لماذا نواجه كل جديد وكل حديث فى امور الدين بالرفض .
لماذا دائما نعتقد ان الجمود وعدم التحرك هما من الدين,وكأن الدين أمرنا بالتأخر .
لماذا نريد دنيانا دائما تكون جميله ونريد مسكننا نظيفا وأنيقا ,ونترك ديننا فى حاله من القدم وعدم التجديد……نتركه وقد علاه تراب السنين ولا يمد أحد يديه ويحاول إزاله هذا التراب ………..وعندما يحاول أحد فعل ذلك نجد الكل يهب ويصفه بأفظع الصفات.
انا لا أعنى بالطبع تغيير الدين او لا أقصد تغيير ثوابت الدين ولكن الذى أقصده هو تجديد اشياء مثل الخطاب الدينى والوسائل التى نستخدمها من أجل خدمه الدين او الاجتهاد الذى أمرنا به نبينا وأقره صحابته فى فعله.
أخوتى من هم ابو حنيفه ومالك والشافعى وأحمد بن حنبل ؟اليسوا بشرا مسلما مؤمنا وكانوا مجددين فى عصورهم؟وكانوا مجتهدين,وهم ليسوا رسل وأقوالهم كانت إجتهادات لعصرهم,وهم أنفسهم غيروا فتواهم بمجرد إنتقالهم من بلد الى بلد فى نفس الزمن.فلماذا نحن نظلم أنفسنا ونظلم ديننا ونظلم علماؤنا بهذا الجمود
ولماذا عدم الثقه فى علماؤنا ؟,صحيح هناك بعض العلماء المتطرفين فى اجتهاداتهم جهه اليمين او جهه اليسار ,ولكن هناك حدود واضحه لا يمكن تخطيها ,فللقران والسنه حدودا لا يمكن تخطيها ,بالاضافه الى ان كل مسلم يجب ان يكون عنده قدرا من العلم فى دينه حتى يستطيع ان يقيم العلماء واجتهاداتهم,كذلك يجب ان يكون هناك مؤسسه إسلاميه موحده مثل هيئه علماء المسلمين لاتؤخذ الفتوى الا منهم.
ويجب ان ينتهى العلماء من مجرد تردديد لاقوال العلماء الذين اجتهدوا من قبل فقط فهذا يقول هذا رأى الامام فولان او الامام علان.لان هؤلاء الائمه كانوا علماء ومجتهدين فى عصورهم وقد انتهت هذه العصور ,فيجب ان يكون لكل عصر علماؤه الذين يفتون تبعا لواقعهم الذى يعيشونه.
وكم نجد الاختلاف الرهيب بين عصرهم الذى عاشوه وبين عصرنا الان.
إن هناك فئات من المسلمين تظن أنفسها انها هى التى تتمسك بالدين ظنا منها ان الاسلام منحصر فى أقول السلف وأفعالهم فقط………..وأريد ان أقول لهم انتم على خطر كبير,لان الله أمرنا بطاعه الله والرسول,اما أولى الامر فقد قال تعالى (واولى الامر منكم)كلمه منكم تعنى أنهم علماء عصرهم وليسوا سلفا.
فأنتم مثل بعض الصينيين الذين يعتقدون فى عباده الاجداد.
إن الاسلام هو دين الفطره وهو واضح لكل مؤمن ومخلص ولا يحتاج الى كل هذا التعقيد فى الامور,فقط يحتاج الى علماء مخلصين لدينهم وأمتهم,وكما قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهه……….)الحديث
فألامر واضح وضوح الشمس.
والفقه فى اللغه كلمه تعنى الفهم ولا تعنى النقل كما نفعل نحن الان ,فيجب ان يكون علماء المسلمين هم من العقليات الواعيه والفاهمه والملمه بعلوم الحياة المختلفه ويجتهدون فيها .
اما الذين يقولون هذا قول فولان وهذا قول فولان فهم ليسوا فقهاء إنما هم لا يختلفون عن أى إنسان عادى قرأ كتب وحفظها بدون فهم.
الامه تحتاج الى علماء وفقهاء حقيقيين أمثال الشيخ الالبانى والشيخ القرضاوى والشيخ محمد الغزالى وغيرهم من العلماء الحقيقيين الذين فهموا الاسلام بوعى فهما سليما حتى ترتقى……….تحتاج الى المخلصين ,تحتاج الى من يزيل التراب المتراكم منذ مئات السنين……..,تحتاج لفهم حقيقى.
الخلاصه:
إذن مصدر شريعتنا هو القران والسنه,وليجتهد العلماء العدول حتى يعود الاسلام الى مكانته الحقيقيه,الاسلام هو ثوابت معروفه واجتهادات,فالثوابت معلومه والاجتهاد عرضه للخطأ والصواب,وقد اعطى الله المجتهد المخطئ أجر وذلك لان الاسلام دين يشجع على التفكير وليس الجمود.
وكم رأينا فى السنه أشياء إختلف فيها الصحابه وأقر الرسول صلى الله عليه وسلم كلا المجتهدين,
خلاصه القول ان الدين يحتاج الى نظره كليه واعيه,بدلا من النظره الظاهريه الحرفيه لاحكامه ,أيضا الدين به ثوابت لا يمكن تغييرها وهى واضحه والحمد لله,وليس هناك مجالا للفرقه بين المسلمين طالما ان ثوابتنا واحده وواضحه ,وعلى علماء المسلمين الاجتهاد فيما سكت عنه القران والسنه,لان سكوت الله عن ذلك رحمه منه معلوم مسبقا ان كل ظرف سيحتاج فتوى مختلفه.
والعالم الحقيقى هو الذى يملك من العلم ما يمكنه من الاجتهاد وليس الذى ينقل أقوال العلماء فقط.
عندما نجد هؤلاء العلماء سيعود الاسلام الى مكانته الحقيقيه.