الوصول لطريقة تفكير إبداعية
إن من أكبر النعم وأعظمها التي منّ الله بها على ابن آدم هي نعمة العقل إذ أنه المصدر الأساسي للعلم والمعرفة والطريق للوصول إلى النجاح والنهاية الرائدة للإنسان الذي يستخدمه بالطريقة السليمة.
فكثيراً ما كان يتردد على إسماعنا في الحياة الاجتماعية والعلاقات فيما بين الشخص والآخر" عدو عاقل خير من صديق أحمق "
فالعقل من أبرز علامات الإنسان الناجح ، فنحن نرى بأنه مما أدى إلى تأخير الأمة عن غيرها هو تحجيم عمل العقل وعدم استثماره بالشكل الصحيح.
ومن أهم خواص العقل التفكير الذي هو عبارة عن "سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحد أو أكثر من الحواس الخمس ( اللمس , البصر , السمع , السم , الذوق)".
لذلك على الإنسان أن يترك لنفسه مساحه كافية للتفكير وتفعيل قدرته على ذلك فلكي نصل إلى عقل راجح علينا زيادة التفكير فهو العتبة الأولى نحو النجاح فكما أثبتت الأبحاث بجامعة مينسوتا بأن متوسط تفكير الإنسان حوالي (4000) فكرة يومياً ويقضي أيضاً أكثر من (75% )من وقته في التفكير إذاً نستنتج قدرة الإنسان الهائلة على التفكير، لكن نحن للأسف لا نترك لأنفسنا فرصة لذلك إلا لحظة وقوعنا في المشاكل والأمور الصعبة .
فلكي نستطيع أن نتدارك لحظات توقف العقل عن التفكير أمام أي مشكلة علينا طرح مجموعة أسئلة لنعرف كيف نفكر .. من أهمها !!!!
1- السؤال عن الشعور تجاه الموضوع.
2- السؤال عن الرأي حول الموضوع أي التقييم العام له.
3- السؤال عن ما هية الفكرة الأساسية .
هكذا تصنع الفكرة وتبنى على قواعد سليمة .
ولكن لماذا نفكر؟؟؟؟
أولاً: لأننا مأمورون بذلك شرعاً لذلك نجد أكثر من ( 640 ) آية تحث على التفكير .
ثانياً : لنكون قادرين على التعامل مع تحديات الحياة .
ثالثاً : للنجاح في علاقاتنا الخاصة والعامة وفي جميع الأمور.
فالتفكير :
1- يساعد على بناء الشخصية القوية.
2- يلبي حاجات سوق العمل فلو أن المتدربة مثلاً ألغت فكرة ضرورة التوظيف في الوظيفة الحكومية واتجهت إلى سوق العمل لأبدعت وأصبحت سيدة من سيدات الأعمال الناجحات .
3- يساعد في القدرة على اتخاذ قرارات صائبة.
نرى دائماً عندما يوجه سؤال لأي من الناجحين عن سبب نجاحاته يقول " إن قوة التفكير هي التي جعلتهم مليونيريه " فمما لا شك فيه بأن الجميع تتوفر لديه هذه المهارة لكن ما فعلوه أنهم في كل موقف يتأملون كثيراً ويفكرون تفكيراُ بسيطاً لا معقداً فوصلوا إلى الطريق السليم الذي حقق رغباتهم .
فالناجحون ليسوا أذكى من غيرهم إذ أنه لا توجد علاقة بين درجة الذكاء والنجاح أبداً إنما نجاحاتهم في قدرتهم على التفكير البسيط المنظم حتى عند أصعب المشاكل .
وليس كل تفكير يقود إلى الايجابية فهناك من يسعى جاهداً ليفكر بالشكل السلبي كالمجرمين وأرباب المشاكل نجدهم يفكرون ملياً قبل ارتكاب حماقاتهم فهؤلاء ليتهم لا يفكرون .
فمن معوقات التفكير بشكل عام :
1- الجهل بالموضوع فالشخص بحاجة إلى معلومات أكثر حوله.
2- إلقاء اللوم على الآخرين كما هو الحال بين الطالب والمعلم مثلاً.
وللقضاء على تلك المعوقات توجد مهارات تنشط العقول بتقنيات جديدة للتفكير الإبداعي الذي هو عبارة عن جزء من أي موقف سواءً كان (تعليمي,تربوي,تدريبي ) يتضمن أسلوب حل المشكلات وتوليد الأفكار لذلك يجب أن يعرف ( الوالدين , المعلمون , المدربون ) إن تنمية التفكير الإبداعي لا يقتصر على تنمية مهارات (الأبناء , الطلاب , المتدربين ) ولكن عليهم تنمية النواحي الايجابية لديهم مع الاعتراف بقدراتهم المختلفة كتنمية درجة الوعي والإبداع وتوسيع مداركهم وشعورهم بقدراتهم لتحمل المخاطر و تنمية مفهوم الإبداع ، وحب الاستطلاع ، ودافع التجريب ، والالتزام بأداء المهمة ، والمثابرة ، والتصميم على الانجاز ، والرغبة في تحقيق الابتكار.
كطرق وأساليب لتنمية الإبداع والتدريب على توليد الأفكار ألا وهي طرق استخدام القبعات الست للتفكير :
حيث أنها استخدمت كرمز على طريقة التفكير لكنها مجرد وصف لطريقة تفكير معينة وقد يستخدم الشخص أكثر من قبعة في نفس الوقت فما هي إلاّ كترتيب للأفكار وددت طرحها لكي نعطي فرصة لتوجيه الشخص إلى أن يفكر بطريقة معينة ثم يتحول إلى طريقة أخرى فهذه الطريقة عندما تدار في الاجتماعات مثلاً تجعل جميع الأعضاء الحاضرين يفكرون دون حواجز وتردد أو خوف.
لذلك علينا إتباع هذه الطرق المستخلصة مما اخترعه الطبيب البريطاني ادوارد دي بونو لنصل إلى التفكير الإبداعي وهي كالتالي:
أولاً: جمع معلومات حول الموضوع والبدء بالتفكير حيث نبدأ بطلب معلومات وحقائق عامة عن الموضوع تكون هذه
المعلومات عامة ومحايدة فلا ايجابية فيها ولا سلبية لذلك علينا ارتداء القبعة البيضاء.
ثانياً: أن نفكر في الجوانب الإيجابية للفكرة كيف ننميها ونطورها فلماذا أنجح ؟ أي هنا يكون البحث عن الجوانب النافعة
بشيء من الفضول لذلك نرتدي القبعة الصفراء المأخوذة من رمز النماء والطاقة مكتسية بلون الشمس.
ثالثاً: أن نفكر بشكل إبداعي حول أفكار جديدة وتطويرية حتى وان واجهتنا سلبيات في هذا الموضوع نفكر بشكل إبداعي حولها كيف يمكن أن نحولها لايجابيات ؟؟ فبهذه الطريقة قد نتوصل إلى أفكار لم يبق لها مثيل هنا نرتدي القبعة الخضراء المأخوذة من الطبيعة وما فيها من معاني للتجديد والإبداع على روح الإنسان.
رابعاً: قبل أن انهي عملية التفكير عليّ طرح سؤال مهم وهو هل استخدمت جميع الأنماط؟ هل هناك نمط يحتاج إلى مزيد من التفكير ؟ وبناءً عليه يتوقف التفكير أو يتم استكماله , إذاً هنا دور التحقق من استعمال جميع الأنماط بالتفكير بطريقة شموليه أكثر فهنا أوجه كل الحديث وأقسمه وأعطي الفرصة المناسبة لجميع أنواع التفكير حيث أوضح الهدف مرتدية القبعة الزرقاء.
خامساً: القبعة الحمراء تمارس من قبل فرد فقط حيث يجعل مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته أمراً مقبولاً فعلية أن لا يترك لهذه الطريقة أكثر من (30 ) ثانية فقط.
سادساً: القبعة السوداء : آمل أن لا نرتديها أبداً وذلك لأنها تشير للتفكير التشاؤمي فللأسف كثيراً ما نرتديها دون أن نشعر حيث أولاً نفكر في الجوانب السلبية للموضوع , كأن نفكر بالخسائر للمشروع التي يمكن أن يتكبدها والصعوبات التي سنواجهها مما تحيل دون النجاح خوفاً من الخسائر , لابد أن نفكر في السلبيات والصعوبات ولكن علينا أن نفكر كيف نحولها إلى ايجابيات لا أن نحيد عن الموضوع كلياً .
علينا أن نبدأ التفكير في ايجابيات الموضوع أولاً ، لا سلبياته فالبدء بالسلبيات قد يميت الفكرة قبل خروجها إلى النور حتى وان كانت فكرة رائعة.
ومن الجميل أن نتبع مثل هذه الأنماط عند إدارتنا لاجتماع مكون من فريق فعلى الرئيس أن يقوم بتحديد الموضوع المراد التفكير فيه وتذكير فريقه بنمط التفكير بين الحين والآخر وعليه أن يبدأ أولاً بالقبعة البيضاء لجمع المعلومات ويستحسن أن ينتقل إلى الصفراء لبحث الجوانب الايجابية حيث دورة سيكون تحديد متى يتم الانتقال من نمط إلى آخر وعليه أن يترك الأخضر والأزرق للنهاية , فدور رئيس الفريق مهم جداً في إثارة الجو النفسي المصاحب لأنماط فريقه.
حقاً " إن الإبداع بركان خامد داخل كل فرد يثور متى ما توفره الظروف المناسبة "
" وأهم عائق يقف حجر عثرة أمام الإبداع هو التردد "
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي