عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
موضوع: برلين العاصمة الأحد فبراير 03, 2013 4:57 pm
برلين (بالألمانية: Berlin) هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية، وإحدى ولايات ألمانيا الست عشرة، كما أنها أكبر مدن ألمانيا من حيث عدد السكان. وتعتبر برلين إحدى "الولايات المدن" الثلاث بجمهورية ألمانيا الاتحادية (إلى جانب بريمنوهامبورغ)، وتأتي هذه التسمية من كون حدود المدينة هي نفسها حدود الولاية. وبرلين هي أيضاً ثاني أكبر مدن الاتحاد الأوروبي بعد العاصمة البريطانية لندن. وخلال فترةالحرب الباردة وتحديداً في عام 1961، قامت حكومة ألمانيا الشرقية بتشييد ما كان يعرف بـجدار برلين. هكذا أصبحت برلين مدينة مُقسمة إلى جزئين: جزء غربي يتبع ألمانيا الغربية والآخر شرقي يتبع ألمانيا الشرقية. وبقي الحال في برلين على هذا النحو إلى حين سقوط الجدار في عام 1989 وتوحيد الألمانيتين في عام 1990، وأختيرت برلين بعدها عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية ومركز حكومتها والبرلمان، وإحدى أهم المدن الأوروبية
برلين اليوم، مدينة نابضة بالحياة، يصفها من زارها بالمدينة الحرة التي لا تنام، ويمكن وصفها بعدة صفات، فهي مدينة جميلة من حيث الهندسة المعمارية الحديثة، ومدينة ثقافية من الطراز الأول تزخر بعدد لا يحصى ولا يعد من المتاحف والمعارض الفنية ومدينة السهر ومدينة الأكل والمطاعم وعلى رأس كل هذا إنها مدينة أشبه بمتحف حربي في الهواء الطلق، فكل زاوية منها تحكي قصة، وكل ركن فيها تحول إلى معلم سياحي. باختصار، إنها مدينة تتقن لعبة إرضاء الزوار مهما كانت اهتماماتهم.
برلين مدينة خضراء شاسعة المساحة، تتميز بوجود حدائق أشهرها «التيغيل»، تقع إلى الشرق من ألمانيا في وسط أوروبا على بعد نحو 70 كلم غربي الحدود مع بولندا.
يوجد فيها 25 فندقا من فئة 5 نجوم وعدد كبير من المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلين للتميز، تشتهر أيضا بالسياحة العلاجية نسبة لتوفر المراكز الطبية المتقدمة فيها، من أكثر الجنسيات التي تأتي لزيارتها، الروسية والألمانية والفرنسية، ولا تزال برلين مدينة شبه مجهولة بالنسبة للعرب الذين تعودوا على زيارة مدينة ميونيخ، إلا أن برلين هي بالفعل جوهرة مخفية برسم الاكتشاف.
في برلين يمكنك أن تلمس الحرية واستنشاقها، فيكفي أن تقوم برحلة سيرا على الأقدام للتعرف عن قريب على تاريخ المدينة الحافل، برلين تختلف عن غيرها من عواصم العالم كونها تتمتع بثلاثة أوساط تجارية بدلا من واحد وهذا السبب يعود إلى التقسيم الذي عانت منه.
فعندما تسأل أحدا من سكان برلين عن موقع الوسط التجاري الرئيسي يكون الجواب: «لدينا ثلاثة»، ولكن الجميل هو أن المعالم السياحية الأهم في المدينة قريبة من بعضها البعض ويمكن الوصول إليها عن طريق المشي، وهناك طريقة أخرى لاكتشاف المدينة أنصحكم بعدم تفويتها على أنفسكم وهي الرحلة على الدراجة الهوائية المزودة بسبعة مقاعد وتعرف باسم «كونفرينس بايك»، ويمكن تأجيرها من أي مكان في المدينة لا سيما في المنطقة القريبة من محطة «بوتسدامر بلاتز» ومحيط بوابة «براندنبورغ» الشهيرة، الرحلة على الدراجة الهوائية تتطلب منك بعض المجهود البدني ولكنها متعة حقيقية، فخلال الرحلة التي يمكنك تحديد مدتها الزمنية يقوم السائق بتعريفك بمعالم المدينة والجميل أيضا هو تمكنك من التوقف أمام المعالم التي تود التقاط الصور أمامها. ثمن الرحلة يبلغ نحو 24 يورو لمدة نصف ساعة وتوجد في المدينة 5 دراجات هوائية مماثلة.
وإذا كنت تفضل الجلوس وعدم تحريك ساكن والتمتع بعالم المدينة بهدوء يمكنك الالتحاق بالرحلات على متن حافلات بطابقين مكشوفة يمكنك من خلالها أيضا التمتع بما تزخر به المدينة ومن أهم ما تركز عليه الرحلات السياحية في برلين، زيارة مبنى البرلمان وتوجد به قبة زجاجية عملاقة يسمح للزوار بالصعود إليها ومشاهدة المدينة من أعلاها، ولكن يتعين عليك الانتظار لنحو الساعة في طابور طويل لتتمكن من الدخول.
كما يمكنك التقاط أجمل الصور أمام بوابة «براندنبورغ» التاريخية وأمامها فندق «أدلون» الذي يعتبر من أهم وأعرق فنادق المدينة، وهو بمثابة معلم سياحي كونه يستضيف الرؤساء والشخصيات الرفيعة والأمراء والملوك والملكات. ولا بد من المشي داخل حديقة «تيغيل» الخضراء، وفيها ترى النحاتين والفنانين الذين يأتون من كل بقاع العالم ليطلقوا العنان لمخيلتهم الفنية وإبداعاتهم.
وبعدها يمكنك التوجه إلى منطقة «هاكيشر ماركت» القريبة من «أليكساندر بلاتز» ومنطقة «ميتي»، فعبر قناطر قديمة تدخل إلى عالم رائع، ففي الماضي كانت تقع في هذه الأحياء الصغيرة مصانع خياطة «معاطف برلين» الشهيرة، التي اشتهر بتصنيعها اليهود، ويشير المرشد السياحي إلى الأبنية ذات الواجهات الضخمة والنوافذ الكبيرة، ويقول إن الأبنية التي تتمتع بشبابيك كبيرة كانت مصانع لحاجة المهنة إلى الضوء والنور والأبنية التي تتمتع بشبابيك صغيرة كانت مخصصة للسكن، أما اليوم فأصبحت هذه المنطقة موطنا للفنانين والفن والحديث وتنتشر فيها المقاهي الجميلة والمحلات الصغيرة والبوتيكات المميزة، ومن هناك وعلى بعد نحو 10 دقائق على الأقدام يمكنك الوصول إلى «جزيرة المتاحف» الواقعة في قلب برلين وهي تعد كنزا حقيقيا، ومن أهم معالم السياحة التي تجذب ملايين السياح. وتضم خمسة متاحف ذات شهرة عالمية وتمثل أكبر تجمع للمتاحف في أوروبا وتم إدراج المنطقة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 1999 ومن أهم المتاحف متحف برلين الجديد الذي يعرض فيه تمثال نفرتيتي الذي أثار جدلا كبيرا منذ فترة، بسبب مطالبة مصر بنقله إليها.
وتنتشر المتاحف والمعارض الفنية خارج الجزيرة أيضا، حيث استضافت برلين الأسبوع الماضي معرض «البينالي» الذي تم على هامشه معرض «حافة الجزيرة العربية» أو «إيدج أوف أرابيا».
ومن الزيارات المهمة في المدينة أيضا، زيارة نصب الهولوكوست التذكاري القريب في «بوتسدامر بلاتز» الواقع مقابل السفارة الأميركية، وهو يرمز إلى سقوط عدد كبير من يهود أوروبا، وعلى الرغم من رمز المعلم، فإنه لا يصور الهولوكوست بطريقة دينية بحيث قام المهندس بيتر إيزنمان بتصميم 2711 قطعة مختلفة الشكل والحجم من الإسمنت تم صفها على شكل خطوط متوازية على أرضية ملتوية، وعدد القطع الإسمنتية العملاقة لا يرمز إلى أي شيء.
