يجدر الاشارة الى البهتان..إذ هو.. أدهى ..وأمر.وأعظم اثما مما يسمى غيبة: - والبهتان.. وهو إتّهام المؤمن، والتجني عليه، بما لم يفعله، وهو أشد إثماً وأعظم جرماً من الغيبة، كما قال اللّه عز وجل: «ومن يكسب خطيئة أو إثماً، ثم يَرمِ به بريئاً، فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً» (النساء: 112). وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «من بهت مؤمناً أو مومنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه اللّه تعالى يوم القيامة على تلٍّ من نار، حتى يخرج مما قاله فيه»(1)./size]
[size=18]]البهتان
هو لفظ قرآني وحديثي ذو مفهوم أخلاقي. وهذ اللفظ من مادّة ( بَهَتَ ) بمعنى: دَهِش ، وبمعنى: عَجِزَ. وهو في اللغة يدلّ على الكذب والافتراء(1) . والبهتان في الاصطلاح القرآني والحديثي والأخلاقي../size]
يراد به القول على شخص ما لم يفعله (2).
[size=24]واستناداً إلى مصادر اللغة والتفسير،
فإنّ إطلاق كلمة البهتان نابع من الافتراء والكذب على شخص.. ممّا يجعل المفترى عليه مندهشااً .. لدى سماعة ما نُسب إليه كذباً. وتذكر بعض المصادر أن المراد بالبهتان مجرّد الكذب والافتراء الذي يؤدّي إلى البَهْت والدهشة (3).
استُعملَتْ لفظة البهتان في القرآن الكريم 6 مرّات.
وبيّنت الآية 112 من سورة النساء المفهومَ القرآني للبهتان في أن ينسب الإنسانُ ما ارتكب من خطيئة أو إثم إلى شخصٍ آخر (4):
ويذكر بعض المفسرين أن إيذاء البشر بلا ذنب إنّما يُعدّ من البهتان (5) كما يُفهم من الآية 58 من سورة الأحزاب:
والذينَ يُؤذونَ المؤمنين والمؤمناتِ بغيرِ ما اكتَسَبوا فقدِ احتَمَلوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً . ويميل مفسّرون آخرون إلى أن جرم الإيذاء في الآية شبيه بالبهتان،
في حين يرى آخرون أن الإيذاء اللساني هو من مصاديق البهتان (6). وحمل عدد من الآيات ذِكرَ البهتان في معرض الذم واللوم،ويبدو أن المراد من البهتان في الآية 20 من سورة النساء.. . ويشير العلامة الطباطبائي في هذا السياق إلى أن استعمال اصطلاح ( البهتان ) في الكذب؛ لأنّ البهتان غالباً ما ينطوي على الكذب (9). واستُخدم البهتان في الأحاديث بهذا المفهوم العام، وصُرِّح فيها بأنّ البهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (11).
وفي وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله لأبي ذرّ مقايسة بين البهتان والغِيبة، إذ الغِيبة إظهار شيء من المؤمن كان مخفياً، ولكنّ البهتان نسبةُ شيء إلى المؤمن على سبيل الكذب (12). كما أكدت أحاديث أخرى على عِظَم ذنب البهتان وعلى عقوبته الدنيوية اولا ..لا محالة.. وكما ادان الانسان سيدان زيادة على العقوبة الأخروية الفادحة (13). ومن اصدق من الله قيلا
(النساء: 112). وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «من بهت مؤمناً أو مومنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه اللّه تعالى يوم القيامة على تلٍّ من نار، حتى يخرج مما قاله فيه»(1).
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي