freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: تصدق تصبح غنياً الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:09 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إذا تصدقت بعشرة فربما يأتي بدلها مئة قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ( ما نقصت صدقة من مال ) رواه مسلم ، إذا تصدق الإنسان فإن الشيطان يقول له : إذا تصدقت نقص مالك ، عندك مئة ريال إذا تصدقت بعشرة لم يكن عندك إلا تسعون ، إذاً نقص مالك فلا تتصدق ، كلما تصدقت ينقص مالك . ولكن من لا ينطق عن الهوى يقول : " ما نقصت صدقة من مال " ، وربما هذه العشرة يأتي بدلها مئة ، كما قال تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) [ سبأ : 39 ] . أي يجعل لكم خلفاً عنه عاجلاً " . [ شرح رياض الصالحين 6/66 ]
آمن بمبدأ الوفرة قال العالم الكويتي الدكتور صلاح الراشد ( دكتوراة في علم النفس ) : " آمن بمبدأ الوفرة ، قانون الوفرة عند علماء العقل يعني : الكثرة والغنى . وهذا القانون أو هذه السنة الكونية تنص على أن الذي يعطي سوف يتلقى بالمقابل . وتنص على أن العالم مليء بالثروات والعطايا الروحية والنفسية والمادية . ما أضيق العيش عند شخص يرى الرزق محصوراً على شخص آخر . وهذه السنة الكونية ( الوفرة ) رواية ودراية أو نقل وعقل ، أي أنها نقلت إلينا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن السابقين . كما أنها مجربة في حياتنا اليومية . يقول الله عز وجل : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) . وفي آية الوفرة العجيبة : قوله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) وهذا وعد من مالك خزائن الخير جميعها أن يعطي ويخلف ويضاعف لمن يؤمن بمبدأ الوفرة ويعمل به . وقال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم : ( ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) رواه مسلم . وفي رواية أنه أقسم عليهن ، وهذه السنة التي أقسم عليها النبي صلى الله عليه وسلم تنص على أن المال الذي ينفق كعطاء أو صدقة لا ينقص من المال . يعني أنه يعود ، بل يعود متضاعفاً .
يقول نورمن فنست بيل : " من أجل أن تحصل على الأشياء الجيدة في الحياة فلابد أن تعطي أولاً " . وكلامه هذا يوافق القرآن الكريم في قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وفي كتابه " القوة اللامحدودة " حدد أنتوني روبنز خمس نقاط للنجــاح والغنى كانت الخامسة : أعط أكثر مما تتوقع أن تأخذه ، قال : وهذه النقطة قد تكون الأكثر أهمية في كل النقاط الأخرى ، لأنها حقاً تضمن السعادة الحقيقية .
وقد اقترح في كتابه الآخر " أيقظ العملاق داخلك " : نسبة 10% عشرة بالمئة على الأقل مما تجمع يجب أن يذهب عطاءً وهو رأي الدكتور ستيفن كافي أيضاً وذكره في كتابه المتقن " قيادة تركيز المبادئ " . واعلم أخي أن صاحب عقلية الفقير لا يغنى أبداً ولو ورث مليون دينار ، ولو جمعها لفرط فيها ثم صار فقيراً مرة أخرى لأن عقلية الفقير : الأخذ ، لذا هو لا يصبح غنياً أبداً حتى يغير مبدأ الأخذ إلى العطاء ، وهذه سنة كونية مؤكدة غير قابلة للتغيير . لذا قال في الحديث الشريف : ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) رواه البخاري . يريد صلى الله عليه وسلم هذه الأمة هنا أن ينشئ عقلية عليا قوية . إذا كنت فقيراً فابدأ بالتفكير في عقلية الغني . وهنا ألمح إلى كتاب جيد اسمه " فكر تصبح غنياً " تحدث بالتفصيل عن هذه المسألة .
تأثرت جداً مرة بقصة الإمام المجاهد عبدالله بن المبارك عندما تصدق لعابر طريق بمئة دينار فقيل له : دينار يناسبه ، فقال ما معناه : لكنه لا يناسبني . أي أنه يعطي بما يليق بمنزلته وليس بالضرورة ما يليق بمنزلة الذي أمامه . عجيبة هذه العقلية الفذة . ولا أعظم من الله عز وجل في العطاء ولله المثل الأعلى ، فالله سبحانه رغم نكراننا وإساءتنا وتخبطنا ومعاصينا : يعطينا . ابتلانا فلم نصبر وأعطانا فلم نشكر فلا هو بعدم صبرنا أدام البلاء ، ولا هو بعدم شكرنا رفع العطاء . تخلقوا بصفات الله ، فالله يحب من يتأسى بصفاته " . [ " كن إيجابياً " أشرطة صوتية للدكتور صلاح الراشد ] .
