هذه حقيقة مره لمستها أمس في المطار وأنا اجلس في ساحة الانتظار جلست بجانبي إمرأه أعتقد أنها أوروبيه من لكنتها الاوربيه وجلس بجانبها طفلاها بنت صغيره من تقديري لعمرها قد تكون في السابعة تحمل (كاميرا) ما فهمته من حديثها مع والدتها أنها صورت مدائن صالح وأنها ستكتب مقالا فيها مستعينة بالصور التي أخذتها.
فكرت حينها في ابنة أختي الصغيره لها نفس العمر قد تفكر مثلا بكتابة مقال عن أي موضوع, أدركت حينها استحالة حدوث هذا الشيء ليس عند ابنة أختي إنما عند كل طفل عربي.
القصد من الحكاية هذه هو انه لماذا الطفل الغربي أذكى من الطفل العربي؟
سأجيب ما أمكنني من أسباب:
أولا الطفل العربي وإن أحسن والديه تربيته فهو نتاج تربيه الفضائيات والرسوم المتحركة بشكل أكبر وأقول هذا الكلام عن تجربه حيه أشاهدها أمامي متمثله في أبناء أخوتي من جميع الأعمار من سن تسعة أشهر حتى سن الرابعة عشر
طفل التسعة أشهر ماذا يشاهد الآن قناة (طيور الجنة) وخصوصا تلك التي تصحبها موسيقى رنانة وصور كثيره متحركة وكلما زاد به العمر أصبح يفضل قناة (براعم) لأن بها ألوان زاهية وحركه كثيرة تصحبها موسيقى تجذب الطفل ولكن هل من فائده؟! ربما, وكل ما زاد به العمر أصبح يبحث عن أشياء تناسب عقله متنقلا بين قنوات الأطفال على كثرتها التي منها الجيد ومنها السيئ.
هذا بالنسبة للرسوم المتحركة لننتقل الآن إلى الأولاد الذكور ماذا يشاهدون او عن ماذا يبحثون عن تلك المشاهد العدوانية القتالية وهذه منها الكثير هذا من ناحية مشاهدته للرسوم المتحركة أما من ناحية أخرى تتعلق بجلوسه الغير عادي أمام ألعاب (البلاي ستيشن) والتي بها مشاهد فضيعه جدا وان كنت ذات يوم أراقب أبن أختي يلعب بحماس لعبه عبارة عن برتقاله لعبه ذكيه تمنح الطفل فرصه ليعمل عقله حتى مل منها وأدخل لعبه أخرى قتاليه كحرب الشوارع على ما أظن فكان يقاتل فيها بحماس ويفرح لمنظر الدم في اللعبة.
مشكلة الطفل العربي أن الرسوم المتحركة وبرامج الأطفال وألعاب (البلاي ستيشن) تدخل في تنشئته بشكل كبير لسبب ربما يكون صحيح وهو أن اغلب النساء خصوصا في هذا الوقت ومع تحرر المرأة أصبحن نساء عاملات يتركن أبناءهن في المنزل عند الخادمة ربما أو عند الأهل أو عند الجيران فالخادمة حتى تقوم بأمور المنزل تترك الطفل أمام التلفاز ليشاهد ما يشاهده.
يطلق بعض التربويين على المرحلة العمرية التي تقابل من سن 2 إلى 6 سنوات بمرحلة السؤال لكثرة ما يوجه الأطفال من أسئلة مختلفة بهذا العمر للآباء، وعادة ما تبدأ أسئلتهم بـ(ماذا؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟ أين؟).. لأنهم يحاولون أن يزيدوا من معلوماتهم التي تختزنها مخازن الذاكرة بشكلها البسيط من اقرب الناس ثقة وصلة بهم.
فذاكرتهم هذه ستختزن ما يشاهدونه من جميع المجالات سواء على شاشة التلفاز أو في الحياة العامة
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن حوالي 10% من كلام الأطفال في هذه المرحلة عبارة عن أسئلة عامة، إذ أن سلوكهم يتميز بالاستطلاع والاستكشاف فالطفل حين يشاهد مشاهد تثيره على التلفاز سيحاول تقليدها والسؤال عنها بكثره.
إن النمو الجسدي وأسلوب التربية والتنشئة الاجتماعية والتغيرات البيئية المختلفة والدافعية الاجتماعية وحجم الفرص المتاحة أمام الطفل تؤثر في نموه المعرفي والعقلي، فكيف تكون المشاهد القتالية في الرسوم المتحركة أو في ألعاب (البلاي ستيشن) دافعا لنمو عقل الطفل العربي.
الطفل الغربي يحصل على كل هذه الدوافع السابقة وبمزيد من الاهتمام والرعاية في على جميع الأصعدة سواء من المنزل أو في المدرسة أو من المؤسسات الاجتماعية ,لأنهم بكل بساطه يعرفون أن هذا الطفل سيمثل الجيل القادم الذين يأملون فيه خيرا من حيث تنشئته تنشئه جيده فلديهم بعد نظر.
وفي المدارس خصوصا يجد الطفل الغربي اهتماما لا يحصل عليه الطفل العربي مطلقا ففي المدارس الغربية حين يشاهد المعلم جرح أو خدش بسيط أو أثار عنف على الطفل أو لامس سلوك انطوائي أو عدواني في تصرفات الطفل يحيله تلقائيا إلى الأخصائي الاجتماعي للتحقيق في الأمر.
أما المدارس العربية لا يوجد فيها أصلا أخصائيين اجتماعيين وإن وجد لا يقومون بعملهم على أكفأ وجه.
في هذه المرحلة العمرية بالذات مابين (1-10) سنوات يستطيع الطفل أن يترجم الخبرات التي مرت عليه إلى لغة يفهمها هو كيفما يشاء على حسب مقدرته على الفهم ويمكنه استخدام الأفعال والتصرفات المناسبة للتعبير عن هذه الخبرات، وهي بداية مرحلة التفكير المنطقي والاستنباطي عند الطفل.
إن الغاية من هذا الحديث كله هو توجيه الآباء والأمهات قبل توجيه التربويين أن يتخذون الحيطة والحذر في التعامل مع عملية تعليم الأطفال للمفاهيم المختلفة، أو إكسابهم معلومات ومعرفة مختلفة عن المفاهيم الحياتية أو تلك التي يشاهدونها في الرسوم المتحركة والتي اغلبها خياليه ومهم أيضا في ضمان انتقال التعلم بشكل صحيح وبأيسر الطرق مما يتطلب من التربويين أيضا إتباع طرائق تربوية وتعليمية تمنح الطفل العلم بما يناسب وعمر الطفل في هذه المرحلة ولا بأس إن كان هذا عن طريق رسوم متحركة الهدف منها جيد يكتسب منه الطفل معلومات ومفاهيم وخبرات جيده.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي