لكن للأسف الكثير من المعلمين لا يبحثون إلا عن مصلحتهـم فقط .!!
تقول د‚ نورة يوسف ...|
مديرة المركز القطري للموهوبين والمبدعين أن تنمية الثروة البشرية المتميزة تتطلب بذل الجهد في تدريب المعلمين على ممارسة تنمية مهارات التفكير مما يوفر بيئة تعليمية تيسر الابداع وتثري المواهب المتنوعة‚ فنجاح عملية التعليم تعتمد على المعلم الجيد الذي يحترم التفكير ويرى انه هام لحل المشكلات واتخاذ القرارات واصدار الاحكام‚ كما ان تنمية الثروة البشرية الغضة لبناتنا وابنائنا المتعلمين تعتمد ايضا على وضوح الاهداف لدى المعلم الذي يحاول دائما ان يتحقق من بلوغه لهذه الاهداف وقدرته على التعديل والتعامل بمرونة مع المتغيرات نظرا لوجود العديد من البدائل والحلول التي يختارها وفقا لمحكات ودلائل تؤيد قراره‚
وتضيف د‚ نورة المنصور: ان هذا النموذج من التعليم يمكن ان يوجه المدرسين نحو ايجاد مناخ ييسر ويدعم خصائص التفكير الجيد الذي ينبغي ان تسعى إليه المؤسسات التربوية لتتواءم مع التحديات المتجددة التي يتطلب مواجهتها تعديلا في نموذج المدرسة حتى تتواءم مع متطلبات التغيير‚
كما تؤكد مديرة المركز القطري للموهوبين انه يمكن تدريس مهارات التفكير لجميع الاعمار في مختلف المجالات حيث تحقق هذه المهارات النمو الشخصي للفرد الذي يستطيع بذلك ان يدرك امكاناته ويستفيد منها‚
ثم تنتقل د‚ نورة يوسف المنصور إلى طرح أول أهم الاسئلة التي تجيب عنها في هذا الكتاب‚ وهو: ما هو دور المعلم في تعليم التفكير الابداعي؟ وفي معرض الاجابة تقول ان ثراء التعليم يعتمد على وجود المدرس الكفؤ الذي يتصف بالحماس ويشجع التلاميذ على اكتساب السمات الشخصية للمبدعين‚ ولكن ما هي أهم هذه السمات؟
تعرض مديرة المركز القطري للموهوبين اربع سمات رئيسية للمبدعين وهي حب الاستطلاع والاستقلال‚ والميول المتنوعة والمثابرة‚
وتشرح السمة الأولى للمبدع وهي حب الاستطلاع والدور الذي يمكن للمعلم أو المعلمة بذله لتعزيزها أو تخليقها فتقول: ان الطفل المبدع يعبر في مرحلة عمرية مبكرة عن رغبته الجامحة في معرفة عالمه وفهمه مستخدما وسائله الفطرية من ملاحظة لكل ما هو محيط به وطرحه العديد من التساؤلات والتي قد يصفها البعض بأنها أكبر من مستواه العمري أو الصفي مما يمكن اعتباره عنصرا هاما في بناء الشخصية الاستكشافية وتقويتها لدى الطفل‚ لذا فان المعلم الناجح هو الذي يحاول دائما ان يشجع تلاميذه على اكتساب المعرفة باثارة العديد من التساؤلات‚
كما ان اهمال هذه السمة لدى التلاميذ يؤدي إلى تلاميذ يفضلون الصمت على المجازفة والاحراج بل قد يصل البعض منهم إلى الامتناع عن اثارة الاسئلة عنما هو حولهم مما يخلق شخصية سلبية‚
وتشرح د‚ نورة يوسف المنصور السمة الثانية للمبدع فتقول انها الاستقلال اذ تعتبر هذه السمة من السمات التي يتفرد بها الطفل المبدع والرغبة في العمل منفردا بعيدا عن الآخرين والسعي لاكتشاف الاشياء بطريقته واسلوبه الخاص‚ ويجد المتعة في بناء خطط ذاتية لحل مشكلاته وانهاء ما هو مطلوب منه‚
أما الصفة الثالثة للمبدع فهي الميول المتنوعة‚ فالطفل المبدع يتميز بتنوع وتعدد اهتماماته وهواياته فمثلا تجده تارة مشاركا في نشاط للفنون وتارة أخرى في نشاط رياضي وثالثة في الاذاعة المدرسية والحقيقة ان الدافعية والفضول والقدرة على الاستيعاب هي التي تقود هذا النوع من التلاميذ إلى تطوير مستويات متقدمة من الاهتمامات‚ وهنا يأتي دور المربي المدرس في مساعدة تلاميذه على اكتساب هذه السمة بطريقة مشوقة وسلسة بواسطة الحوار البناء‚
اما السمة الرابعة للطفل المبدع فهي المثابرة وهي من السمات التي يعنى المربي المدرس باكسابها لتلاميذه وذلك بمساعدتهم على الوصول لحل مشكلة ما أو انهاء النشاط ببذل الجهد وتكرار المحاولات وان كانت فاشلة لان مثل هذه الخبرات قد تؤدي إلى النجاح‚
تأسيسا على ذلك تعرض د‚ نورة يوسف المنصور رؤية مقترحة لتوظيف التعليم الابداعي في المدارس فتقول انه لكي يقوم المعلم الناجح بهذا الدورالمتميز ينبغي ان تتحقق لديه الكفاءة العلمية مع وجود بعض الخصائص والسمات الشخصية مثل الثقة بالنفس ومرونة التفكير وتقبل التغيير وذلك لتوفير المناخ التربوي المناسب لرعاية المواهب ونموها‚ ويمكن تحقيق ذلك من خلال بذل الجهد في تعليم الطلاب مهارات التفكير الابداعي فالمعلم المبدع هو الذي يسعى الى ايجاد بيئة صفية تمكن التلاميذ من اكتساب مهارات التفكير الابداعي‚ ولكن ما هي مهارات التفكير الابداعي التي ينبغي ان يكسبها المعلم لمتعلميه التلاميذ؟
تعرض د‚ نورة يوسف المنصور مديرة المركز القطري للموهوبين والمبدعين اربع مهارات تحقق التفكير الابداعي واولى هذه المهارات مهارة الطلاقة والتي تقول عنها د‚ نورة انها تعد من المهارات الهامة التي يجب ان ينميها المربي المدرس لدى تلاميذه وتدريبهم على انتاج اكبر عدد ممكن من الافكار وعدم الوقوفف عند فكرة واحدة باستثارة تفكيرهم وتحفيزهم على الكم مع اعطاء الوقت الكافي لهذا النشاط فمثلا يعرض مدرس العلوم صورة الفصول الاربعة ويطرح السؤال التالي: ماذا تشاهدون في هذه الصورة؟ ويعطي الوقت الكافي للتعبير ومن هذا النشاط يستطيع المعلم ان يتعرف ايضا على اهتمامات تلاميذه مما يمكنه من تنمية هذه المهارة لديهم‚
والمهارة الثانية التي تحقق التفكير الابداعي للمتعلم هي مهارة المرونة وتشرح د‚ نورة يوسف المنصور هذه المهارة بالقول انه عندما يعطي المربي المدرس تلاميذه فرصة لتقديم بدائل متنوعة وافكار مختلفة فانه يخلق استثارة ودافعية لديهم للبحث عن كل فكرة جديدة خاصة عندما ينسب الافكار لاصحابها باسمائهم ولتأصيل هذه المهارة يجب ان يطلق المدرس العنان لتلاميذه للتحليق في عالم الخيال
اما المهارة الثالثة فهي مهارة التفاصيل فحين يقوم المدرس ببعض المواقف ويطلب من تلاميذه اضافة العديد من التفاصيل لهذه المواقف فانه بلاشك ينمي مهارة التفاصيل التي تساعد على اضافة الكثير من الثراء والتوضيح للافكار الهامة والبدائل المقدمة
فمثلا مدرس اللغة العربية يمكنه ان يعرض صوره ويطلب من تلاميذه ان يصفوا ما يشاهدونه بشكل تفصيلي‚
والمهارة الرابعة هي مهارة التساؤل إذ يجب على المربي المدرس ان يعود تلاميذه على الأنماط المتعددة من مهارة التساؤل مؤكدا متى يستخدم كل نوع من هذه الأسئلة وهي:
عندما يرغب التلاميذ بجمع معلومات حول شيء ما فعليهم الاصدقاء الستة وهي: «من؟ وماذا؟ وكيف؟ متى؟ أين؟ لماذا؟»‚
وعندما يرغب التلاميذ في أسئلة تثير التفكير وتتجاوز المعلومات يمكنهم استخدام: «ماذا يحدث لو‚‚؟ وماذا بعد‚‚‚؟ وماذا لو‚‚‚؟
والأسئلة الاحتمالية: هل يتوقع ان؟ هل سوف‚‚‚؟ وأسئلة علاقات سببية (تنظيم المعلومات): كيف حدث ان‚‚‚؟ لماذا يبدو‚‚‚؟ لماذا لا‚‚‚؟ فهذه الأسئلة تساعدهم على تنظيم تفكيرهم‚
وتقول د‚ نورة يوسف المنصور مديرة المركز القطري للموهوبين والمبدعين انه لتيسير التعلم الابداعي ينبغي ان يتضمن منهج التعليم تدريسا صريحا واضحا للاتجاهات والإدراكات والعادات العقلية ذات المستوى الرفيع التي تيسر التعليم‚ وأحد أبعاد التعلم الهامة هي العادات العقلية المنتجة التي لها دور هام في رفع كفاءة الأداء بحيث يصبح الفرد أكثر قدرة على التحكم فيها‚
وأكثر العادات العقلية أهمية في تنمية مهارات التفكير المبدع والتي يجب ان يدرب المعلم تلاميذه عليها هي خمس عادات‚ وأولى هذه العادات العقلية هي الوعي بأسلوب التفكير أي تدريب التلاميذ على استراتيجيات تساعدهم على الوعي بطريقة تفكيرهم وما يدور في عقولهم مما ييسر لهم تحديد ما يجب عمله فلا بد ان يسألوا أنفسهم لحل مهمة صعبة مثلا: ما الذي أفكر فيه الآن؟ هل تفكيري الذي أمارسه الآن يساعدني أم يعيقني؟ ما الذي أسعى إليه؟
وثاني هذه العادات العقلية هو التخطيط فعملية وضع الخطة لها أهميتها في جميع المواقف والأوقات خاصة الاعمال التي تتطلب وقتا طويلا أو ذات طبيعة معقدة نوعا ما‚ لذا يجب ان يتأكد التلميذ من انه يكتب فعلا ما الذي يسعى الى تحقيقه او الوصول اليه ويحدد مجموعة من الاهداف قصيرة المدى والتي من شأنها ان تساعده على الوصول الى الهدف النهائي ويحدد فردا او مجموعة من الافراد يلتقي بهم بصورة منتظمة يوميا او اسبوعيا وتكون مهمتهم مساعدته وتوجيهه‚
والعادة العقلية الثانية هي معرفة المصادر الهامة لانجاز عمل ما‚ وتقول د‚نورة يوسف المنصور ان هذه العادة العقلية لها اهميتها في اي وقت يحتاج فيه التلميذ إلى انجاز عمل ما حيث ان فقدانه لهذه المصادر قد يشكل عائقا لانجاز المهمة المطلوبة ولتفعيل دور هذه المصادر على التلميذ ان يعد قائمة بكل احتياجاته وقائمة بالموجود من هذه الاحتياجات حاليا وقائمة ثالثة بالاحتياجات غير المتوافرة ومجموعة من المصادر البديلة التي يمكن ان يعتمد عليها كبديل عن القائمة غير المتوافرة وبطريقة اخرى يمكن ان يعد صفحة تتضمن مجموعة من المعلومات وهي: ماذا احتاج؟ وما الذي استطيع الحصول عليه؟ وما الذي لا استطيع ان احصل عليه؟ وما الذي استطيع ان اضيفه‚
والعادة العقلية الرابعة التي يجب ان يدرب المعلم تلاميذه عليها هي: الحساسية للتغذية الراجعة‚ وتشرح د‚نورة يوسف المنصور ذلك بالقول انه عند القيام بعمل ذي طبيعة متكررة مثل حل مسألة حسابية طويلة او عمل مترتب على عمل آخر فان المعلم يدرب تلامذيه على الاستفادة من نتائج انشطتهم مما يساعدهم على تقليل الاخطاء لا سيما البسيطة منها وذلك عن طريق طرح الاسئلة التالية على انفسهم: كيف تسير الامور؟ هل اقتربوا من الهدف ام ما زالوا بعيدين عنه؟ وما الذي يحتاجونه للتغيير؟
والعادة العقلية الخامسة هي: تقييم مدى كفاءة الاداء فعندما يكون التلاميذ بصدد انجاز عمل جديد او عمل لا يتقنونه من البداية فان تقييم كل مرحلة وكل اداء يساعدهم على ان يتعلموا من اخطائهم خاصة الاعمال التي تمثل تحديا لقدراتهم بواسطة طرح الاسئلة التالية: ما الذي يستطيعون ان يعملوه في المرات القادمة ويكون مختلفا عما سبق؟ وما الذي يمكن ان يعملوه بنفس الطريقة السابقة‚
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي