بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
”إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ,ولكن منطق العمل والحركة فهو لايفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا”
” إن جوهر المسألة هو مشكلتنا العقلية ونحن لا زلنا نسير ورؤوسنا في الأرض و أرجلنا في الهواء, و هذا القلب للأوضاع هو المظهر الجديد لمشكلة نهضتنا”
― من كتاب : مالك بن نبي, شروط النهضة
اخواني لنتذكر أحوالنا قبل هذا التاريخ الذي أصبح لصوت الموظف والمربي بصفة خاصة آذان صاغية تسمعه وتلبي ما يتفوه به ، لقد كنا نعمل والحق مسلوب منا ولانتكلم و لانعرف حتى أهو حق لنا أو لغيرنا ، ومن عايش ذاك الزمن يدرك مدى معاملة الوزارة والإدارة للموظف وخاصة المربي ، واذا سلب الحق منا اما ننساه أو نمشي اليه ليلا أو نقرأ عليه لله دره ، وكنا نعتقد أن أموال الخدمات هي لغيرنا وعششت الفكرة في صلب عقولنا أنها ليست من حقنا بعدما طالت عندهم يتصرفون بها ما يشاءون فلاحساب ولاعقاب فالمال مالهم هكذا كنا نوهم أنفسنا لضعفنا، لكن منذ ظهور رجالا تبنوا فكرة الدفاع عنا وجسدوها على الواقع وتقدموا وفتنوا وبقوا إلى الرمق الأخير ليدافعوا عن زملاء لهم يحسبونهم يدركون هذا النضال الذي أنشيء من أجلهم ويحسبون أنهم سوف يعترفون لهم بالجميل إن حققوا نسبة أقل مما حققوه حتى اليوم
كانوا يحملون أمانة في أعناقهم ومافرطوا فيها وقد تعرضوا لعدة مرات لمضايقات وأنتم تعلموها جيدا قبل انعقاد مجلس الحرب واتهام موظفي القطاع بالعصيان المدني، يومها كانوا في الواجهة وكانوا مخيرين بين السجن وحتى أشياء أخرى لا يستطيع أي إنسان أن يتحملها لكن دائما الإنسان يبقى ضعيفا، وخاصة أن كل المؤسسات ضده وهو ضعيف السند لكنهم كانوا شجعانا بموقفهم هذا حيث أضافوا يوما أو يومين بعد المهلة التي أعطيت لهم من قبل بيت العدالة ، ليبينوا لنا أنهم لو مسهم سوء سوف يكون من أجلنا وهذه النهاية لكل مناضل حر وأمين.
وبعدها سمعنا أصواتا من هنا ومن هناك تنادي بالخيانة وقبض المقابل ولكنهم (أقصد زعماء نقابة لينباف) حافظوا على زملائهم من التشرد لأن الدولة كانت على محمل من الجد
ودون أن ننسى التنسيقية التي كانت تناضل وفي كل مرة تكذب عنها الوزارة المتمثلة في شخص واحد (خالدي) وكأننا لانملك مؤسسات وانما نملك أشخاص ان مات ماتت القضية" أي منطق هذا أهكذا تبنى الأمم "وبقي يراوغ في زعيم التنسيقية ولكنه رغم خلف الوعود من قبل الوزارة ولكنه بقي واقفا وزملائه المساعدين الى يومنا هذا ، ولكن حتى من الاخوة المساعدين نسمع لهم أصواتا تنادي بالخيانة لهذا الزعيم رغم أنه ضحى بماله وصحته ووقته من أجل جلب حق يراه قد سلب منهم.
والآن أصبح لنا صوت وأصبح لنا جناح في بيت الوزارة رغما عن أنوف من يبغضون التربية وهم داخل بيت الوزارة ونسوا أنهم موظفين بل يرون أن بيت الوزارة ملكا لهم وإلا كيف تفسر أن الوزارة فقط هي من ترفض الاقتراحات ودور الوظيف هو المراقبة فقط
إننا اليوم أيها الزملاء نفتخر بنقابة استطاعت أن تغير نظرة الوزارة والإدارة لهذا الموظف الذي كان لايسمع عنه
وقد أصاب المفكر الجزائري مالك بن نبي : "الجهـل في حقيقتـه وثنيـة لأنـه لايغرس أفكـاراً, بل ينصـب أصناماً"
وما عساها أن تفعل فلقد قدمت مايرضي كل الأسلاك ولكن الوزارة هي التي رفضت . أتلمون من هو مدافع عنكم وتتركون من هو ناقم عنكم ، أي منطق هذا الذي هو في عقولكم ؟
وهاهو المفكر مالك بن نبي يصف بدقة حالنا حيث يقول : فالحكومة مهما كانت ماهى إلا آلة اجتماعية تتغير تبعاً للوسط الذى تعيش فية وتتنوع معه , فإذا كان الوسط نظيفاً حراً , فما تستطيع الحكومة أن تواجهه بما ليس فيه , وإذا الوسط كان متسماً بالقابلية إلى الاستعمار فلا بد من أن تكون حكومته استعمارية ..”
ولست هنا مدافعا عن الصادق دزيري ولا عن نوار العربي لكن كلمة حق أردت بها أن أخاطب عقولكم لكي تمييز بين مانحن الآن عليه و كيف كنا وكيف أصبحنا ومهما اجتهدوا في الاقتراحات لن يصلوا الى رضى جميع الموظفين فانها غاية لاتدرك .
ولنذكر أنفسنا أن غاية المسلم دائما هي رضى رب العباد وما الدنيا الا في أيدينا فلا تؤثر ولاتغير من أمرنا لكن ان دخلت القلب فتن الانسان بها ونسي غايته التي خلق من أجلها
والسلام ختام
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي