقى الحكم للأعم الأغلب.
وبما أننا نتحدث عن زمان نعيش فيه وأرض نحيا عليها وظرف يمنع القيادة للنساء ولا نتحدث عن زمن مضى أو آخر سوف يأتي فلا بد أن نعلم أن الأحكام والاجتهادات خاضعة لتحولات الزمان والمكان والظروف والشخوص والحال والسياق إلا فيما يتعلق بقطعيات الشريعة وكلياتها.
ومع هذا كله لا بد أن نعلم انه قد يتطلب الأمر في زمن قادم إعادة النظر في كثير من الأنظمة والعقوبات والفتاوى تشديدا أو تخفيفا بما يلاءم متطلبات العصر واقتراب الناس أو جنوحهم من دين ربهم , فإنه يجد للناس من الأقضية بقدر ما يجد لهم من الفجور وهذا من فقه عمر بن عبد العزيز الذي تلقاه الفقهاء والأصوليون بالقبول والإطباق.
ما فعلته منال هو : تجاوز على حدود الزمان والمكان والنصوص والأعراف فدفعت ثمن ذلك أياما من عمرها وسمعتها.. رويدك يا منال.. فطريق الشهرة يسير لكن ثمنه خطير.
رويدك.. فالشجاعة فضيلة بين ذميمين إن زادت أصبحت تهورا وان قلت أصبحت جبنا وبينهما يكمن خلق الشجاعة وليست كل شجاعة محمودة كما أنه لا يلزم أن يكون كل جبن خوفا.
رويدك فحجم الضرر الذي لحقك لا يقارن بحجم الضرر الذي سوف يلحق كل فتاة مسلمة بسببك , ومن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ..
اردت ان انقل هذا الموضوع اليكم قصد اخذ رايكم ...... هل منال مذنبة بقيادتها للسيارة ..... ام انها مجرد عنصرية ...... هل يمكن لمنال ان تغير قانونا قد اتخذ مبدئ ..... و هل و هل و هل ......... انتظر ردودكم