وللغوص في تاريخ برلين المعقد لا بد من القيام بجولة في عالم «أنترفيلتين» القاتم، وخلال هذه الزيارة تتعرف بالصورة واللمس على مخابئ الألمان إبان الحرب العالمية الثانية ويعتبر ملجأ «أنترفيلتين» من أشهر الملاجئ، ولا يزال على شكله الأساسي، فهو بني في الأساس ليكون محطة لمترو الأنفاق، ومع بدء الحرب العالمية الثانية استعمله الألمان لتفادي الصواريخ والهجمات وترى فيه كيف كان مقسما إلى غرف للنساء والأطفال وأخرى للرجال وترى أيضا غرفا مخصصة للطبابة وترى أيضا الأسرة التي لا تزال على حالها وغرف تنشق الهواء، إضافة إلى عدد من القطع التي وجدت بجانب الجنود الذين سقطوا في الحرب وقطع أخرى تم اكتشافها حديثا، فمن المعروف عن برلين أن أراضيها مزروعة بالقذائف غير المتفجرة ولا يزال يرقد تحتها عدد من جثث الذين سقطوا خلال الحرب، وتعاني برلين من حدوث انفجارات في بعض الأحيان أثناء الحفر في الأرض بغرض البناء.
وإذا أردت التعرف إلى تاريخ برلين إبان الحرب الباردة يمكنك التوجه إلى متحف «قصة برلين» أو «The Story Of Berlin»، الذي تجد فيه الأسرة التي كانت تتسع لـ3600 مواطن فقط، وفي هذا الملجأ تقوم بجولة على أركانه المؤلفة من صالات للنوم وأخرى للمعيشة والطهي وأخرى لأخذ الاحتياطات من الغزو النووي. ويقع هذا الملجأ في شارع «كودام» ويستعمل حاليا قسم منه كمرآب للسيارات.
ولا بد من التوجه إلى نقطة تفتيش «تشارلي» Check point Charlie واحرص على أخذ جواز سفرك، لأنه سيكون بانتظارك جنودا مزيفين يقومون بختم الجواز، لتكون ذكرى زيارتك نقطة العبور الأشهر في المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تنس أن تلتقط الصور مع الجنود بكاميرتك إلا أنه يتعين عليك دفع يورو واحد لكل صورة.
وللغوص في تفاصيل تاريخ نقطة التفتيش هذه توجه إلى متحف «تشيك بوينت تشارلي». ويمكن التعرف على معالم وهندسة برلين الحديثة من خلال القوارب التي تمخر نهر «شبراي» الذي يخترق المدينة في وسطها التاريخي وفي غربها ويصب في نهر الهافل الذي يشكل بحيرة تيغيل وبحيرة ألفان الكبيرة، ومن الممكن بأن تتناول العشاء على متن أحد القوارب، وباستطاعتك أن تقله من محطة «فريدريكشترابيه»، وتمتد الرحلة على مدى 4 ساعات تشاهد خلالها أجمل المناظر الطبيعية وأجمل الأبنية وأحلى المحطات.
وإذا أردت التعرف إلى برلين من الجو، اختر يوما تكون فيه السماء صافية وتوجه إلى «فيلت بالون» وهو أكبر منطاد في العالم، وأصبح معلما من معالم برلين السياحية، ومن خلال سلة عملاقة وفي أجواء ساكنة ترتفع على علو 150 مترا فوق المدينة لتشاهد أجمل المناظر.
لحياة السهر في برلين طعم آخر، فتنتشر فيها المقاهي والمطاعم في كل المكان وغالبية الأماكن تقدم فرصة الجلوس في الهواء الطلق، ويمكنك الاتصال بمرشد السهر الأشهر في برلين وهو من أصول سويدية يدعى هنريك تيديفيارد وهو يقف وراء موقع www.berlinagenten.com ومهمته تعريف السياح على حياة برلين الليلية وأفضل المقاهي والمطاعم، ومعه يمكنك التعرف على أهم وأفضل الأماكن التي يأتي إليها المشاهير مثل جورج كلوني وباريس هيلتون وغيرهم من النجوم العالميين، واللافت في تلك الأماكن أنها مخفية وليس لديها مداخل رئيسية تطل واجهتها على الطرقات الرئيسية للمحافظة على خصوصية الزوار، نذكر منها «كريم كوكيز» و«سولار»، فتصل إلى هذه الأماكن لتظن أنك تدخل إلى مرآب للسيارات وتقرع جرس الباب ومن ثم يفتح لك أحدهم لتنتقل إلى عالم آخر تسوده الموسيقى وفيه مطاعم تقدم ألذ الأطباق.
