نحو بيئة عربية
سليمة لحياة أفضل
إنّ المناسبات البيئية
متعددة، منها العالمية وغيرها إقليمية وأخرى محلية. وهذه المناسبات تؤكد على ضرورة
الاهتمام بالبيئة بشكل عام وأهمية التخصص في مثل هذه المناسبات التي تظهر التفرعات
العديدة والمهمة في مجال البيئة.
وبالتالي أصبح الاهتمام
بالقضايا البيئية اهتماماً رئيسياً ولا يمكن لأي دولة تريد أن تتقدم في أي مجال إلا
أن تأخذ البعد البيئي. وأصبحت كلمة البيئة تتلازم مع التنمية، لأن أي تنمية لا بدّ
أن تستند إلى أسس تتلاءم والوضع البيئي. ولكن في عالمنا العربي الذي تحاصره
المشاكل البيئة من كل جانب لا بدّ من تحديد الاهتمامات والأولويات البيئية حسب ما
يراها الجمهور العربي.
ولا بدّ من آلية لتحديد
هذه الأولويات. وقد يكون إجراء استطلاع للرأي حول نظرة المواطن العربي لموضوع
البيئة، عملية فعالة لمعرفة مستوى هذه المعرفة، وتحليل النتائج بطريقة علمية من أجل
وضع تقارير فصل إلى المسؤولين وأصحاب القرار للمساعدة في وضع سياسات بيئية ملائمة.
ويفضل أن تنشر أيضاً هذه التقارير في وسائل الإعلام، وهذه وسيلة جيدة لإيصال صوت
المواطن إلى المسؤولين .
إنني أتحدث في مناسبة يوم
البيئة العربي عن الرأي العام العربي حول البيئة، لأن الحديث في العالم العربي الآن
يكثر حول مواضيع التنمية المستدامة وحماية البيئة وتطوير الأرياف ، وتوفير الاكتفاء
الذاتي بتأمين الحاجات الأساسية، هذا يحدث في ظل تطور برامج ومشاريع في مجال الطاقة
ومعالجة النفايات والصحة والمياه، والزراعة البديلة والأغذية، وتنمية المرأة وخدمات
البلديات والصناعات الصغيرة. هذه المشاريع التي يتم التفكير بها والتي يجب البدء
في تنفيذها في الغد القريب إن أردنا أن نحدث تنمية حقيقية في العالم العربي. ولا
بدّ في نفس الوقت التخطيط للمحافظة على البيئة المحلية وتنميتها.
ونحاول في هذه المناسبة أن
نرفع شعار نسعى أن نحقق جزء منه وهو "نحو بيئة سليمة لحياة أفضل". ودورنا كجمعية
الحياة البرية في فلسطين هو زيادة أعداد أصدقاء البيئة للمساهمة في رفع مستوى
الفعالية من أجل بيئة نقية سليمة من جهة، وتوعية كافة المواطنين بهدف توجيه السلوك
البيئي بشكل صحيح من جهة أخرى من أجل تحقيق العلاقة المتوازنة بين الإنسان وبيئته.
وهنا لا بدّ من التخطيط
والتنسيق بشكل يجعل تكاثف الجهود على مستويات مختلفة ومتكاملة. فبرامج الأندية
المدرسية البيئية (المدرسة صديقة البيئة) هي جزء من هذه الجهود التي تمهد للوصول
إلى البيت والأسرة والحي.هذه هي الخطوة الأولى التي تصل إلى مستوى الدولة. ونركز
هنا على دور الأم في غرس العادات البيئية السليمة في الطفل. فكثير من القضايا
البيئية نجد أن للبيت والمدرسة دوراً كبيراً فيها، مثل إدارة القمامة ووضعها في
مكانها الصحيح وعدم إلقائها عشوائياً . إننا نحتاج إلى الاهتمام في البيت والمدرسة
لتدريب الأطفال كي يستعدوا للتعامل مع البيئة على مستوى أكبر.
كذلك ترشيد استهلاك المياه
وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الصحة العامة وسلوكيات صحية عامة للمساعدة في
الحفاظ على الطعام بعيداً عن التلوث. والعديد من القضايا التي تتعلق بالبيئة ضمن
برامج التوعية والتربية البيئية التي يجب أن تأخذ موقعها المناسب في عالمنا
العربي. وأن لا تكون المناسبات البيئية احتفالاً بالخطابات مصحوبة بأعمال متناثرة
غير مبرمجة ليوم في عام، إنما الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة البيئية من الأجدى أن
يكون لما أنجزنا وما ننجز من أجل المحافظة على بيئتنا.
وإذا عجزنا على أن نكون
أمة عربية واحدة سياسياً، فهل تجمعنا البيئة ضمن أمة عربية واحدة تواجهها مشاكل
عديدة؟! فأي مشكلة بيئية في أي بلد عربي لا بدّ أن تجد صداها في البلد الآخر.
وبالتالي فإن قضية التعاون البيئي الإقليمي ضرورة ملحة من أجل النهوض بعالمنا
العربي للخروج من مشاكله البيئية التي أصبحت تحاصره وتقف عائقاً في وجه تقدمه.