أكد الباحث ومدرب التنمية البشرية محمد عبد السقا، أن الخريطة الذهنية تساعد الشباب على التفكير والتعلم وتنمية المهارات وتطوير الذات.
وقال السقا فى حواره مع موقع "فور شباب" أن الخرائط الذهنية تساعد على استثمار العقول لدى الشباب، وكيفية الاعتماد على طاقاتهم وتسخيرها لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم استغلالا لقدراتهم الذهنية والبدنية.
وأضاف السقا، أنها تعلمهم أيضا كيفية الاستفادة من ثورة تكنولوجيا المعلومات من حولهم للتغلب على مشكلاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لها .
فإلى تفاصيل الحوار:
في البداية .. حدثنا عن فكرة الخرائط الذهنية ومن هو مكتشفها؟
الخرائط الذهنية ببساطة، هي أداة تساعد على التفكير والتعلّم، وقد ظهر هذا المصطلح "الخريطة الذهنية" أو Mind Mapping لأول مرة عن طريق "توني بوزان"; في نهاية الستينيات.. والخرائط الذهنية هي أسلوب ينصح به الكثير من الخبراء في مجال التربية والتعليم وتطوير الذات.
ألا ترى أن الخرائط الجغرافية مثلا يمكنها اختصار مسافات كبيرة برموز بسيطة جداً والعقل يستوعب ذلك، فمجرد أن تشاهد خط رفيع متعرج لونه أزرق على الخريطة تعلم فورا أن هذا نهر مائي ... ما الذي حدث؟ .. لقد تم تحويل الشيء الكبير إلى رمز ... وبمجرد أن تشاهد على الخريطة علامة هلال أحمر تعلم أن هنا مستشفى، ويبدأ ذهنك في استدعاء باقي الأفكار وهي أن المستشفى بها أطباء والأطباء معهم ممرضون، والممرضون معهم آلات وهناك مرضى وسرائر وغرف مجهزة ...إلخ كل هذه الأشياء تم اختزالها في شيء بسيط جدا هو (هلال لونه أحمر).
من وجهة نظرك .. ما المقصود بالخريطة الذهنية، وعلى أي شيء تعتمد؟
الخريطة الذهنية مستوحاة أصلا من شكل الخلية العصبية، انظر معي إلى هذه الصورة صورة للخلية العصبية
الخلية العصبية لها نقطة مركزية وأذرع متفرعة منها، ومن كل ذراع تتفرع أذرع أصغر وأدق، وكذلك الحال في فكرة الخريطة الذهنية فإذا جلستَ مع نفسك تفكر، ستجد أنك تنتقل من فكرة إلى أخرى بسبب رابط موجود عندك، قد تنتقل عبر الأفكار بسبب تذكرك لصوت معين أو رائحة معينة، وقد تجد في النهاية أنك تفكر في شيء يبدو ظاهرياً غير ذا علاقة بالنقطة الأساسية التي بدأتَ منها، ولكن ما دمتَ قد انتقلتَ إلى الفكرة، فلابد أن عقلك قد وجد طريقة ما لربطهما عبر أفكار أخرى.
الخريطة الذهنية تعتمد نفس الطريقة المتسلسلة، حيث تبدأ من نقطة مركزية محددة، ثم تسمح بالأفكار بالتدفق. إن منح عقلك الحرية المطلقة يحفزه لفتح الأبواب المغلقة.
ويعرفها البعض بأنها: تقنية رسومية قوية تزودك بمفاتيح تساعدك على استخدام طاقة عقلك بتسخير أغلب مهارات العقل بـ كلمة ، صورة ، عدد ، منطق ، ألوان ، إيقاع ، في كل مرة، وأسلوب قوي يعطيك الحرية المطلقة في استخدام طاقات عقلك ..الخريطة الذهنية يمكن أن تستخدم في مختلف مجالات الحياة وفي تحسين تعلمك وتفكيرك وبأوضح طريقة وبأحسن أداء بشري ..
كيف يتم عمل الخريطة الذهنية وما هي الأدوات اللازمة لذلك؟
الخريطة الذهنية هي بديل لنظام القائمة أو الجدول ... يعني هي أسلوب في التفكير.
لكي تنفذ هذا الأسلوب ببساطة
أحضر ورقة ... وقلم ... واجلس في مكان هادئ (إذا كان الغرض هو تلخيص كتاب مثلا: اكتب اسم المادة في وسط الورقة ثم أخرج منها أذرع متفرعة فيها المحاور الأساسية للكتاب، ثم أخرج من كل ذراع أذرع أدق وأصغر، ولكن لا تستخدم الكلمات فقط بل استخدم الرسومات والرموز بقدر الإمكان، فتقنية الخرائط تعتمد على الرسومات وعلى خاصية في العقل البشري وهي أن المخ يستوعب الرسوم والصور بشكل أكبر مما نتخيله، وبالتالي سيمكنك اختزال وتلخيص الكتاب في ورقة واحدة وبدون كلمات كثيرة فقط الرموز والرسوم وربما الألوان.
هل تعتقد أن الخريطة الذهنية لها فوائد أخرى للشباب غير المذاكرة؟
يقول "مايكل ميتشالكو":
خريطة العقل هي "الأسلوب البديل الذي يستخدم جميع أجزاء المخ بدلاً من التفكير الخطي التقليدي، (فهي) تأخذك في كل الاتجاهات، وتلتقط الأفكار من أي زاوية".
يمكن للكبار والصغار والرجال والنساء والطلبه والمعلمين على حد سواء استخدامها فالكل يحتاج إليها، وإليكم بعض استخداماتها....
للطلبة والباحثين:
إذا أردتَ أن تعد تلخيصاً لكتاب معين للمراجعة عند الامتحان، فإن كل ما عليك فعله هو وضع ورقة الخريطة الذهنية الفارغة إلى جانبك، وضع موضوع الكتاب كعنوان في كلمة أو كلمتين في مركزها، ثم ابدأ القراءة، وكلما مررتَ بفكرة فرعية مهمة أو تجد أنها مثيرة للاهتمام، قم بتسجيلها فوراً في الخريطة الذهنية عبر الوسائل التي تحدثنا عنها، قبل التحضير إلى الامتحان ستختصر هذه الخريطة ثلاثة أرباع الوقت الذي ستقضيه في المذاكرة، إذ بدلاً من مراجعة مئات الصفحات، كل ما عليكَ فعله هو مراجعة ورقة واحدة.
مثل هذه الخريطة، تركّز المعلومات، إذ أنك تضع الفكرة بكلمات تنبثق عن عقلك، بالتالي سيكون سهلاً على دماغك ربطها وتذكّرها.
للموظفين:
التخطيط بهذه الطريقة يساعدك على إخراج اقتراحاتك وتقديمها بصورة مقنعة، بل وأكثر، يمكنك استخدامها في إعداد التقارير الروتينية المملة بشكل أنيق وجذاب، يمكنك أن تحسن التحضير والتنظيم وإدارة الاجتماعات الدورية، ربما تحصل على ترقية.. إن شاء الله.
للمدرسين والمحاضرين وكتاّب المنتديات:
تساعدك هذه الخريطة في ربط أفكارك، وإبراز النقاط التي تحتاج أن تركز عليها وتجعلها محورية في درسك أو موضوعك، هذه الخريطة أيضاً تساعدك على النظر للصورة الكلية، وتحديد أهدافك الرئيسية مما تقوم بشرحه، وبالتالي تفتح لك الباب لتقوم بذلك بأفضل وسيلة ممكنة. تذكّر.. أن ثراء وتنظيم الأفكار هما المفتاح الحقيقي لأي درس أو موضوع.
إذن يمكننا استخدام الخرائط الذهنية في تطبيقات عديدة كتحسين الذاكرة في؛ الخطابة - لأرقام الهواتف- للتخطيط - كتابة المقالات أو البحوث- للترتيب- للمخازن- للألعاب- للدورات- لتلخيص الكتب- لبناء المشاريع وغيرها..
هل ترى أن الخريطة الذهنية تساعد على تحسين الذاكرة وتقلل النسيان؟
بالطبع، فالخريطة الذهنية بتعريف د. نجيب الرفاعي هي: وسيلة ناجحة من وسائل الدراسة تقوم بربط المعلومات المقروءة في الكتب والمذكرات، بواسطة رسومات وكلمات على شكل خريطة، فأنت أولاً تقرأ الفكرة في المادة المكتوبة ومن ثم تحولها إلى كلمات مختصرة ممزوجة بالأشكال والألوان، فبإمكانك اختصار فصل كامل في ورقة واحدة حجم ( A4 ) وبتعودك بالنظر إلى هذه الورقة ستجد من "السهولة جدا" استخراج المعلومات منها أثناء الدراسة وأثناء الاختبارات والامتحانات.
كيف يستخدمها الشباب في تنمية مهاراتهم في شتى المجالات؟
يمكننا القول أنك عندما تستخدم الخريطة الذهنية ستجد أنها:
تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنها بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شيء في ورقة واحدة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي