أطفال المفاتيح ..جيل جديد لا يعترف بالسلطة الأبوية
80 بالمائة منهم يعانون من انحرافات جنسية وأخلاقية
حذر مختصون من تنامي ظاهرة أطفال المفاتيح في الجزائر، كنتيجة حتمية لعمل الأولياء، الذين يمنحون لأطفالهم مفاتيح الشقق وهواتف نقالة لتعويضهم في فترة الغياب عن البيت، مما يعرض هؤلاء الصغار إلى انحرافات جنسية وأخلاقية عادة تتولد عنها رغبة في التحرر والاستقلال عن الأولياء بالإضافة إلى أمراض نفسية تتعلق بالفصام والانطواء نتيجة للعزلة ونقص الرعاية الأبوية
*
أكد الدكتور يوسف حنطابلي أستاذ علم الاجتماع بجامعة البليدة أن ظاهرة تنامي أطفال المفاتيح في الجزائر باتت تمس 90 بالمائة من الأسر النووية التي يعمل فيها كلا الوالدان اللذان يمنحان مفتاح الشقة لطفلهم الذي يتراوح سنه مابين 08 و16 سنة في الصباح ليعود للبيت بمفرده عند نهاية الدوام الدراسي ويجد نفسه وحيدا في الشقة وفي متناوله جهاز الكمبيوتر والأنترنت والتلفزيون المدجج بالقنوات الفضائية الصالحة والطالحة منها....، وهذا ما يجعل الطفل أمام الكثير من الخيارات التي من شأنها أن تقوده للانحراف، وفي المساء تأتي أمه لتشغل نفسها بتحضير الطعام بينما يأتي أبوه منهكا لا يفكر إلا في متابعة الأخبار ثم النوم وبهذا يكون الطفل قد ألف وتعود الجلوس إلى الانترنت والتلفزيون وشلة الأصدقاء. وفي هذا الإطار يؤكد المتحدث أن الكثير من أطفال المفاتيح يصطحبون رفاقهم للبيت ويقعون في انحرافات جنسية تتعلق بالشذوذ وزنا المحارم، مثلما حدث في الكثير من البيوت، كما يكون هؤلاء الأطفال عرضة للسرقة والاغتصاب وحوادث البيت.
*
وفي ذات السياق يروي أحد الأطفال أنه كان يغلق على نفسه باب الحمام خوفا ورعبا حتى تعود أمه أو أبوه إلى المنزل فيفتحان باب الحمام فيجدانه مختبئا وراء أحد الجدران .... أحد الأطفال يقول إنه كان يذهب إلى غرفته وقد ملأ كل الأكواب والزجاجات بالماء حتى إذا حدث حريق بالمنزل يقوم الطفل البرىء بإطفائها بواسطه هذه الأكواب المملؤه بالماء ويقوم بالجلوس طوال النهار في إنتظار أمه وهو بجوار هذه الأكواب ... وأحدهم يقول كنت أظل في الشارع ولا أدخل البيت حتى تأتي أمي خشية أن يأتي اللصوص ويقتلوني ...وتروي إحدى الأمهات أنها جاءت من العمل وطفلها من أطفال المفاتيح ووجدته في موضع تقشعر له الأبدان مع أخته الصغيره ولا تعلم ما معنى هذا فهم أطفال لا يفهمون شيئا كيف يقومون بتلك الأفعال .. وطفل أخر كان يأتي بأصدقائه إلى البيت ليلعبوا معه وأثناء لعبهم تشاجروا فدفعه أحد أصدقائه فاصطدمت رأسه بالأرض بشده فحدث له نزيف فهرب الأطفال من البيت وظل الطفل ينزف وينزف حتى جاءت أمه إلى المنزل فوجدته غارقا في دمائه وقد فارق الحياة ... إمرة أخرى ولدها من أطفال المفاتيح عند عودته من المنزل جلس على فراشه وظل يلعب ويلهو بالكبريت حتى اشتعلت النار بالفراش فاحترقت الغرفة ونجا الطفل بأعجوبة من موت محقق لولا تدخل الجيران ...أحد الأطفال كان يظل في الشوارع ولا يذهب للبيت إلا عند عودة أمه وأثناء لعبه في إحدى الحدائق العامة اختطفه أحد الذئاب البشرية وقام باغتصابه ....
*
قصص أطفال المفاتيح في الجزائر وفي مختلف بقاع العالم كثيرة لا يمكن حصرها وهذا ما جعل المختصين يحذرون من مخاطرها، خاصة فيما يتعلق بالرغبة في التحرر والاستقلالية التي تجتاح الطفل وهو لازال قاصرا مما يعتبره الأخصائيون ظاهرة مرضية. وقال الدكتور حنطابلي إن أطفال المفاتيح عادة ما يجدون كل وسائل الراحة متوفرة ومتاحة أمامهم مما يقلل لديهم الإرادة والرغبة في النجاح، بالإضافة إلى إصابتهم بالعزلة والانطواء والميل إلى الجلوس في البيت أكثر من الخروج للشارع وممارسة الرياضة. وأضاف المتحدث أن ظاهرة أطفال المفاتيح بدأت في الولايات المتحدة في السبعينيات والتي يشكل أطفال المفاتيح 90٪ من مجموع أطفال العائلات التي يعمل بها كلا الأبوان في حين يشكلون 89٪ في بريطانيا و 88٪ في ألمانيا. وبدأت هذه الظاهرة تنتشر بشكل متزايد في الجزائر مما يدعو إلى ضرروة توعية الأولياء العاملين من خطورتها وتأثيرها على الأطفال الذين يشتاقون لأم تلاقيهم بابتسامة وحضن دافئ لدى عودتهم للبيت كل مساء.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي