لماذا ترهق نفسك وتحاول جاهدًا أن تحفظ كتاب الدراسة كله، ويمكنك أن تحفظ صفحة واحدة وتأتي بأعلى الدرجات فيها؟، ولماذا تقحم نفسك في توتر دائم وتشتت نفسك ليلة الامتحان والساعات القليلة التي تسبقه بالغوص في كل صفحات الكتاب؟، ولماذا تضع نفسك في حيرة ماذا تراجع؟.. ذاك الفصل أم غيره؟.. تلك الصفحة أم ذلك السطر؟ فتارة تقرأ الصفحة الأولى وتارة تقرأ الأخيرة، فتجد نفسك تائهًا في الكتاب وتزداد توترًا، على الرغم من أن بإمكانك تجميع عناصر الكتاب كله في صفحة واحدة أيضًا؟!
كل ذلك ستجده في المذاكرة بـ"الخريطة الذهنية"، والتي تمكن أي طالب من إيجاز عناصر الكتاب الواحد بطريقة مسلسلة في صفحة واحدة بشكل ممتع، كما أنها تحوي العديد من المميزات التي تسهل على الطالب تجميع كل عناصر الكتاب في ذهنه، بالإضافة إلى سهولة استرجاع المعلومات بشكل سهل ويسير.
في لقاء مع خبيرة التنمية البشرية التقى أحلام عثمان عثمان، :
المعروف أن العمل بـ"الخريطة الذهنية" توصل إليها العالم "توني بوزان" في الستينيات، وقام فيها بعدة أبحاث ودراسات, وانتشرت هذه الطريقة مؤخرًا في العالم العربي، وأثبتت فاعليتها وكفاءتها في نواحي الحياة المختلفة؛ حيث يمكن استخدامها في (الدراسات- الأعمال- خطة مشروع- خطة حياة- تلخيص كتاب- حفظ القرآن....).
تقول أحلام عثمان، في بداية حوارنا معها: إن طريقة الخريطة الذهنية لها مميزات كثيرة جدًّا جدًّا في الحفظ والمذاكرة، وحتى على مستوى الحياة عمومًا, وتشبهها بالمكتبة حين تضع فيها المعلومة بسهولة، فهي نظام يكون من السهل أيضًا استدعاء المعلومة منها بسهولة وسرعة, أما إذا ألقيت المعلومة في سحارة بشكل مبعثر غير منظم، يكون من الصعب استدعاؤها، ويأخذ وقتًا أطول بكثير من المكتبة.
وتوضح أن من مميزات هذه الطريقة:
* إدخال المعلومة بسهولة ونظام إلى العقل.
* سرعة استدعاء المعلومة وسهولتها.
* أفضل طريقة لاختصار الدروس وتلخيصها والمعلومات المتشعبة.
* طريقة ممتازة لربط المعلومات ببعضها فيسهل حفظها.
* سهولة مراجعة المواد في وقت قياسي، وبالتالي توفر وقتًا وجهدًا كبيرًا على الطالب.
* تكسب الشخص القدرة على تحليل المعلومة وتقسيمها وتسلسلها.
* تعطي الطالب طلاقة وغزارة في الأفكار.
* تكسبه سمة الابتكار والتجديد.
* تجعله منظمًا في حياته عمومًا.
* يسهل عليه تخطيط يومه وحياته.
الطريقة العنكبوتية
وتشير إلى أن "الخريطة الذهنية" بها أشكال كثيرة، أفضلها وأسهلها "الطريقة العنكبوتية"، ويتم فيها وضع رأس الموضوع في المنتصف، ويخرج منه أفكار رئيسية، ويتفرع منها أفكار فرعية، على أن تدور اتجاه تسلسل الأفكار مع اتجاه عقارب الساعة.
وتضيف: إن مع كل فكرة رئيسية أو فرعية استخدم معها شيئًا مميزًا، يذكِّر العقل بها، مثل استخدام لون أو صورة أو رقم أو رسمة معبرة عن الفكرة أو كلمة، مع ملاحظة ألا تتعدى الأفكار الرئيسية 9 أفكار، وأما الفروع ليس عليها قيد في عددها وأشكالها.
وتوضح أن بعد الانتهاء من الخريطة يلتقط المخ الصورة في أقل من الثانية، ويخزنها كما هي، فيكون من السهل على المخ التعامل معها، واستدعاءها بسرعة, مشيرة إلى أنه كلما كان شكل الخريطة أقرب إلى شكل الخلية العصبية، يكون من الأسهل على المخ تخزينها والتعامل معها.
خطوات بسيطة
وتبسط استخدام تلك الطريقة في خطوات معدودة:أولاً: أن يقرأ الطالب الدرس جيدًا ويستوعبه.
ثانيًا: أن يستخرج النقاط الرئيسية التي وردت في الدرس.
ثالثًا: أن يستخرج من كل عنصر رئيسي النقاط الفرعية التي تندرج تحته.
رابعًا: البدء في وضع شيء مميز لكل نقطة فرعية أو رئيسية (لون- كلمة- رقم- صورة أو رسمة بسيطة)، كما هو في الرسم التوضيحي السابق.
وتشير إلى أن طريقة الخريطة الذهنية تصلح أكثر للمواد المقالية، والمواد التي تتطلب حفظ كثير مثل الدراسات الاجتماعية والعلوم والفيزياء وقواعد النحو والصرف في اللغة العربية.
وتؤكد أن هذه الطريقة حفظت الكثير من الأطفال القرآن الكثير من المواد، فضلاً عن القرآن، كما أن معظم المتفوقات في الجامعة أو المدرسة، كان السبب الرئيسي في نجاحهم هو الاعتماد على تلك الطريقة في تحصيل المعلومات.
وتنفي صعوبة المذاكرة بتلك الطريقة قبل الامتحان، بل إنها لا تحتاج فترة للتعود عليها؛ لأنها سلسة وممتعة للغاية، وستجمع كل المعلومات في الذهن بشكل سهل ويسير، مشيرة إلى أن الطالب سيشعر بالفرق بنفسه بعد تطبيق تلك الفكرة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي