freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19309 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: قصة الخوانجية الذين قمعهم نظام بن علي الخميس يناير 27, 2011 9:26 am | |
| وثائق بحوزة الشروق تكشف طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع الإسلاميين
فشل النظام التونسي على مدار ثلاثة عقود كاملة من استئصال الإسلاميين رغم استخدامه أسوأ سياسات الاستئصال وأكثرها عنفا، ولم ينفع السجن والتعذيب والتهجير والتجويع في استئصال الإسلاميين الممثلين في حركة النهضة ذات التوجهات الفكرية المرتبطة بالتنظيم العالم للإخوان المسلمين . ويحتفظ الناشطون في حركة النهضة بذكريات داخل سجون تونس يعجز القلم عن وصفها، بل إن البعض منها لا يمكن وصفها بدقة لأنها بكل بساطة خادشة للحياء .
تعود بدايات الحركة الإسلامية في تونس إلى السبعينيات، حيث بدأت في المساجد من خلال دروس وحلقات ومحاضرات، يقدمها المؤسسون الأوائل؛ وهم راشد الغنوشي، وعبد الفتاح مورو وصالح بن عبد الله البوغالي ومحمد الصالح النيفر، ولم يكن توجهها الفكري واضحا في البداية، حيث كانت تنشط وفق أدبيات جماعة الدعوة والتبليغ، وسمت نفسها الجماعة الإسلامية، حيث ظهرت كرد فعل على السياسات العلمانية التي انتهجها الحبيب بورڤيبة، خصوصا عندما أفتى بمشروعية الإفطار في رمضان، وألغى السفساري وهو اللباس التقليدي للمرأة التونسية، كما اعتبر نفسه محرر المرأة، حيث وقفت الحركة الإسلامية ضد سفور المرأة . وبدأت الحركة الإسلامية في اعتناق فكر الإخوان المسلمين في هجرة راشد الغنوسي، وعاد متحمسا لنشر فكر حسن البنا في تونس، وبدأت الحركة تعتمد عملا سريا تنظيميا وفق أدبيات الإخوان المسلمين، وحدث هذا وسط السبعينيات من القرن الماضي، وبدأ انتشار الحركة في المدارس والجامعات، مما خلق جيلا جديدا من الشباب، وقد بدت في الشارع التونسي من خلال حدثين بارزين هما، موقفها من الثورة المسلحة التي أطلقها سكان قفصة في الجنوب بدعم من معمر القذافي حيث رفض الإسلاميين هذه الثورة، ثم الاحتجاجات الاجتماعية أواخر السبعينيات التي دعمتها الحركة الإسلامية، وفي سنة 1979 وقع أول انكشاف أمني للحركة، حيث ضبطت حقيبة فيها قاوئم بأعضائها المؤسسين، مما جعلها تحت أعين نظام بورڤيبة الذي بدأ في الاعتقالات سنة1981، حيث قبل ذلك، كان وضع بورڤيبة لا يسمح بخوض مغامرة ضد الاسلاميين، واستمر الشد والجذب بين الإسلاميين والسلطة بالتصالح أحيانا والتضييق والاعتقال أحيانا أخرى، ومن الواضح أن السلطة كانت تستخدم الإسلاميين لضرب اليساريين أحيانا، وتستخدم اليساريين لضرب الإسلاميين أحيانا أخرى، لكن الذي نال الإسلاميين كان أكثر بكثير. أول انكشاف أمني للحركة الإسلامية واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن قامت مجموعة محسوبة على التيار الإسلامي بمحاولة انقلابية ضد بورڤيبة سنة 1987و لكن زين العابدين بن علي تفطن للأمر وقام بنفس العملية الانقلابية بالمجموعة الأمنية التي نسقت عملية الانقلاب، وأودعهم جميعا في السجن، وجاء بشعارات جديدة واتفق مع الإسلاميين، طالبا منهم المشاركة السياسية، واشترط عليهم تغيير الاسم فكانت حركة النهضة، التي حققت خلال هذه المرحلة انتشارا كبيرا، وكادت تهيمن سياسيا، غير أن مرحلة جديدة بدأت، تميزت باستخدام أشد درجات التضييق على الإسلاميين، أين اعتقلت قياداتهم وزج بالآلاف من الشباب في السجون وحدثت القطيعة التامة، وتزامن ذلك مع ما حدث في الجزائر، فاعتمد نظام زين العابدين بن علي سياسة استئصالية غير مسبوقة في العالم العربي، محكما قبضته على المجتمع من خلال الأجهزة الأمنية المدعمة بجيش من المخبرين، وتم سن قانون غلق المساجد، كما تم التأكيد المنشور180الذي يمنع الحجاب، وتم حل الاتحاد التونسي للطلبة واعتقال أمينه العام، كما أغلقت جريدة الفجر لسان حال حركة النهضة . السجون اكتضت بـ50 ألف تونسيا بسبب انتمائهم السياسي وتوسعت الاعتقالات بعد سنة 1990، ولم تتوقف إلى غاية هروب الرئيس بن علي، وخلال هذه الفترة المهمة شهدت السجون التونسية ظروفا جهنمية، تفنن فيها الجلادون وجربوا كل أشكال التعذيب، وقدر عدد الإسلاميين الذين دخلوا سجون 50 ألف معتقل كلهم من حملة الشهادات والإطارات المتعلمة . الداخل إلى مقر الداخلية مفقود والخارج منه مولود يروي عدد من قيادات النهضة للشروق التي بقت في الداخل ولم تغادر تونس قصصا مروعة عن أساليب التعذيب التي مورست، سواء في مرحلة الاستنطاق بالمراكز الأمنية أو مقر الداخلية وبالسجون، ففي مقر وزارة الداخلية يرفع الإسلاميون شعارا متعارف عليه وهو "الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود " ، ويسردون مثالا حول موقوف تم ضربه إلى درجة الموت، ولما فارق الحياة رموه من النافذة وأعلنوا أنه مات منتحرا . أما في السجون فما حدث هناك لا يمكن وصفه في هذه الأسطر، بل إن المجلدات لا تكفي لحصر كل ما حدث، ومن أمثلة ذلك أنه يؤتى بقيادي من حركة النهضة وتتم تعريته أمام الشباب لكسر الاحترام بينهم، كما أن الجلادون عمدوا إلى حجز قياديين معروفين في الحركة في عنابر مخصصة للشاذين جنسيا، ويتم إبقاؤه هناك لمدة 15 يوما، لدرجة أن البعض وصل بهم الأمر إلى درجة الجنون، والغريب أن الشاذين جنسيا من السجناء كانوا أكثر رحمه بهؤلاء الشيوخ، فيعتذرون منهم ويخصصون لهم مكانا معزولا داخل السجن ويعطونهم فراشا خاصا، بينما ينهمكون في انحرافاتهم . وهناك بعض الفضائع سردها لنا سجناء لكن طلبوا عدم نشرها لأنها تشكل إحراجا كبيرا وخادشة للحياء . التعذيب يطال عائلات المساجين لم ينحصر التعذيب المساجين فقط بل طال عائلاتهم، الذين كانوا يزورونهم في السجن، لدرجة أن بعض المساجين أصبحوا يرفضون زيارات أهاليهم، وكانت التجاوزات في حق العائلات تأخذ بعدا لا أخلاقيا، من خلال تعرية المساجين أمامهم وأحيانا تعرية العائلات. وثائق تفضح طريقة عمل الأجهزة الأمنية حصلت الشروق على ملف كامل يوضح الطريقة التي كانت تعمل بها الأجهزة الأمنية في تونس، في متابعتها للإسلاميين، فردا فردا، ويتضح من خلال هذه الوثائق أن المهمة الأساسية لهذه الأجهزة ليس حفظ الأمن وخدمة المواطنين، وإنما متابعة الإسلاميين ومراقبة تحركاتهم مهما كانت بسيطة، ورصد كل الاتصالات التي كانت تجري بينهم أو مع الناس، معتمدين في ذلك على المخبرين الذين ينتشرون في كل مكان، لدرجة أن المرأة كانت تبلغ عن زوجها والأب يبلغ عن ابنه، وانعدمت الثقة بين التونسيين، بسبب حالة الرعب التي تسببت فيها الأجهزة الأمنية، والتي قد تلفق تهمة لأي شخص مهما كانت تصرفه بسيطا، كتقديم إعانة مالية لعائلة يتواجد رب عائلتها في السجن، حيث يتم تلفيق تهمة دعم الإرهاب، ومثال ذلك القبض على شخص زود عائلة بأغطية بعد أن تأثر لحالهم، فسجن هو الآخر، وأصبح الاقتراب من عائلته شبهة قد توصل صاحبها إلى السجن . نظام زين العابدين بن علي مارس كذلك سياسة التجويع ضد الإسلاميين الذين عجزوا أو فضلوا عدم الهجرة إلى الخارج، وذلك من خلال حرمانهم من العمل في المؤسسات الرسمية، وممارسة التضييق عليهم في العمل عند أرباب العمل الخواص من خلال اتهامهم بتقديم الدعم إلى "الخوانجية" عبر توظيفهم في المطاعم والمقاهي والمصانع، وأمام هذا التضييق، اضطر أبناء حركة النهضة إلى القيام بأعمال حرة، كالتجارة ببعض الأشياء البسيطة، ومن هنا يمكن أن يعمل دكتور في الرياضيات في بيع حشائش الطبخ، وعالم اجتماع كسائق حافلة، كما يشتغل الفقيه في إصلاح الأحذية ! ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|
mimi مشرفة مميزة
عدد المساهمات : 189 تاريخ التسجيل : 12/01/2011 العمر : 28
| موضوع: رد: قصة الخوانجية الذين قمعهم نظام بن علي الجمعة يناير 28, 2011 1:51 pm | |
| شكرا على تزويدنا بهذه المعلومات | |
|