إذا رغبت في الحصول على أي شيء فعليك أولاً أن تعطيه غيرك
قال المليونير الأمريكي ( من أصل ياباني ) روبرت تي . كيوساكي في كتابه الذي أثار ضجة في عالم المال : " الأب الغني والأب الفقير " : لقد بذل أبي الثري الكثير من المال ، إذ بذل للمؤسسات الدينية ، وللجمعيات الخيرية ولمؤسسته . فلقد عرف أنه لكي يأتيك المال ، عليك أولاً أن تبذله . وبذل المال هو سر العائلات الأكثر ثراءً . وهذا هو السر وراء وجود منظمات كمؤسسة روكفلر وفورد .
لطالما اتبع معظم الناس الطريقة الخاطئة التي تقول : " عندما يفيض معي بعض المال الزائد ، سأبذله للغير " ، لكن المشكلة تمثلت في عدم توافر مال فائض أبداً . وهكذا استمر هؤلاء في كدحهم ليتكسبوا بعض المال الزائد بدلاً من أن ينتبهوا إلى أهم قانون من قوانين جمع المال وهو قانون " ابذل لتأخذ في المقابل " بل آمنوا بدلاً من ذلك بقانون : خذ أولاً وحينها اعمل على بذله . لقد علمني أبي الثري درساً ً أبقيته ماثلاً طوال حياتي ، وهو ضرورة كون المرء باذلاً معطاءً ومشاركاً في الخير ، فقد آمن إيماناً عميقاً بمبدأ الخيرية المشتركة ، فكان دائماً يقول : " إذا رغبت في نيل أي شيء فعليك أولاً أن تبذله " . وعندما يقل ما في يديه من المال ، كان يعمد ببساطة لمنح بعضه للجهات الخيرية والدينية . فإن حق لي أن أطبع في ذهنك فكرة ما ، فهي هذه الفكرة : أينما تشعر " بافتقارك " لشيء ما أو " حاجتك " إليه فابذله وأعطه لغيرك أولاً بقدر ما تستطيع ، ولسوف يعود إليك أضعافاً مضاعفة . ينطبق هذا على المال وعلى الابتسامة وعلى المحبة وعلى الصداقة . وإنني لأعلم أن البذل والعطاء في هذه الحالة ( حالة الفقر ) هو آخر ما يريده المرء ساعتها ، لكنه ظل دوماً الشيء الأنفع معي . وإنني لأثق بمبدأ المقابل ، فأبذل مما أحب . فإن أردت المال ، فلسوف أبذل مالاً ، ولسوف يعود لي أضعافاً مضاعفة . ولئن أردت مبيعات ، فلأعينن غيري على أن يبيع شيئاً ما ولسوف تفتح لي مغاليق البيع . وإن أردت وساطةً لحاجة ، فسأعين أحدهم بما لدي من معارف وستأتي لي وساطتي فيما يشبه السحر . فخلال كل سنوات عمري ، وكلما كنت أستشعر حاجة أو عوزاً أو افتقاراً لعون ، كنت أخرج ببساطة وأتلمس بعمق ما أنا في حاجة إليه ، وأقرر أن أبذل منه ابتداءً ، وعندما أقدم العطاء كان دوماً يعود إلي بما وهبت . فكل ما يحتاج المرء لتذكره عندما يتعلق الأمر بالمال أو بالحب أو بالسعادة أو المبيعات والعقود ، هو البذل مما يحب أولاً ، وسوف يعود عليه ذلك بأضعاف أضعاف ما أعطى . بل وحتى مجرد تفكيري بما أحب وأبذله أو أعطيه لغيري ، كان يفتح لي أبواب خير جارف . وكلما أشعر أن الناس توقفت عن الابتسام في وجهي ، بادرت أنا بالتبسم في وجوههم وتحيتهم ، وكما السحر ، تنتثر الابتسامات في كل مكان حولي . فصحيح هو القول بأن العالم ما هو إلا مرآة لك . ولهذا أقول : " امنح مما تملك ، ولسوف يفيض عليك بما منحت " . ولقد وجدت أنه كلما أعطيت علماً لأولئك الراغبين في التعلم زاد ما أتعلمه . فإذا أردت العلم بالمال ، فقم ببذل هذا العلم إلى غيرك ، ولسوف يفيض عليك ذلك بسيل من الأفكار الجديدة والبصائر الأحكم . وصحيح أنه كانت هناك أوقات بذلت فيها ولم أتلق مردوداً ، أو اختلف ما تلقيته عما رغبت فيه ، ولكن بعد التمعن والاستشفاف ، أجد أني تلقيت ما فيه نفعي وإن لم أعرف ذلك من أول وهلة . إنه لمن الأيسر عليك أن تتخذ من فعل الخير عوناً لك في تحقيق أهدافك . وكل ما عليك هو أن تكون كريماً بما تحوزه يداك ، وسيكون الله كريماً معك . [ " الأب الغني والأب الفقير " ، روبرت تي كيوساكي ، ص 163 ، 213 ، 214 ] .
كن فياضاً في عطائك يقول الدكتور وين دبليو داير : " فالعزيمة هو العطاء الفياض الذي لا يقف عند حد . ليس هناك تقتير ( بخل ) في عالم الروح الكوني غير المرئي الذي خلقه الله سبحانه . إن الكون ذاته ليس له نهاية . كيف تكون هناك نهاية للكون ؟ ما الذي سيقف عند نهايته ؟ هل سيكون هناك جدار ؟ كم يبلغ سمك هذا الجدار ؟ وما الذي يقع عند النهاية الأخرى ؟ بينما تراقب مع العزيمة اعرف في صميم قلبك أن أي تصرف تقوم به ينم عن تقتير سوف يفصلك عن العزيمة . إن الوفرة ( الغنى والثراء ) الفياضة هي سمة الخالق العظيم سبحانه . تصور إن توقف الكون عن إنتاج المزيد من الأكسجين ؛ إن شعر بأنه متعب وبأنه يكفيه ما ينتجه من الأكسجين وبأنه سوف يبني جداراً لإغلاق هذا الكون الكبير حتى لا يستهلك كل هذا الأكسجين المطلوب . هل هذا ممكن ؟ إنه مستحيل ! لقد خلقت من هذه الرحابة ؛ من هذا الفيض الذي لا يعرف حداً . إذن ما الذي يمنعك من استعادة تواصلك مع هذا الإدراك المتناهي لعقلك وما سر تشبثك بهذا البخل برغم كل ما هو واضح أمامك ؟ إن الذي يمنعك هو الظروف التي تعرضت لها أثناء الحياة ؛ والتي يمكنك أن تغيرها اليوم ؛ على مدى الدقائق القليلة التالية إن رغبت في ذلك . عندما تنتقل إلى العقل الفياض يجب أن تكرر على نفسك مراراً أنك لا تعرف حداً لأنك قد خلقت من هذا المدد الفياض للعزيمة الذي خلقه الله سبحانه . وبمجرد أن ترسخ هذه الصورة بداخلك فسوف تبدأ بالتصرف على هذا الأساس . عندما تتحول هذه الأفكار المتمثلة في الكرم الزائد والتعفف إلى طريقتك في التفكير فسوف تشرع في التعاون معك ولصالحك وستصبح في انسجام كامل مع أفكارك ، تماماً مثلما كانت تعمل في انسجام مع أفكارك السابقة عن الإمساك والبخل . إن كنت تظن أنه ليس بوسعك أن تعكس هذه الوفرة الفياضة ( الغنى والثراء ) في حياتك فسوف تجد أن العزيمة قد اتفقت معك ؛ بل سوف تساعدك لكي تحقق كل هذه التوقعات المتواضعة ! " . [ " قوة العزيمة " تعلم كيف تحقق رغباتك بطريقة خاصة ، وين دبليو داير ، صفحة 63 ] .
الله سبحانه يمنح بلا توقف وبلا حدود
ويقول وين دبليو داير : " إن الله سبحانه المسئول عن الخلق في حالة عطاء مستمر ، بل إنه لا يعرف حدوداً للعطاء . إنه يواصل تحويل الأرواح النقية عديمة الشكل إلى أشكال مادية بالغة التنوع . فضلاً عن أن الله سبحانه يمنح بلا حدود ، فهو لا يعرف النقص أو التقتير ( البخل ) . وهذا يعني أننا بصدد حقيقتين بالغتي الأهمية عند تناول الوفرة الفياضة ( الغنى والثراء ) الحقيقة الأولى : هي أن الله متواصل العطاء . والحقيقة الثانية : هي أنه يمنح بلا حدود " . [ المصدر السابق ص 199 ] .
الله سبحانه كريم سخي دائم العطاء فكن أنت كريماً معطاءً
ويقول : " إن سر الغنى والثراء يكمن في التفكير والتصرف على نحو يضاهي الكرم والجود والسخاء . إن الله هو الواهب لكل شيء والذي نبع منه كل شيء ، إنه دائم العطاء ؛ وقد اخترت أن أكون معطاءً أنا الآخر . كلما منحت وأعطيت زاد تدفق العطاء نحوي . إن الكريم المعطاء هو شخص ملهم بدرجة كبيرة . إنه يحيا في عالم الروح أكثر من الجسد . وبالتالي فهو ملهم ، وهو في نفس الوقت مصدر إلهام " . [ المصدر السابق ص 282 ] .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|