هنا يقترح القيام بالإيحاءات التالية:
أولا: الإيحاء الذاتي التالي: أنا أعرف أنني قادر على تحقيق هدفي المحدد في الحياة، لهذا أطلب من عقلي العمل المتواصل والمثابر لتحقيقه، وأنا الآن أعد بأن أفعل ذلك.
ثانيا: الإيحاء الذاتي التالي: أنا أدرك الأفكار المهيمنة في عقلي وأنها تنتج نفسها ثانية على شكل عمل محسوس، وتحول نفسها تدريجيا إلى واقع مادي ملموس. لهذا أركز أفكاري مدة ثلاثين دقيقة يوميا على مهمة تصور الشخص الذي أنوي أن أكون عليه، وبذلك أضع في عقلي صورة عقلية واضحة عن نفسي في المستبقل.
ثالثا: الإيحاء الذاتي التالي: أنا أعرف من خلال مبدأ الإيحاء الذاتي أن أي رغبة أحملها في عقلي بثبات سوف تلقى التعبير عن نفسها من خلال بعض الوسائل العملية لتحقيق تلك الرغبة. ولهذا أكرس عشر دقائق يوميا للطلب من نفسي تطوير ثقتي بنفسي.
رابعا: الإيحاء الذاتي التالي: لقد دونت وصفا لهدفي الرئيسي المحدد في الحياة، ولن أتوقف عن العمل حتى أطور الثقة الكافية بالنفس لتحقيقه.
خامسا: الإيحاء الذاتي التالي: أنا أدرك تماما أنه لا يمكن لأي نجاح في الحياة أن يدون طويلا إلا إذا بني على الحقيقة والعدل، لهذا لن أدخل في أي معاملة لا تفيد كل أطرافها الأخرى. سأنجح في جذب القوى التي أرغب في استعمالها إلى ذاتي وأجذب معها تعاون الناس الآخرين. وسوف أحث الآخرين على خدمتي بسبب استعدادي لخدمة الآخرين، وأزيل الكراهية والحسد والأنانية والتهكم من خلال تطوير المحبة لكل البشر، لأنني أعرف أن السلوك السلبي تجاه الآخرين لا يمكن أن يجلب لي النجاح. كذلك سأجعل الآخرين يعملون معي لأنني أعمل معهم، وسوف أوقع إسمي على هذه المعادلة وأدخلها في ذاكرتي، وأكررها عاليا مرة في اليوم، مع الإيمان الكامل بأنها ستؤثر في أفكاري وأفعالي، بحيث أصبح معتمدا على ذاتي وأصبح شخصا ناجحا.
إن سنة الله تعالى قائمة على دعم الطبيعة لمن يستخدم عقله بشكل بناء، من خلال الإيحاء الذاتي الإيجابي. كما أن الطبيعة "تدعم" بشكل سلبي من يقوم بالإيحاء الذاتي السلبي، وهذا القول يتضمن حقيقة مهمة جدا وهي أن ألئك الذين ينهزمون يفشلون وينهون حياتهم بالفقر والبؤس والحزن إنما يصلون إلى تلك النتيجة بسبب التطبيق السيئ لمبدأ الإيحاءات الذاتية.
وقانون الإيحاء الذاتي والذي يمكن من خلاله لأي شخص أن يرتفع إلى مراتب عليا من النجاح موصوف في الجمل التالية:
إذا اعتقدت أنك هزمت، تكون قد هزمت حقا..
وإذا اعتقدت أنك لست مقداما، لن تكون مقداما..
وإذا رغبت في الفوز، ولكن ظننت أنه لا يمكنك الفوز فمن المؤكد أنك لن تفوز..
إذا ظننت أنك ستخسر، فأنت ستخسر حقا، لأن النجاح يبدأ بالإرادة.
والأمر كله حالة روحية.
وإذا ظننت أنك منبوذ ستصبح منبوذا، لأنه يجب أن تفكر عاليا لتسمو.
ويجب أن تكون واثقا من نفسك قبل أن تفوز في أي مبارة.
فمعارك الحياة لا يربحها الشخص الأقوى والأسرع فقط، فعاجلا أم آجلا يفوز الرجل الذي يؤمن أن بإمكانه الفوز!
وإذا رغبت في الحصول على برهان لقوة الإيمان هذا فادرس إنجازات الرجال والنساء الذين وظفوا تلك القوة واستعملوها. وأساس الإيمان هو الدين. وجوهر تعاليم الأنبياء وحصيلتها هي معجزات صادرة عن الإيمان وحده، وأي معجزات تحدث في الحياة تكون صادرة عن حالة روحية هي الإيمان.
ولكي يتكون عندك الإيمان بنجاحك فلا بد من قراءة بيان رغباتك مرتين يوميا بصوت عال، حتى تشعر بتحقيق آمالك وكأن أهدافك أصبحت بين يديك قبل امتلاكها حقا. ومن خلال اتباع هذه التعليمات بإمكانك نقل هدف العملية يمكنك، طوعيا، صنع عادات فكرية مناسبة ومتوافقة مع جهودك لتحويل الرغبة إلى ما يماثلها ماديا.
لذلك تذكر عند قراءتك البيان بصوت عال أن مجرد قراءة الكلمات لا تكفي إلا إذا مزجت بالعواطف والمشاعر، عندها فقط يدرك عقلك الباطن تلك الكلمات لأنه يعمل فقط على تنفيذ الأفكار التي مزجت جيدا بالمشاعر.
فالكلمات غير العاطفية لا تؤثر في العقل الباطني، ولن تحصل على نتائج مهمة حتى تتعلم كيف تصل بأفكارك إلى عقلك الباطني بالكلمات التي مزجت بعاطفة الإيمان.
وإذا لم تتمكن من توجيه عواطفك عند محاولتك الأولى، فلا تشعر بخيبة أمل وتذكر أنه لا توجد إمكانية وجود شيء مقابل لا شيء، ولن يكن باستطاعتك الغش حتى لو رغبت في ذلك. وثمن قدرتك على التأثير في عقلك الباطني هو المثابرة الدائمة. ولن يكون بإمكانك تطوير تلك القدرة بثمن أقل من ذلك، وأنت وحدك تقرر ما إذا كان العائد الذي تسعى إليه (من خلال وعيك بالنجاح) يستحق الثمن الذي تدفعه من خلال جهودك.
وسوف تعتمد مقدرتك على استعمال مبدأ الإيحاءات الذاتية إلى حد كبير على قدرتك على التركيز على رغبة محددة كي تصبح تلك الرغبة هاجسا مشتعلا.
المصدر: أساليب النجاح
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي