الخوف يقيّد الحرية، الجهل يَعمي البصيرة والفقر يًتعِبُ الأحلام...الخوف سجنٌ قضبانه أفكارٌ تحولت مع الوقت إلى حاجزٍ نخاف أن نتخطاه فقررنا أو قرر غيرنا أن يصبح الفكر سجناً منفرداُ له نافذة واحدة تطل إلى المستقبل وأي مستقبل نراه من سجن الخوف! إننا نصل إلى مرحلة لا نرفع فيها رؤوسنا عن الأرض كي لا نرى الشمس لقد أصبحنا نخاف الحقيقة ومن يخاف الشمس يعيش حياته في الظلام ،والحرية تُدفن كلما اشتد السواد في العالم...في الظلام تُعمى البصيرة عن الرؤية وتعجزُ العقول عن ابتداع الأحلام.
لم يعد يكفي أن نقرأ ونكتب حتى نتخطى الجهل، إن عمى البصيرة أسوأ أنواع الأمية لأننا لا نقرأ حياتنا بشكلٍ واضح و حقيقي، الجهل يقودنا كالأعمى نحو الهلاك لا نعرف على أي طريقٍ نسير ومع من نسير، الجهل يعيش على الغريزة يحب أن يشعلها فكلما اشتعلت فقد الإنسان الذاكرة والبصيرة والحقيقة ووقع في دوامة يتخبط فيها فيقتل نفسه وغيره... في الدوامة تتبعثر الحرية وتضيع الأحلام في الفراغ.
الفقر حُلمهُ رغيفُ الخبز وقطراتِ الماء، حينها تصبح قطع الخبز المتساقطة على الأرض هي نجوم السماء التي ينام تحتها هذا الإنسان المتعب و قطرات الماء دموع تبكي مستقبلاً لم يأتي بعد. الفقر صخرة سيزيف التي تتعب وتنهك الجسد والروح ... الفقر بصيرته رغيف الخبز وأفكاره تأنَ جوعاً.
والحل هو مشترك بين الحكومات ،الشعب ،المنظمات الأهلية والأحزاب وغيرها من الفعاليات التي تهتم في مجال عملها في هذه النقاط الثلاث.
هذه الأمور الثلاثة التي تواجه الإنسان والمجتمعات ، تواجه البشرية وتمثل تحدي أمام الحضارات، أمور ثلاثة مرتبطة مع بعضها والحل يكون لهذا المثلث الذي مركزه هو الإنسان- المجتمع.
الحرية المسؤولة هي في احترام قيمة الإنسان، عكس الفقر هو الاكتفاء ففي العالم ما يكفي من الخيرات ولكن لا يكفي لطمع الإنسان، والعلم والمعرفة والوعي تفتح الأفق أمام التطور والتغيير.... الخطوط الثلاث تمثل مسيرة دائمة نحو مشروع الإنسان.