وللتسوق في برلين أكثر من عنوان، ولكن العنوان الأهم هو مركز «كا دي في» Ka De WE الذي يعتبر الأكبر في برلين ويشتهر بصالة الطعام الفاخرة الواقعة في الطابق السادس، ويضم كل الماركات العالمية الشهيرة إضافة إلى عدد كبير من المطاعم بمختلف المطابخ العالمية.
وحتى في وقت التسوق، سوف تجد نفسك تستنشق التاريخ في برلين، ففي شارع «كودام» تجد كنيسة الذكرى التي تعرضت للقصف في الحرب العالمية الثانية ودمرت بشكل شبه كامل وتم بناء كنيسة أخرى حديثة بالقرب منها وبقي ما تبقى من الكنيسة القديمة للذكرى فقط، وفي شارع كودام تنتشر المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، ولا بد من تذوق القهوة في مقهى «كايزلر» الأشهر، وتجد بالقرب من شارع «كودام» أيضا حديقة الحيوان.
ويعتبر شارع «فريدريشتراسيه» من عناوين التسوق أيضا إضافة إلى حي «ميتي» Mitte الذي يعتبر من الأحياء الشهيرة في وسط برلين وتنتشر فيه مراكز التسوق ودور الأزياء، لا سيما في منطقة هاكيشي ماركت.
وتعتبر ساحة «بوتسدامر من أكثر الأماكن حيوية في المدينة، فهي تعج بالحركة ليلا ونهارا، وهي حديثة البناء، تتميز أبنيتها التي صممها مهندس معماري إيطالي باللون القرميدي، وتم بناء هذا القسم من المدينة في عام 1995 بعد سقوط جدار برلين، وتجد فيه محطة «بوتسدامر بلاتز» التي تربط المدينة بشبكة قطارات منظمة، وتجد في المنطقة مركز «أركايد» التجاري الذي يضم 3 طبقات تحتوي على عدد كبير من أشهر الماركات العالمية، وفي محيط هذه المنطقة تجد المقاهي حيث يمكنك الجلوس في الهواء الطلق وتدرج العادة في المطاعم بوجود اختصاصيين واختصاصيات بالتدليك، يقومون بجلسات تدليك أثناء تناولك العشاء من دون تحديد السعر، ويترك القرار لك لتحديد ثمن الجلسة التي تمتد على مدى 10 دقائق.
أين تأكل في برلين؟
سوف تقف حائرا أمام وفرة الأماكن الجيدة لتناول الطعام في برلين ولكن ينصح دائما بالتوجه إلى الأماكن التي يأكل فيها أهالي المدينة مثل مطعم «فيشر فريتز» Fische Fritz التابع لفندق «ذا ريجنت» وهو حائز على نجمتي ميشلين للتميز.
مطعم «فاسيل» Facil التابع لفندق «ذا ماندالا» يعتبر أيضا من أهم مطاعم المدينة وهو حائز على نجمة ميشلين.
مطعم «ميدتاون غريل» Midtown Grill التابع لفندق «ماريوت» يقدم ألذ المشاوي واللحوم.
مطعم «ثيودور توكر» Theodor Tucher القريب من بوابة «براندنبورغ» يقدم ألذ المأكولات المحلية والأسماك في أجواء رائعة.
ومطعم «رينهاردز» في «كيمبينسكي ذا بريستول» Kempinski The Bristol ستقف حائرا أمام خيارات الأكل.
أين تقيم في برلين؟
في برلين عدد كبير من الفنادق الجيدة ومن أفضل الفنادق التي تتمتع بمواقع جغرافية سياحية وخدمات عالية الجودة:
فندق «ذا ريجنت» The Regent الواقع في شارع «شارلوتينشترابيه»، فندق راق جدا يتمتع بمركز صحي ومطاعم فاخرة وحديقة مخصصة لتناول الشاي والمأكولات، موقعه مناسب للتسوق قريب من محلات عالمية مثل «غاليري لا فاييت» وغيرها من دور الأزياء العالمية الشهيرة.
وفندق «كيمبينسكي» Kempinki The Bristol القريب من شارع كودام للتسوق وهو الفندق الأقدم في المدينة وفيه أول بركة سباحة في برلين www.kempinskiberlin.de.
فندق «غراند حياة برلين» Grand Hyatt Berlin ويقع في بوتسدامر بلاتز ويضم بركة سباحة مطلة على معالم المدينة، إضافة إلى مركز صحي كبير www.deutschland.hyatt.de.
وفي النهاية وبعد زيارة العاصمة الألمانية برلين سوف تدرك أن الحرب علمت أهالي المدينة درسا في الحياة، فأهالي المدينة بشطريها الشرقي والغربي يعشقون الحياة ويعرفون كيف يعيشون كل لحظة، ولو أن شبح الجدار لا يزال موجودا بينهم، ففي كل لحظة يتم ذكر الجدار لأنه لا تزال عدة أجزاء منه موجودة في طرقات المدينة وفي أحيان أخرى ترى أثرا له على الأرض، ولا ينتهي الأمر هنا بل تباع في محلات القطع التذكارية، أجزاء صغيرة من الجدار تبدأ أسعارها من 5 يوروات.
في غضون بضعة قرون ، تحولت برلين -- اليوم عاصمة جمهورية المانيا الاتحادية -- من قرية لصيد الاسماك ومركز تجاري حول نقطة عبور نهر "شبرى" (Spree) إلى أن أصبحت العاصمة البروسيه ومقر إقامة الملك.
ذكرت مدينةCölln لاول مرة المذكورة في وثيقة مؤرخة في عام ١٢٣٧. اندمجت في وقت لاحق مع المدينة الشقيقه لها برلين واستفادت من إرتقاء بروسيا الى مرتبة الدولة العظمى. وبعد تأسيس الامبراطوريه الالمانيه في ١٨٧١ اصبحت برلين المركز السياسي والصناعي والعلمي والاكاديمي والثقافي لألمانيا. في عام ١٩٣٣ وضع الاشتراكيون القوميون (النازيون) حداً لهذا التقدم. فمن هنا تم التخطيط للحرب المدمره وللمحرقة وتنفيذها. وفي الوقت ذاته كانت برلين ايضا مركز لمقاومة النظام النازي. ففي عام ١٩٣٩ تجاوز عدد سكان العاصمة الالمانيه ٤ ملايين نسمة. فكان للحرب العالمية الثانية ، التي اطلقتها الاشتراكيية القومية النازية اثار مأساويه على برلين مما ادى الى تدمير وسط المدينة والمناطق الصناعية بشكل شبه تام.
وبعد الحرب قامت الدول المنتصره بتقسيم المدينة الى اربعة مناطق . وفي العامين ١٩٤٨ و١٩٤٩ فرض الاتحاد السوفياتي حصار على الطرق البرية المؤديه الى برلين دام مدة ١١ شهرا وذلك في محاولة منه لإرغام شعب برلين الغربية على الإستسلام وإجبار الحلفاء على الانسحاب من المدينة. وقد احبطت هذه المحاوله عن طريق الجسر الجوي الذي أقامه الحلفاء. لوقف الهجره الجماعية للشعب الألماني من جمهورية ألمانيا الديمقراطية (المانيا الشرقية) قامت القيادات الشيوعية لألمانيا الشرقية ببناء جدار برلين فى عام ١٩٦١والذي تم هدمه فى عام ١٩٨٩ عندما انهارت الكتلة الشرقية الشيوعية.
وفي الثالث من أكتوبر ١٩٩٠تم توحيد المانيا وبمناسبة هذا الحدث أقيم إحتفال رسمي في برلين . ومنذ ذلك الحين أصبحت برلين الموحدة مجددا عاصمة لألمانيا الموحدة.
برلين – الجدار
لا يمكن لأي شخص يقوم بجولة في برلين اليوم أن يتصور كيف كان الجدار والاسلاك الشائكه تقسم تلك المدينة العالمية الحية ونابضه بالحياة طوال ٣٠ عاما تقريبا. بل انه يصعب على من يعيشون في برلين اليوم اقتفاء اثر ومعرفة مسار الجدار. في السنوات التي انقضت منذ التاسع من نوفمبر١٩٨٩ ، وهو اليوم الذي هدم فيه الجدار نما شطرا برلين معا. وقد بني هذا الجدار من قبل جمهورية المانيا الديمقراطيه ونظامها الحاكم لمنع سكانها من الفرار إلى الغرب. فقد شيدت حكومتها جدارا حول مواطنيها في ١٣ أغسطس ١٩٦١ لانه لم يعد من الممكن لها تحمل حركة النزوح. وبذلك تم تقسيم برلين وتقسيم المانيا وتقسيم اوروبا بشكل نهائي. فقد قطع الجدار لمدة ٢٩ عاما المدينة والبلد والقارة.
في تلك الفترة استعرض اللاجئون اليائسون ما لا يصدق من الابداع في محاولاتهم الراميه الى تسلق الجدار أو المرور من أنفاق تحته او حتى التحليق فوقه. ونحن نعلم اليوم ان اكثر من ١٠٠ شخص لقوا حتفهم في تلك المحاولات. ففي عام ١٩٦١ وبين عشية وضحاها دمر الجدار عمليا أسرا وصداقات وبدد خططا وآمال. في عملية بطيئه وصعبة تم إقناع جمهورية المانيا الديمقراطيه السابقة بإدخال نظام للزيارات مما ادى الى تراجع الألم الناتج عن الإنفصال بعض الشيء.
وقد أدت الإضطرابات وبوادر تفكك الكتلة الاشتراكيه في شرق أوروبا إلى خلق فرصة جديدة أمام برلين والألمان. ففي ٩ نوفمبر ١٩٨٩ فوجئ شعب برلين الشرقية والغربية بسقوط الجدار ، فاستقبلوا الحدث بدموع الفرح وبالأحضان. فقد سقط الجدار دون عنف بل وكان التغير نتيجة لملاحظه عابرة. احتفل الآلاف حول نقاط التفتيش الحدودية ، وفي طريق الكورفورستندام وعند بوابة براندنبورج. وستبقى تلك الليلة أبدا محفورة في ذاكرة برلين.
في ٣ أكتوبر ١٩٩٠ وبعد سنة واحدة تقريبا من سقوط الجدار أصبحت الوحدة الألمانيه حقيقة واقعة في القانون الدولي. وبذلك فاز في النهاية التصميم على تحقيق الحرية وحق تقرير المصير، وانضمت ولايات جمهورية ألمانيا الديمقراطية المعاد تأسيسها إلى جمهورية المانيا الاتحادية. وأضحت برلين التي كانت لعدة سنوات مركزا للحرب الباردة والمواجهات رمزا للوحدة الألمانيه ولمستقبل اوروبا.
واليوم لم يتبق من الجدار السابق الا أجزاء قليلة في عدد من الاماكن البارزة في برلين. المسؤولية التاريخية للحفاظ على هذه البقايا من الجدار للأجيال المقبلة تعد بمثابة التزام علينا. النصب التذكاري للجدار في شارع برناور Bernauer Strasse والذي تم افتتحه في عام ١٩٩٨ يحي ذكرى الحدود القاسيه وغير الإنسانيه.
أقدمت الحكومات الشموليه مرتين خلال القرن العشرين على جعل برلين مقرا لحكوماتهما. أما في نهاية هذا القرن فأصبحت برلين عاصمة ألمانيا حرة وموحدة وعضو في التحالفات الغربية وتعيش في سلام مع جيرانها ووجدت موقعها المعترف به في المجتمع الدولي. يقف ما تبقى من الجدار اليوم كنصب للذكرى والتنبيه. وهي تذكرنا بالديكتاتوريه الثانية القائمة على أرض المانيا فى هذا القرن و أيضا -- وقبل كل شيء -- بالضحايا. وهي تنبهنا بواجبنا للعمل الدئوب في سبيل إقرار السلام والحرية والعدالة.
المناخ
وفقاً لنظام كوبين لتصنيف المناخ (بالألمانية: Köppen)، تعد برلين من المناطق ذات الحرارة المعتدلة. يكون الصيف دافئاً وتتراوح خلالها درجات الحرارة العليا من 22 - 25 درجة مئوية والدنيا تصل إلى 12 - 14 درجة مئوية. أما فصل الشتاء فيكون بارداً بدرجات حرارة عليا تصل إلى 4 درجة مئوية والدنيا تصل إلى - 2 درجة مئوية. يكون الجو عموماً في فصلي الربيع والخريف بين البارد والمعتدل، كما تكون درجات الحرارة في مناطق العمران أعلى بحوالي 4 درجة مئوية مما هي عليه في المناطق المحيطة نتيجة الحرارة المخزنة في الأبنية. تبلغ معدلات الهطول السنوية للأمطار 570 ملم عل شكل هطول معتدل خلال السنة، بينما يحدث هطول خفيف للثلج بشكل رئيسي من شهر كانون الثاني/ يناير إلى آذار/ مارس، لكن الغطاء الثلجي لا يبقى عادة لوقت طويل
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي