فإن الشعر أنواع أهمها :
النوع الأول و هو الشعر التقليدي :
و هو شعر عمودي يتكون من أبيات متوالية على وزن واحد ، و قافية واحدة ..
و هو أقدر الأنواع و أعتقها .. و هو شعر القدماء .. و قد تنوعت ألوانه و مدارسه على مر العصور ..
و هو - في كل مدارسه - شعر مراعى فيه قواعد التقطيع العروضي و الوزن الشعري و القافية ..
و قد تتنوع القافية فيكون الشعر مرسلا ..
و من أمثلة للشعر التقليدي :
أبيات القرضاوي في وصف السعادة :
ما أضيـع الأعمار تـقضى في الهيـام، وفي السهـود
في حـب غانـيـة لعـوب في أمـانـي، في وعـود
الحـب حـب الأم والأب والحـلـيـلـة والـولـيـد
حـب المعانـي والحقائـق لا القـدود، ولا النـهـود
حـب يـدوم مـع الـزمـان فلا خـداع ولا كـنـود
فـدع التـي تـهواك حيث تـراك كالزهر النضـيـد
فـإذا تـغيـر دهــرك الـدوار غيـرها الصــدود
وإذا رأت مع غيـرك الـدنـيا مشـت تـحت البنـود
أفـبـعد ذاك تـظن عبـد الغانـيـات هـو السعيـد؟
و مثاله أيضا أبياتي في الفخر :
أنا العملاق ما استعصى *** أمامي جحفل يذكر
أسود الشرق تخشاني **** من الأصغر إلى الأكبر
و قد أرعبت من في الغر ** ب من روم و من بربر
النوع الثاني : الشعر الحر ..( شعر التفعيلة )
و هو شعر موزون .. لكنه مبني على نظام المقطوعات ، و لا يشترط أن يكون موزونا على أحد البحور الشعرية المختلفة .. بل يوزن على وزن تفعيلة واحدة أو أكثر بحرية و مرونة ..
هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه ..
و قد يكون مقفى أو غير مقفى ..
مثال :
قصيدة ( أقد أصاب البخل قلبك ) تأليفي :
مهما أذقتيني المرارة و الضنى دوما .. أحبك
مهما رأيت الذل ألوانا وأشكالا .. أحبك
حتى وإن كان الجفاء هو الجزاء أمام حبي
لا يهمك
حتى وإن كان التذلل لا يحرك شعرة ً منك ِ .. أحبك
يا نبضة القلب الذي من طول شوقي قد تبتك
يا فلذة الكبد الذي من جرح بعدك قد تهتك
و لقد ملكت ِ العقل حتى لم يعد
في الفكر إلا خوف فقدك
طريقة التقطيع العروضي :
دأب الشعراء على وزن أبياتهم بارتجالية لتحمل موسيقى داخلية ، وهذه الموسيقى تنجم عن تقطيع البيت إلى تفعيلات متشابهة ..
مثال من الشعر الحر :
اقرأ الأبيات التالية مقطعة كما هي ، و استشعر الموسيقى الناجمة عن تساوي كل مقطع في وزنه مع الذي يليه ..
مهما أذقــ / تيني المرا / رة و الضنى / دوما أحبك
مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن
مهما رأيــ / ـت الذل ألـ / ـوانا وأشــ / ـكالا .. أحبك
حتى وإن / كان الجفا / ء هو الجزا / ء ُ أمام حبـ / ـي لا يهمك
مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن
مثال آخر للتقطيع من الشعر التقليدي :
آه ٍ بكا / ئي لا يضا / هيه ِ بكا
آه ٍ أنيــ / ني قد نعى / إسلامنا
آه ٍ تخلـ / ـلينا عن الد / دين ِ الذي
قد نالنا / من بعده ِ / مر الضنا ..
مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن
النوع الثالث :
و هو الشعر المنثور ، أو القصيدة النثرية ..
وهذا النوع لا يلتزم بقواعد الوزن و القافية .. بل يتجاوز هذه الأمور .. و يعتمد على الفكرة ، و الصور و التشبيهات ، و الموسيقى المنبعثة من المحسنات البديعية كالجناس و الطباق و السجع ..
و هو نوع حديث على الأدب ، لكنه لاقى قبولا شديدا وسط الأدباء و الجمهور في أواخر التسعينيات ..
و هذا النوع ناجم عن الميل للواقعية ، و الرغبة في التحرر ..
و ينقسم إلى نوعين : نوع مقفي ، و آخر غير مقفي ..
و أول من كتب هذا النوع من الشعر هو الشاعر محمد منير رمزي والذي قال عنه السحرتي : " لقد أتحف موسيقى الشعر الحر أحد شباب جامعة فاروق الأول بشعر صاف رومانتيكي غارق في الرومانتيكية " .
ومثال ذلك : ما كتبه رمزي ..
" إن الليل عميق يا معبودتي ، لكن أعماقه ضاقت بآلامي ....
أحكي له في دمعة أشجاني وأرسل في آذان الصمت أغنيتي ....
لكن أصداءها ترتد في ذلك إلى قلبي فيطويها .. "
و الشاعر الناثر يجب أن يجعل كلماته تخرج بانسيابية شديدة ، فلا تعوقها الأسجاع .. و يجب أن تكون صوره و محسناته البديعية خارجة بتلقائية ، فلا يسعى للإتيان بها ، و إنما هي التي تأتيه رغما عنه ..
لأن هذا هو سمة هذا النوع الأساسية ..
و الشاعر في كل نوع يجب أن يراعي قواعد اللغة الصحيحة ، فهذه من الأبجديات التي يخرج الشعر بدونها عن دائرة الشعر الفصيح نهائيا ..
النوع الرابع :
و هو الشعر العامي :
و هذا اللون من الشعر ينسج بلهجة المجتمع و البلد ، و لا يرتبط بالفصحى و لا بقواعد اللغة العربية ، بل يتجاوز ذلك كله .. و هو من مظاهر التحرر الأدبي التي شهدتها عمليات التجديد في الشعر ..
و قد أدى هذا النوع دورا كبيرا في احتواء كافة فئات المجتمع أدبيا ، و أدى أدوار سياسية و دينية تستحق التقدير
و يشترط في هذا النوع أن يكون مسجوعا .. و يعتمد على الموسيقى السماعية ..
و عميد هذا النوع من الشعر هو الشاعر أحمد رامي ، و الشاعر بيرم التونسي ..
و الشاعر الكبير / أحمد فؤاد نجم ..
هذه نبذة مختصرة عن أنواع الشعر التي نعرفها
فعلى كل كاتب أن يعلم مع أي نوع هو .. و يكتب وفق قواعده ..
و الله الموفق ..